الحدث- محمد مصطفى
لم يتخيل والد الشاب حسام الأخرس "19 عاماً"، أن نجله سيستعيد بصره بشكل كامل، خلال رحلة علاج مجانية وقصيرة لم تدم سوى دقائق معدودة.
فوالد حسام، الذي تكلف بدفع آلاف الدولارات، وتنقل بنجله ما بين مستشفيات القطاع والضفة والقدس، وأخضعه لرحلات علاج استمرت أشهر طويلة، وصل أخيراً إلى درجة اليأس الشديد، وظن بأن إعاقة ابنه البصرية ستبقى معه طوال العمر، خاصة بعد أن أخبره الأطباء باستحالة استعادته لحاسة البصر.
حادثة قاسية
فحسام شاب كغيره، يمارس حياته بصورة اعتيادية، إلى تعرض لحادث عرضي لدى مغادرته أحد المساجد في مدينة رفح، ما تطلب تحويله إلى المستشفى، ليكتشف والده وأقربائه هناك، بأن الحادثة أثرت على شبكية العين، وأنه فقد البصر بنسبة كبيرة.
حسام عاد إلى المنزل وصراخه يملأ المكان، لم يستطع أن يتخيل ما حدث معه، وأنه بات معاقاً بصرياً، وسيواجه حياته بصعوبة، ويفقد الكثير مما يحب.
بيد أن والده صلاح الأخرس قرر عدم الاستسلام، فبدأ بخوض رحلة علاج مع ابنه، استمرت أشهر، ودفع خلالها مبالغ مالية طائلة، في محاولة لاستعادة ابنه لبصره.
وقال صلاح لـ"الحدث": " في البداية توجهنا لأطباء العيون بغزة، واطلعوا على حالته وأجروا فحوصات، وجلهم اجمعوا بصعوبة الوضع، واستحالة العلاج على الأقل في قطاع غزة، الذي تعاني مستشفياته نقص في الكثير من الخبرات والمعدات.
وبين أنه قرر أن يتوجه بابنه إلى مستشفيات في القدس المحتلة، التي تضم أشهر أطباء العيون المهرة، فسارع بالتوجه إلى هناك بعد استكمال الإجراءات والحصول على التصريح اللازم، وهناك كانت المفاجئة، حيث اخبره الأطباء باستحالة استعادته لبصره، فالحادثة دمرت جزء كبير من شبكية العين، وإمكانية العلاج شبه مستحيلة.
ولفت إلى أنه عاد إلى قطاع غزة محبطاً، واليأس يسيطر على نجله، الذي بدا عنيفاً، رافضاً للحياة ولكل مغرياتها، ويتصرف بشكل غريب.
وأكد والد حاسم، أن نجله في ذات يوم، تصرف بشكل خارج عن المألوف، لدرجة أنه ضرب رأسه بآلة حادة، حتى فقد وعيه، ما اضطر والده لاستدعاء أشقائه للبحث عن حل، لكن الكارثة كانت بأنهم وحين استفاق، اكتشفوا بفقده البصر كلياً هذه المرة.
معجزة ومفاجأة
وأوضح الوالد بأن أحد الأقرباء اقترح عليه التوجه إلى مركز يقع وسط قطاع غزة، به مشايخ يعالجون بالرقية الشرعية، وبالآيات القرآنية، بعيداً عن السحر والدجل والشعوذة.
وقال الوالد صلاح: وصلنا، وكان الأمل في وجه الله كبيراً، وبدأ الشيخ بترتيل آيات من القرآن الكريم، ويمسح بكفيه على وجهه وعيني حسام، وحين انتهى طلب منه فتح عينيه، وهنا كانت المفاجأة، حيث صرخ حسام، إني أراكم جميعاً.
وتابع: لم نصدق من ذهول الصدمة، فسارع أشقائه لاختباره، بتمييز الألوان وعد أصابعهم التي وضعوها أمام وجهه، فكل ما قاله كان يشير إلى استعادته لبصره مجدداً، وفي كلتا العينين.
واستغرب والد حسام لسرعة شفائه، ورفض الشيخ تلقي أي مبلغ من المال مقابل ذلك، موضحاً أنه وضع هدية رمزية في صندوق للمركز مخصص لتطويره، كتعبير منه عن شكره للشيخ.
وبين أن أول ما فعله الاتصال بالأطباء ممن كانوا يشرفون على علاج نجله، ليخبرهم بالمعجزة، فبعضهم رفض تصديق الأمر، وآخرون سارعوا بقبول ما قاله، مؤكدين أن إرادة الله وقدرته تفوق علمهم، مبدياً استعداده لعرض ابنه على أي طبيب يحاول التحقق من الأمر.