السبت  16 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بفزاعة إيران والعرب.. نتنياهو انقلب على استطلاعات الرأي

2015-03-18 12:27:04 PM
بفزاعة إيران والعرب.. نتنياهو انقلب على استطلاعات الرأي
صورة ارشيفية

الحدث- تل ابيب
وسط هتافات "بيبي.. بيبي"، استقبل الآلاف من أنصار حزب "الليكود" (يمين)، زعيم الحزب، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، استقبال الأبطال في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، بعد تفوق "الليكود" في انتخابات الكنيست (البرلمان) المبكرة، التي أجريت أمس، وفق نتائج شبه نهائية غير رسمية.
 
و"بيبي" هو اختصار بنيامين، ويستخدمه الإسرائيليون تحبباً أو تهكما.
 
وبعد أيام صعبة ظهر فيها متجهم الوجه، بدت الابتسامة واضحة على وجه نتنياهو، الذي يبدو أنه حصد ثمار تلويحه بفزاعة إيران والعرب".
 
وخلال خطاب أمام حشد من أنصاره، قبّل نتنياهو زوجته سارة (56 عاما)، التي كانت هدفاً لمنافسيه خلال الأسابيع الماضية، 13 قبلة بينما كانت بجواره في خطاب النصر.
 
وأظهر فرز 99% من أصوات الناخبين، حصول "الليكود" على 30 مقعداً، ما يجعله الخيار الأول المرجح لتشكيل الحكومة الـ34، في وقت حصلت فيه قائمة "المعسكر الصهيوني" (وسط)، بقيادة إسحاق هرتسوغ،
 
على المرتبة الثانية بـ24 مقعداً، و"القائمة العربية المشتركة" حلت ثالثاُ بحصولها على 14 مقعداً، هي الأكبر في تاريخ مشاركة العرب منذ أول انتخابات عام 1949، في العام التالي لقيام إسرائيل على أراض فلسطينية محتلة.
 
وجاءت نتائج انتخابات أمس مخالفة لكل استطلاعات الرأي العام التي نُشرت في الأسابيع الماضية، وتوقعت تفوق "المعسكر الصهيوني" على "الليكود" بأربعة مقاعد. 
 
وأقر هرتسوغ (55 عاما) بهزيمته، واتصل هاتفيا بنتنياهو، مهنأ بالفوز. لكنه، وفي تصريحات لصحفيين صباح اليوم، مضى قائلا إن "المعسكر الصهيوني سيواصل العمل ليكون بديلاً لحزب الليكود".
 
وبعد أن كان محللون إسرائيليون يتساءلون أمس عن مصير نتنياهو في حال عدم فوزه في الانتخابات، صاروا، ومنذ ساعات فجر اليوم، يتساءلون عن "شكل الحكومة الرابعة التي سيشكلها".
 
"يجب إقامة حكومة قوية توفر الأمن لكل مواطني إسرائيل"، هكذا قال نتنياهو لأنصاره، الذين رددوا "لا وحدة"، أي لا حكومة وحدة مع "المعسكر الصهيوني".
 
نتنياهو ألمح إلى أن حكومته ستكون يمينية، بقوله: "تحدثت مع رؤساء أحزاب المعسكر الوطني (أي اليمين)، وطلبت منهم الانضمام إلى الحكومة التي سأقيمها".
 
ووسط تصفيق وهتافات أعضاء حزبه، أضاف: "الشعب يريد قيادة مسؤولة وهذا ما سنقوم به".
 
وخلال الأسابيع الماضية، خاض نتنياهو معركة صعبة للغاية، بدأت بتوجيه الاتهام لزوجته سارة بإساءة استخدام الأموال المخصصة للمنزل الرسمي لرئيس الوزراء، وصولاً إلى مشاركة قادة سابقين في الأمن ا
 
لإسرائيلي، على رأسهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية (موساد)، الذين اعتبروا نتنياهو "خطراً على أمن البلاد"
ودخل نتنياهو في خلاف مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي عارض قدومه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ألقى خطابا أمام الكونغرس، عبر فيه عن رفضه للاتفاق المتبلور بين القوى الدولية، على راسها واشنطن، وبين إيران بشأن برنامجها النووي.
 
واستغل نتنياهو ما قيل عن كثافة تصويت العرب في إسرائيل، لدفع أنصار اليمين إلى الخروج من منازلهم والإدلاء بأصواتهم لصالح اليمين، فكتب في تدوينة ظهر أمس: "حكومة اليمين في خطر، العرب يتوجهون
 
إلى مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة، نشطاء اليسار يجلبونهم بالحافلات".
 
لكنه اضطر إلى التراجع أمام انتقادات وجهت إليه على خلفية هذه التدوينة، التي اعتبرها البعض في إسرائيل عنصرية، فقال في خطاب النصر: "هذا نصر لكل مواطني إسرائيل يهود وغير يهود، كلهم مهمين وكلهم مهمين لي".
 
وبذلك يكون ترهيب نتنياهو للشارع الإسرائيلي من إيران وإمكانية تشكيل حكومة يسار-وسط بدعم من العرب، قد أفلح في إلحاقه هزيمة بخصومه وباستطلاعات الرأي.
 
وفي حال نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة فستكون الرابعة التي يشكلها بعد الحكومة الأولى التي شكلها علم 2006 والثانية عام 2009 والثالثة عام 2013.
 
ومنذ ساعات الصباح تنشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية بتحليل شكل الحكومة التي سيشكلها.

وتُجمع تحليلات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية على أن أمام نتنياهو 3 خيارات، وهي أولاً، حكومة يمين تضم أحد أحزاب الوسط، وثانياً حكومة من اليمين والوسط، وثالثاً حكومة وحدة وطنية.