السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"كراسي التيفال"

2014-07-08 01:42:28 PM
صورة ارشيفية

من النافذة

بقلم:  عبد الفتاح القلقيلي (أبو نائل)

قبل أيام حضرتُ ندوة في إطار الإعداد للمؤتمر السابع لحركة فتح، الذي سيُعقد (إن شاء السميع العليم المهيمن القهار) في شهر آب هذا العام (2014). وسرّب لي صديقي “اللئيم” قُصاصة، وطلب أن أرفعها للمنصة. قرأتها، وإذ هي من سليم “اللئيم”، وتبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، ويتمنى بها سليم على المؤتمر القادم أن يسمّي المواقع التي سيسندها للقيادات المنتخبة “كراسي” وليس “حقائب”، أو مفوضيات، كما جرت العادة في الحركة و”السلطة”. وإذا تمّت الموافقة على ذلك، يقترح سليم أن نطلب من الدول المانحة أن تزودنا بهذه “الكراسي” على أن تكون من نوع “تيفال” حتى لا تلصق بالجالسبن عليها، ولا يلصقون بها.

 نظر عريف الحفل بالورقة، ودون أن يقرأها علينا، قال: ستُرفع كتوصية من “اللؤماء إلى الحكماء” ، فالتهبت الأكف بالتصفيق. لاندري إن كان التصفيق لطرافة التعليق أم هو امتداد لعادة التصفيق لكل ما يُقال على المنصات رغم المنغصات.

وهنا وقف أحد الظرفاء، وسأل: “ما موقع الإعراب في حركة فتح؟” وحتى لا يكون الماءُ معكّرا ويصطاد به المُغرضون (من أجانب ومحليين)، سارع هذا الظريف إلى التأكيد على أنه لا يسأل عن موقع فتح في الإعراب، لأنه لو كان الأمر كذلك، لأجاب الظرفاء الراسخون في العلم أن فتح مبنية للمجهول، ولذلك صار المفعول به نائباً للفاعل، وفي حالة رفع بعد أن كان في محل نصب.

وأضاف الظريف: “السؤال ليس عن موقع فتح في الإعراب، بل عن موقع الإعراب في حركة فتح، أي هل تهتم فتح بالنحو والصرف؟”.

وبما أن النحاة و”الصرّافين” أجابوا بالإيجاب، يجوز طرح السؤال التالي: ما حُكم الاستثناء في حركة فتح؟

ورغم أن الحركات السياسية في بلادنا تسير على الاستثناء أكثر من القاعدة، ولكن حتى لا يُصطاد في الماء العكر، نؤكد مرة أخرى أننا لا نعني استثناء القادة من الالتزام بالبرنامج السياسي، ولا نعني استثناء النظام الأساسي من التطبيق، إنما نعني، بكل بساطة، حالة الاستثناء النحوي.

وعندما ران الصمت على القاعة، سمعنا هاتفاً من خلف المنصة يقول: “في بدايات حركة فتح  كانت هناك مقولة تُعتبر شعاراً ومبدءاً ومنطلقاً، وكانت هذه المقولة أساسَ التطور والتجديد في الحركة، وهي موجّهة لكل عضو مسؤول في الحركة، وتقول: “لا تضم للحركة إلا من يمكنه أن يأخذ مكانك!””. وتدور الأيام، ويكثر المتعلمون في صفوف الحركة، وترتفع مراتب النحويين. وتمر الحركة في سراديب تحت الأرض وفوقها، ولا يستطيع أحد إلغاء مبادئ وأهداف حركة فتح، ولكن يجرؤ بعضهم على إبعادها أو تهميشها لتكون في المرتبة الثانية، ولتتقدم عليها “قرارات المجالس الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كونها لا تتعارض معها” حسب المؤتمر الرابع 1980. ومنذئذ، بل و”قبيلئذ”، رأى بعض البعض أن يطبّق قانون إعراب المستثنى في الجملة المنفية على مقولة فتح المبدأية المشار إليها أعلاه.

لمن يعرف ولمن لا يعرف، كما يقول الإمام في صلاة الجنازة، نقول: “يقضي قانون إعراب المستثنى في الجملة المنفية أن تقرأ الجملة متجاهلاً أداة الاستثناء”. ولمقتضيات الإعراب، صارت مقولة فتح المبدأية تُقرأ هكذا: “لا تضم للحركة من يمكنه أن يأخذ مكانك!”.

أما بعد المؤتمر السادس فطغت المقولة التي تقول: “لا تأمن لمن أخذ مكانك حتى لو كان من خلانك، وأبعد من يمكنه أن يأخذ مكانك حتى لو كان من أعوانك”.

وفي ختام الندوة وجدت الأخوين: سليم “اللئيم”، وعفيف الظريف ينتظران عند الباب الرئيسي للقاعة ليقترحا علي سهرة رمضانية في “مدينة الملاهي”.