الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قبل عشر سنوات: الولايات المتحدة-الناتو-وإسرائيل ورعاية العمل المسلح في سوريا*

من الذي كان وراء حركة الاحتجاج؟ ترجمة: ناجح شاهين

2021-03-17 04:23:40 PM
قبل عشر سنوات: الولايات المتحدة-الناتو-وإسرائيل ورعاية العمل المسلح في سوريا*
ناجح شاهين

 

*ميشيل تشوسودوفسكي

بعد عشر سنوات من بداية الحرب على سوريا، ما زال من يسمون بال "تقدميين" يدعمون ما يسمى ب "المعارضة"، التي تتشكل في معظمها من المرتزقة التابعين للقاعدة. لقد كان عدوانا بقيادة الولايات المتحدة والناتو تم تصويره على أنه حرب أهلية.

كثيرا ما يوصف الرئيس بشار الأسد بأنه دكتاتور يقتل شعبه. هناك ملايين القتلى بسبب حروب الولايات/الناتو لا يثيرون اهتمام احد. ذلك أن الحركة المناهضة للحرب ماتت بعد حرب احتلال العراق نيسان 2003 . وقد ساد بدلا منها شعارات مسؤولية الحماية ومواجهة الإرهاب. بدأت الحرب على سوريا قبل سنوات عشر في درعا في السابع عشر من آذار 2011. كنت في سوريا في بداية ذلك العام. وقد غادرت البلد في بداية آذار بالذات، قبل أسبوعين من اندلاع أحداث درعا.

أخيرا، اعترفت التقارير الإعلامية أن ما يسمى حركة الاحتجاج في سوريا، كانت أحداثا مدبرة من قبل واشنطون. لكن هذا معروف وموثق من بداية البداية في الأزمة السورية سنة 2011. لم تكن الأحداث التي وقعت حركة احتجاج، ولكنها كانت أعمالا مسلحة قامت بها فرق الموت "الجهادية" برعاية الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما.

ومنذ اليوم الأول تلقى "مقاتلو الحرية" الإسلاميون الدعم والتدريب والتسليح تحت رعاية الناتو وتركيا . وبحسب مصادر الاستخبارات الإسرائبلية (ديبكا، 14 آب 2011): "تخطط قيادة الناتو في بروكسل والقيادة التركية العليا للخطوة العسكرية الأولى في سوريا والتي تتضمن تسليح المتمردين بالأسلحة لمواجهة الدروع والطائرات العمودية التي تمثل رأس الحربة في هجوم نظام الأسد على المتمردين....

ويفكر استراتيجيو الناتو بشكل أكبر في ضخ كيمات كبيرة من مضادات الدروع والمضادات الجوية، وقذائف المورتر وقذائف الرشاشات الثقيلىة الى مراكز الاحتجاج من أجل إجبار دروع الحكومة على التراجع. (ملف ديبكا، الناتو يتجه لتزويد المتمردين بمضادات الدروع، آب 2011).

وقد تضمنت هذه المبادرة المدعومة من السعودية والإمارت وقطر سيرورة للتجنيد المنظم لآلاف الجهاديين "مقاتلي الحرية" من بقايا المجاهدين المجندين من قبل وكالة المخابرات المركزية في سياق الجهاد الأفغاني ضد السوفييت: وتشير مصادرنا أن بروكسل وأنقرة تناقشان حملة لإدراج الآف من المتطوعين المسلمين من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للمحاربة الى جانب المتمردين السوريين. وسيقوم الجيش التركي بتوفير المعسكرات لهؤلاء المتطوعين وتدريبهم ثم تأمين دخولهم إلى سوريا. (المرجع نفسه).

وقد تم دمج هؤلاء المرتزقة لاحقا بالمنظمات الارهابية التي ترعاها الولايات المتحدة وحلفاؤها من قبيل القاعدة والنصرة.

امتاز تحرك درعا في 18، 17 اذار بكل عناصر الحدث المدبر، بما يشمل الدعم السري للإرهابيين الإسلاميين من قبل الموساد والحلفاء الغربيين. لكن الاعلام الغربي وصف في جوقة موحدة ما جرى في أحداث درعا بأنه حركة احتجاج ضد بشار الأسد.

السخرية القدر كان عدد القتلى من رجال الشرطة أعلى من عدد قتلى "المتظاهرين". في درعا استهدف القناصة من فوق المنازل الشرطة والمتظاهرين على السواء. وبفضل القراءة بين السطور في التقارير اللبنانية والإسرائيلية (التي اقرت بسقوط الضحايا من رجال الشرطة) ظهرت صورة أوضح لما جرى في ردعا. فقد أكد تقرير اسرائيل الإخباري القومي (الذي لا يمكن اتهامه بالانحياز لبشار الأسد): "قتل سبعة ضباط شرطة وأربعة متظاهرين على الأقل في العنف المتواصل الذي اندلع في درعا الخميس الماضي.. كما دمر مقر حزب البعث في تجدد العنف يوم الأحد."

(Gavriel Queenann, Syria: Seven Police Killed, Buildings Torched in Protests, Israel National News, Arutz Sheva, March 21, 2011, emphasis added)

كما سجل التقرير الإخباري اللبناني مقتل سبعة رجال شرطة في درعا "أثناء المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين... وقد قتل هؤلاء في سياق محاولتهم ابعاد المحتجين أثناء مظاهرة في درعا". كما أقر تقرير "يا لبنان" مقتبسا الجزيرة أن المحتجين قد أحرقوا مقر قيادة حزب البعث ومبنى المحكمة في درعا.

تؤكد هذه التقارير الإخبارية أن احداث درعا من بدايتها الأولى لم تكن احتجاجا سلميا مثلما ادعت المصادر الغربية.

فضلا عن ذلك ومثلما تشير أعداد الضحايا كان هناك قتلى من الشرطة اكثر من المتظاهرين. وهذا له دلالة واضحة ان عدد رجال الشرطة كان أقل من عدد رجال العصابات المنظمة من القتلة المحترفين.

يتجلى في هذه التقارير الاستهلالية أيضاً أن الكثير من المتظاهرين لم يكونوا متظاهرين، وانما كانوا ارهابيين متورطين في أعمال قتل وتدمير مخططة مسبقا. وقد لخص عنوان التقرير الاسرائيلي ما حدث بشكل بليغ؛ سوريا: مقتل سبعة من الشرطة وتدمير مباني في احتجاج.

ينسجم ذلك بوضوح مع اجندة الولايات المتحدة والناتو واسرائل المتمثلة في دعم أعمال مسلحة تابعة للقاعدة بفرق الموت والقناصة المحترفين. وعندها يتم لوم الرئيس الاسد على قتل شعبه.

تم استخدام راية التضليل ذاتها والمتصلة بقتل المدنيين الابرياء اثناء حركة الاحتجاج في اوكرانيا . في العشرين من شباط 2014 قام قناصة محترفون باطلاق النار على الشرطة والمتظاهرين لاتهام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالقتل الجماعي..

انكشف بعد ذلك ان هؤلاء القناصة كانوا تحت سيطرة معارضي الرئيس، وقد أصبحوا جزءا من التحالف الحكم. لكن لا بد إن "التفويض الإنساني" للولايات المتحدة وحلفائها إنما يتم الحفاظ عليه عن طريق الأكاذيب المتصلة بالهجمات التي يقتل فيها المدنيون مع نية مبيتة لتقويض شرعية الحكومات التي ترفض الانصياع لارادة واشنطون وحفائها.