الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ذكريات مع مريد ومروان| بقلم: زياد البرغوثي

2021-02-18 08:02:25 AM
ذكريات مع مريد ومروان| بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

بعد أن شرِبَ فنجان قهوته في مكتبي سألني شو أخبار مروان؟ 

فقلت له الليلة برَتب نتعشى سوا..

كان ذلك في يوم من أيام الانتفاضة الثانية في عام 2002 حين كان مروان متصدراً للمشهد الانتفاضي في الساحات، وبعد أن تراجعت خلف المكاتب معظم القيادات..

دعوت على شرف مريد ومروان، مجموعة من شباب العائلة أذكر منهم حافظ ووليد وبشير وأمين وغيرهم..

كان العشاء في فندق جراند بارك، وصل مروان متأخرا قليلاً لظروفه الأمنية، وكان مريد يجلس بيني وبين حافظ، وما كان من مروان وهو رجل الدهاء والذكاء أن قال لحافظ قعدني مكانك بلاش تيجيني طايشة أنت بتصدها..

ضحكنا وبدأنا الجلسة البرغوثية وما يتخللها من نوادر وقصص وذكريات لرجالات العائلة من دير غسانة إلى كوبر، ودعوت الله أن يلطف بمن جعله حظه المعتر الليلة طبقا إضافيا على العشاء، ووقع تحت سياط ألسن المدعوين الظرفاء..

بعد فترة مر بنا مسؤول فلسطيني من الصف الأول وأستأذننا بمروان، عاد مروان إلينا بعد قليل وقال الإسرائيليون خبروا المؤسسات الدولية أن الاجتياح الليلة..

لم يطول الكلام حتى بدأنا نسمع صوت الرصاص وكانت منطقة الجراند بارك من أولى المناطق التي اجتاح منها الجيش الإسرائيلي رام الله..

مع منتصف الليل أنهينا الجلسة، وليد أخذ مريد إلى فندقه على طريق القدس، وأنا أخذت مروان وأنزلته على ناصية شارع بلدية رام الله..

تسلل مريد مع الفجر إلى أريحا عائداً إلى عمان واختفى مروان حتى اعتقاله بعد شهرين في كمين في منطقة الإرسال..

في الطريق إلى أريحا استوحى مريد مقدمة روايته الجديدة ولدت هناك ولدت هنا..

وخلف القضبان كتب مروان رواية شعبه..

وداعاً مريد.. أهلاً مروان