ترجمة الحدث
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، على موقعها الإلكترومي، اليوم الثلاثاء، تقريرا جديدا عن الانتخابات الإسرائيلية التي انطلقت صباح اليوم، وتستمر حتى المساء، تطرقت فيه إلى 7 سيناريوهات هي الأقرب إلى الواقع بعد إعلان نتائج الانتخابات.
السيناريو الأول: موشيه كحلون يختار نتنياهو
حتى يوم الخميس، أظهرت الاستفتاءات التي أجريت يومي الخميس والجمعة تقدم المعسكر الصهيوني على حزب الليكود بقارق أربعة إلى خمسة مقاعد. وعلى الرغم من التقدم إلا أنّ قائمة اسحق هرتسوغ لم تظهر تقدماً شاسعاً وفق الاستطلاعات التي توقعت للمعسكر الصهيوني ما لا يزيد عن 24 مقعداً، كذلك الأمر ينطبق على نتنياهو. كما وأنّ نسبة دعم الكتل اليمينية المرشحة لحزب الليكود في تشكيل الحكومة هي نسبة أكبر من دعم الكتل اليسار الوسط التي سترشح بدورها هرتسوغ.
ووسط هذه التوقعات، سيحصل بدوره زعيم حزب كولانو موشيه كحلون، على 10 مقاعد تقريباً تمكّن قائمته من الحسم بين كلّ من الليكود والمعسكر الصهيوني. وتطمح دائرة نتنياهو اليمينية ألّا يتخلى كحلون عن جذوره في حزب الليكود وأنّ يرشح نتنياهو لتولي رئاسة الوزراء، لا سيّما أن نتنياهو وعده بمنصب وزير المالية في الحكومة الجديدة.
السيناريو الثاني: هرتسوغ يشكل الحكومة
إن العيب الوحيد في السيناريو الأول أعلاه هو الكراهية الواضحة وعدم الثقة التي يكنّها كحلون لنتنياهو، وفي حين عدم تصريحه لآرائه خلال حملته الانتخابية، إلّا أن ثمة أدلة وافرة حول عدم تغيير كحلون لآرائه إزاء نتنياهو، ورغبته بالإطاحة به من خلال الانضمام لحكومة هرتسوغ. وعلى الرغم من أن ترشيح كحلون لهرتسوغ سيبعد نتنياهو جانباً، إلا أنّ التحدي الذي يواجهه هرتسوغ بضمّ أحزاب يمينية كشاس وحزب التوراة الموحدة وأحزاب الوسط ك"هنالك مستقبل" بقيادة يائير لابيد يستلزم طرح حلول مبدعة للوصول إلى أغلبية في الكنيست.
ويبدو ذلك مستحيلاً في ظل رفض حاخامات اليمين تشكيل حكومة مع يائير لابيد، ولكن بمجرد انتهاء الانتخابات تنتهي كل الرهانات، وإن كان بإمكان أحدهم تشكيل الائتلاف المستعبد هذا، فهو هرتسوغ.
سيناريو الثالث: "حكومة وحدة وطنية"
وعوضا عن الاختيار بين الحزبين الكبيرين، يمكن لكحلون أنّ يختار أوسط الأمور من خلال حثّهما على تشكيل ّحكومة وحدة وطنية "تضم في كنفها الحزبين الكبيرين والكولانو والحراديم، وسيدعم بدوره الرئيس رؤوفين ريفلين هذا التوجه".
وكان نتنياهو استبعد هذا الاحتمال مراراً وتكراراً خلال حملته الانتخابية، إلا أن احتمال المعارضة واقصائه سياسياً سيدفعان به للموافقة.
كما وقد يقتنع هرتسوغ أن السبيل الوحيد لتحسين صورته الباهتة وظهوره كشخصية وطنية لن يحصل إلا بمشاركة نتنياهو. ويبقى السؤال الأهم من سيتولى رئاسة الحكومة؟ هل التناوب بين الحزبين كما حصل عام 1948 (بين اسحق شمير وشمعون بيريز) هو الحل؟ وإن كان الجواب نعم، فمن سيحصل على المنصب أولاً؟
السيناريو الرابع: انهيار في أصوات الليكود (مفاجأة الاقتراع)
في كل انتخابات على مدى العقدين الماضيين، كان هناك في اللحظة الأخيرة موجة من الناخبين المترددين سابقا، بقيمة ستة مقاعد على الأقل لأحد الطرفين، وتفشل التوقعات عادة في حسم هذه الأصوات. ففي عام 2013 على سبيل المثال، كان المستفيد الأول من الأصوات المترددة حزب (هنالك مستقبل)، ما أدى إلى قفزه للمركز الثاني بـ19 مقعداً بشكل غير متوقع.
