الحدث- عبد الرؤوف أرناؤوط
يبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، الأسبوع المقبل، مشاواراته مع قادة الأحزاب والقوائم الفائزة بانتخابات الكنيست (البرلمان) التي بدأت اليوم الثلاثاء، لاستطلاع آرائهم بشأن الشخصية التي يكلفها بتشكيل الحكومة القادمة.
وتعتبر هذه واحدة من المهام الحيوية التي يقوم بها رئيس البلاد الذي يعتبر منصبه أقرب ما يكون فخرياً باعتبار أن الصلاحيات الكبيرة مركزة بيد رئيس الحكومة.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه "عندما يكون من المقرر تشكيل حكومة جديدة، يقوم رئيس الدولة، بعد استشارة ممثلين من الأحزاب المنتخبة للكنيست (البرلمان)، بإسناد مهمة تشكيل الحكومة إلى عضو كنيست والذي عادة ما يكون زعيم الحزب صاحب التمثيل الأكبر في البرلمان، أو رئيس الحزب الذي يقود ائتلافاً من أكثر من 60 عضواً".
ودرجت العادة على أن يقوم رئيس الدولة بتكليف الحزب الحائز على أغلب الأصوات بتشكيل الحكومة.
وفي تمام الساعة السابعة صباحاً بتوقيت القدس، اليوم الثلاثاء، فتحت مراكز الاقتراع في إسرائيل أبوابها أمام الناخبين، لاختيار 120 نائباً للكنيست.
ومع إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة العاشرة مساءا بالتوقيت المحلي لمدينة القدس، تبدأ القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، بنشر نتائج عيناتها الاستطلاعية حول نتائج الانتخابات.
وتتضح خلال اليومين المقبلين النتائج الأولية للانتخابات، غير أن النتائج الرسمية لهذه الانتخابات ستنشر يوم 25 من الشهر الجاري، بحسب اللجنة المركزية للانتخابات.
ويُفرض على الشخص الذي يكلفه رئيس الدولة بتشكيل الحكومة، أن يحصل على تأييد 61 عضواً على الأقل من أعضاء الكنيست الـ120.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني: "يُمنح عضو الكنيست الذي أُسنِدت إليه المهمة، مهلة 28 يوماً لتشكيل حكومة، ويستطيع الرئيس تمديد المهلة بفترة إضافية من الوقت، لا تتعدى 14 يوماً".
وأضافت "إذا انقضت هذه المهلة (حتى 42 يوماً) ولم ينجح عضو الكنيست المعيَّن بتشكيل حكومة، يستطيع الرئيس إسناد المهمة إلى عضو آخر، فتكون لهذا العضو مهلة من 28 يوماً لتأدية المهمة، دون تمديدات أخرى".
وبحسب الوزارة، فإنه "عندما تتشكل الحكومة يعرضها رئيس الوزراء المعيَّن أمام الكنيست في غضون 45 يوماً من نشر نتائج الانتخابات في الجريدة الرسمية".
وفي حال حصول الحكومة على ثقة 61 عضواً فأكثر من أعضاء الكنيست، يبدأ الوزراء بتولي مهامهم الوظيفية.
وكانت نتائج استطلاعات الرأي العام في إسرائيل أظهرت تفوقاً لصالح قائمة "المعسكر الصهيوني" (الوسطي) بقيادة يتسحاق هرتسوغ على حزب "الليكود" (اليميني) برئاسة بنيامين نتنياهو.
ولكن يتعين على هرتسوغ أو نتنياهو، حال تكليف أحدهما بتشكيل الحكومة، تشكيل ائتلاف من عدد من الأحزاب والقوائم للوصول إلى 61 صوتاً.
ويرى مراقبون أن المهمة ستكون صعبة على كليهما ولكنها ليست مستحيلة.
وسبق أن أخفقت زعيم حزب "كاديما" تسيبي ليفني في العام 2009 بتشكيل حكومة تحظى بتأييد 61 عضو كنيست رغم حصولها على الأصوات في الانتخابات آنذاك.
وقد تمكن حينها نتنياهو من تشكيل الحكومة معتمداً على أصوات الأحزاب اليمينية .
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من رئيس الدولة، أنه سيسعى لإقناع الأحزاب والقوائم بتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن استطلاع للرأي العام أجرته إذاعة الجيش قبل أسبوعين أشار إلى معارضة 53% من الإسرائيليين لحكومة وحدة.
وجدد نتنياهو، اليوم الثلاثاء، موقفه الرافض لحكومة وحدة، وإصراره على حكومة وطنية بمشاركة أحزاب وقوائم اليمين.
ومن ناحيته فإن هرتسوغ لم يستبعد نهائياً تشكيل حكومة وحدة.