الحدث-تل ابيب
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن السعودية تعمل على دمج حركة حماس في المحور السني، لمواجهة تبعات التوسع الإيراني في المنطقة العربية. ونوهت الصحيفة إلى أن السعودية تطمح في أن يضم المحور السني المساند لها كلاً من: مصر وباكستان وتركيا.
وذكر تسفي برئيل، معلق الشؤون العربية في الصحيفة، أن السعودية عبرت عن انزعاجها من قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بتصنيف حركة حماس تنظيمًا "إرهابيًا". وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادرأمس الثلاثاء، أوضح برئيل أن نجاح الملك السعودي سلمان في مسعاه، سيعزز من مكانة حركة حماس ويقلص بالتالي من قدرة إسرائيل على مواصلة الضغط على قطاع غزة.
وأشار برئيل إلى أن أحد المؤشرات الأولى على بداية نجاح التحرك السعودي تتمثل في قيام الحكومة المصرية بتقديم استئناف على قرار المحكمة المصرية، حيث إنه من المقرر أن تعقد المحكمة في 28 من الشهر الجاري، متوقعًا أن تستجيب المحكمة للاستئناف.
وشدد برئيل على أن حركة حماس لم تعد مجرد فصيل فلسطيني، ولا يمكن التعامل معها وفق مقتضيات الأوضاع المصرية الداخلية، مشددًا على أن هذه الحركة تحولت إلى لاعب رئيس في المعترك الإقليمي. وأوضح برئيل أنه على الرغم من أن السعودية تعتبر من ناحية رسمية جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا، فإنها في المقابل تتعاطى بشكل مختلف مع "حماس" وبشكل لا ينسجم مع تصور نظام السيسي.
ونوه برئيل إلى أن الملك سلمان بات يعي أنه لا يمكن الاعتماد على الدول فقط في مواجهة إيران، وهذا سبب مؤشرات تقربه من حركة حماس. وادعى برئيل أن هناك ما يدلل على أن هناك حيرة داخل قيادة "حماس" بشأن الموقف السعودي، زاعمًا أن هناك أوساطا داخل الحركة لا تفضل قطع العلاقة مع إيران، مشيرًا إلى أن هناك خلافات داخل إيران بشأن قيمة العلاقات مع "حماس"، لاسيما بعد الخلاف بين الجانبين بشأن الأزمة السورية.
وأشار برئيل إلى أن "حماس" في وضع معقد؛ ففي حال قررت العودة للمحور الإيراني فهي ستكون مطالبة بالتراجع عن موقفها من الأوضاع في سوريا، وتفقد بالتالي القدرة على توفير الظروف اللازمة لإعادة إعمار غزة، لأن مصر لن تسمح بإعادة فتح معبر رفح.
وفي المقابل، فإنه يتوقع برئيل أن اختيار حركة حماس التوجه للمحور العربي يعني القبول بشروط المصالحة الفلسطينية والتخلي عن مزايا إدارة شؤون قطاع غزة. وشدد على أن ما يفاقم الحيرة لدى قيادة "حماس" حقيقة أن كلاً من السعودية وإيران لم توضحا بعد حجم المقابل الذي تطرحانه من أجل إقناع حركة حماس بالانضمام لهما.
وتوقع أن تنجح السعودية في النهاية باجتذاب "حماس"، من خلال طرح اتفاق مصالحة جديدة يأخذ بعين الاعتبار مصالح الحركة، علاوة على أن السعودية أقدر من ناحية مالية على دعم قطاع غزة.