من سيحصل على هذه الأصوات اليوم؟ يعتقد العديدون أنّها ستكون من نصيب كحلون، وإن ذهبت أصوات الليكود السابقة لصالح كحلون فإن ذلك سيوسع الفجوة بين كل من الليكود والمعسكر الصهيوني، وسيزيد فرصة اقناع هرتسوغ بقدرته على تشكيل الحكومة، وفي هذا السيناريو سيخرج نتنياهو خارج الصورة على الرغم من المناورات السياسية المتوقعة بين الأحزاب قبيل تشكيل الحكومة.
السيناريو الخامس: (مفاجأة الاقتراع): سدّ فجوة الليكود
سجل الليكود انخفاضاً بطيئاً وثابتاً على مدى شهرين، لكن التحول المفاجئ في حظ نتنياهو في آخر لحظة ليس سيناريو غير متوقع. ثمة الكثير من مناصري الليكود قد يغيرون رأيهم في اللحظة الأخيرة لصالح بينيت وحزب البيت اليهودي، الذي حاز على 12 مقعداً على حساب الليكود. وفي حين اتخاذ بينيت قرار الدخول في حكومة يمينية فقط، خرج برسالة أنّه وفي حال عدم سدّ الفجوة بين الليكود والمعسكر الصهيوني، لن تتشكل الحكومة اليمينية التي يسعون لها.
كما وأن الأدلة المتوافرة تشير إلى أن رسالة بينيت ناجحة، فعودة ما قيمته أربعة مقاعد من الأصوات لثالح الليكود عوضاً عن البيت اليهودي كفيلة بسدّ الفجوة بين الحزبين الكبيرين.
السيناريو السادس: (مفاجأة الاقتراع) : محو الأحزاب الصغيرة عن الخريطة
تحوم ثلاثة أحزاب حول نسبة الحسم المقدرة بـ3.25% من إجمالي الأصوات، وعلى الرغم من كشف معظم الاستطلاعات عبور كل من ميريتس، يحاد، و"إسرائيل بيتنا" نسبة الحسم هذه ووصولهم الكنيست، إلّا أنّ هامش الخطأ يترك دائماً مجالاً للشك، خاصة مع احتمال (أكثر من المتوقع) بزيادة نسبة الإقبال في ظل زيادة متوقعة في الوسط العربي. وإذا تم محو أيّ من الأحزاب الثلاثة فذلك سيترك أثراً على الصورة العامة ويترك المعسكر الصهيوني وحيداً.
حتى مع ميزة تقدمه على الليكود، سيستحيل على هرتسوغ تشكيل حكومة دون حزب ميرتس، ليبقى أفضل ما يأمل به هو تشكيل حكومة موحدة مع الليكود.
ويمينياً، فإن فقدان يحاد أو "إسرائيل بيتنا" ستكون ضربة أقل قصوى على نتنياهو، بلّ وسيكون أكثر سعادة بفشل ليبرمان بسبب رفضه تأييد نتنياهو كرئيس وزراء. لكن ماذا سيحصل في حال فشل كليهما؟ فبدونهما ستكون كتلة يسار-الوسط أكبر ولأول مرة منذ العام 1992، نافية بشكل حاسم ولاية رابعة لنتنياهو.
وفي حال محو ثلاثتهم، ستتغير حسابات التفاضل والتكامل الانتخابية، لكن يبقى هرتسوغ حينها الحلقة الأضعف.
السيناريو السابع: التعثر
عند إعلان النتائج النهائية تبدأ المشاورات مع الرئيس، ومن يؤمن ريفلين أنّ لديه فرصة أفضل يحصل منه على تفويض لتشكيل ائتلاف في أربعة أسابيع مع احتمال تمديد مرة أخرى إذا لزم الأمر. وإن كان هرتسوغ أو نتنياهو من يحصل على التفويض، سيكون من شبه المؤكد أنها ستكون عملية طويلة وطاحنة قبيل تشكيل الحكومة المنتظرة.
ماذا لو فشل المرشح المختار؟ على الرغم من عقد نتنياهو الأغلبية على الورق، إلا أنّه استنفذ نيّة وثقة شركائه المحتملين، وإذا فشل الخيار الأول، سيتم توكيل مرشح سياسي آخر لتشكيل الحكومة وإعطائه فرصة لمدة أربعة أسابيع أخرى. وإذا لم يفلح ذلك أيضاً، سيتم تمرير ولاية الكنيست المنتخب حديثاُ لمدة ثلاثة أسابيع لأي عضو يمكن أن يشكل أغلبية.
حتى أكثر الانتخابات تعثرا أسفرت في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة، لكن تثبت العقبات هذه المرة أنّه قد لا يمكن التغلب عليها.
وإذا استنفذ كلّ ذلك، تقام انتخابات جديدة بعد 90 يوما بحلول أيلول المقبل، إلّا أنّ هذا السيناريو مستبعد جداً.
المصدر: هآرتس