الحدث الفلسطيني
قالت مصادر مطلعة لصحيفة الأخبار اللبنانية، إن موضوع ترشح مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية بالنسبة لحركة فتح حسّاس جداً، "ولذلك سيلتقي خلال أيام أمين سرّ اللجنة المركزية لفتح، جبريل الرجوب، البرغوثي في السجن ليثنيه عن الترشّح، ولمحاولة إرضائه بوضعه على رأس قائمة فتح في المجلس التشريعي".
وأضافت المصادر: البرغوثي غاضب جداً من سلوك السلطة حيال قضيته، ويشعر بأنه تُرك وحيداً وخاصةً في إضراب الكرامة الذي أعلنه قبل سنوات، لكن يُستبعد أن يخرج عن إطار الحركة لأنه من مؤسِّسيها.
وقبل أيام، توعّد القياديان في فتح، عزام الأحمد وجمال نزال، بأن الحركة ستحاسب أيّاً من أعضائها الذين قد يحاربونها بترشّحهم مستقلّين حساباً عسيراً، لكن الأحمد زاد على ذلك بالقول إن البرغوثي منقطع عن السياسة وأمضى عمره في السجون، ولا يستطيع تلبية أمنيات شعبنا.
مع ذلك، يقول عضو التشريعي عن فتح، حاتم عبد القادر، إنه وفقاً لما نُقل عن البرغوثي عبر محاميه، سيُرشّح الرجل نفسه للرئاسة، لكن لا ندري كيف ستؤثّر الضغوط الفتحاوية»عليه.
بعيداً من موقف الرجل من الترشّح للرئاسة، ثمّة توجّه فتحاوي يدعو، في حال كانت قائمة الحركة الرسمية لا تلبّي الشروط الكفيلة بإنجاحها (كأن تضمّ شخصيات ذات كفاءة ونزاهة وخبرة وسيرة مشرّفة مهنياً ونضالياً)، إلى إنشاء قائمة أخرى تُلبّي الشروط السابقة، كما يقول عبد القادر، علماً بأن عباس هدّد باستخدام «القوة» ضدّ أيّ قائمة أخرى باسم فتح منافِسة لتلك الرسمية.
وتؤكّد مصادر أخرى للصحيفة حديث عبد القادر، قائلة إن هناك قائمة يقودها الشباب، وسيدعمها البرغوثي، ويُحتمل أن تكون فيها شخصيات من اللجنة المركزية وأخرى من السلطة على مستوى الضفة وغزة. وهذه القائمة "ملاذ الساخطين على السلطة"، وهم بالمناسبة لن يتحالفوا مع دحلان، لكن ربّما يجري التنسيق معه بعد الانتخابات في حال فوزهم، بهدف إعادة الاعتبار إلى فتح"، تضيف المصادر.
أمّا تيار دحلان فينوي المشاركة بقائمة موازية وتعزيزها بقيادات يعمل دحلان على شراء ولاء بعضهم على مستويَي الضفة وغزة، وهو قد عيّن قبل أيّام متحدّثَين رسميَّين للتيار، هما من أصحاب "الأسماء الصادمة لفتح والسلطة"، كما تقول مصادر مقرّبة من تيّاره.
وتعقيباً على هذه الانقسامات، يقول القيادي في فتح، عبد الله عبد الله، إن دحلان لم يعد من فتح، ولذلك نزوله في الانتخابات لا يؤثّر في وحدة الحركة. أمّا البرغوثي، فستتواصل معه اللجنة المركزية، مؤكّداً أن أطر الحركة (المركزية والمجلس الثوري والمجلس الاستشاري) هي التي تُقرّر مرشح الرئاسة، "وإذا قرّرت اسماً، على الجميع أن يلتزم بذلك... لا أعتقد أن يغرّد البرغوثي خارج فتح". وفي ما يتعلّق بالخريطة الانتخابية والقائمة الرسمية، يقول عبد الله: "بعد لقاء القاهرة، سنُحدّد مَن يكون على رأس القائمة بناءً على الأفكار التي ستُطرح في اللقاء، وسنقرّر هل ستكون الحركة على رأس قائمة وحدها أم مع غيرها من فصائل منظّمة التحرير، ولن نستبق الأحداث".
ووفقا للصحيفة، يدرك تيار دحلان أن حالة الاستقطاب التي تعيشها "مركزية فتح" ستكون عاملاً لمصلحته في الانتخابات، إذ سبق أن ظهر انقسام في تصريحات قادة الحركة حول مرشّحها للرئاسة. مع ذلك، تبقى بيضة القبّان بيد البرغوثي، الذي تُظهر استطلاعات الرأي العام أنه الأكثر شعبية "فتحاوياً" وفلسطينياً ــــ في الضفة على الأقل ــــ، وآخرها استطلاع أجراه «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والبحثية" قبل أيام، وكانت نتيجته تفوّق البرغوثي بحصوله على 61% من الأصوات في حال وُضع ليس أمام عباس، بل أمام رئيس المكتب السياسي لـحماس، إسماعيل هنية. وبحسب الاستطلاع نفسه، فإنه في حال وُضع هنية أمام عباس، يحصل الأول على 50% مقابل 43% للثاني. كما قَدّر المركز أنه إذا شَكّل البرغوثي قائمة مستقلّة، فسيحصل على 25% من أصوات الجمهور، فيما قال 19% من الجمهور إنهم سيصوّتون في هذه الحالة لقائمة فتح الرسمية، وهو ما يؤكّده مصدر في حكومة رام الله قال إن «50% من فتح الرسمية تُفضّل البرغوثي للرئاسة على عباس". أمّا بشأن دحلان، فتَوقّع الاستطلاع أن تحصل قائمة تيّاره على 7% من الجمهور، في حين أن 27٪ سيُصوّتون في هذه الحالة لقائمة فتح الرسمية ضدّه.