الحدث الاقتصادي
قيمة المياه هو شعار اليوم العالمي للمياه لهذا العام 2021 يركز على قيمة المياه للافراد والمجتمعات والديانات والقطاعات، للغذاء والصحة والكائنات، للمدارس والتعليم، للاقتصاد والنمو والازدهار والبيئة.
المياه وماينجم عنها من صرف صحي، لها قيم تتعدد ان اغفلت في حسن ادارتها تنعكس سلبا واحيانا كارثيا على الجميع. يخلط الناس مابين قيمة المياه ومابين سعرها وفي الحالتين تنعكس الكلفة لذلك فكل ماقلت اعتباراتنا لقيمة المياه كلما زادت الكلفة للحصول عليها والسعر الذي ندفعه لها ان استطعنا الى ذلك سبيلا. المياه -اصل الحياه –لايمكن ان يكون لها ثمن! لانها هبة الله الذي جعل منها كل شيئ حي .
هي النعمة الغيث والمطر وهي اصل البدن وصحته و شراب الانسان والحيوان والنبات على هذه الارض الكوكب الازرق الذي حباه الله بينابيع وانهار وبحيرات وبحار وجبال وانهارجليد، لنشكر نعمته فيرسله علينا غيثا مدرارا، يحي به ارضا موات ويخرج به من الثمرات حبا ورزقا وغذاء لياكل الناس ومن في الارض. وهي النقمة والعقاب تتجلى في حبس المطر او يجعله الله كما قال جل وعلا في الارض غورا او ملحا اجاجا فيجف الزرع والضرع او يرسله عقابا مطرا وابلا فيمطره غضبا وغرقا حتى نتوب ونشكر.
اخذت المياه القيمة القدسية ليتطهر بها البشر من اخطاءهم و خطاياهم ان كان وضوءا او تعميدا او صلاة وحج وشعائر لمختلف الاديان والعقائد فالماء الغسل للتوبة من الخطايا فكانت المياه سر الحياة على الارض ماءا ونعيما سقيا و غذاء و طاقة فسكن الانسان جانبها ورحل انما نضبت وطور الادوات لحفظها ووتامينها من الاباروالينابيع والانهار وبنى السدود لتامين الشرب والغذاء والطاقة فاستقرت المياه وكانت كماقال من انزلها "بقدر" وكان الانسان يعمر الارض فتوزع فيها قبائل وشعوبا، قرى ومدنا وحضارات، وحدودا وباتت المياه لمن يملكها فتدخل الانسان في مجراها وفي مرساها وفي خضم التطور البشري نسي الانسان -وكان ظلوما جهولا -ان يحافظ على النظام والتوازن الطبيعي الالهي الرباني فقسم العالم قارات ودول وبدل ان يحقق رسالة الله في الارض "شعوبا وقبائل ليتعارفوا" تحاربوا وتقسموا ولم يتقاسموا وباتت الصراعات والصناعات والاقتصاديات للافراد والدول واختل التوازن البيئي في خضم النمو السكاني وتزايد الطلب على الماء والغذاء والطاقة فعوضا عن التشارك - الناس شركاء في ثلاث الماء والكلا والنار- كان التفرد فكان هناك من ينعم بها وهناك من اجحف من الحق فيها وباتت المياه نعمة الله سلاحا وصراعا ورسمت الحدود كيانات اصبح يصعب -اما غيض الماء -ان يتنقل البشر، فكان عليهم ان يواجهوا قدرهم في تامين مياههم وغذاءهم في ظل نضوب المياه والامكانيات وفي ظل اختلال التوازن البيئي الذي -اما حبس المطر او افاضه -وفي ظل تزايد الطلب على المياه وتامين قطاعات الحياة حتى تدافع العالم لوضع التشريعات والقوانين والتوصيات والاهداف للتنمية المستدامة معرفا المياه وامداداتها والحفاظ عليها انها اصل الحكايه واصل الحياه التي لاتستقيم الا بها- لمواجة الفقر والجفاف والجوع والتصحر والتعليم وللصحة السليمة والتوازن المناخي والحياة تحت البحر وفوق الارض ووجوب العودة للشراكات من اجل التنمية المستدامة وايضا العدالة والسلام.
المياه في العالم وندرته
في العام 2021، اقترب العالم من حافة ال 8 مليارات نسمة وسنصل الى قرابة عشرة ملياربحلول العام 2050 والمياه المتاحه يتعاظم الطلب عليها والتحدي الاهم يبقى المياه وندرتها وادارتها واثر التغير المناخي عليها والوصول اليها والى الامدادات لمختلف الاستخدامات المنزلية والزراعية والصناعية والتحدي الاخر يشمل المياه العادمة و الصرف الصحي والقضايا المرتبطة بالتلوث والمعالجة واعادة الاستخدام الامن لمواجهة الندرة ومن اجل تعظيم الادارة المستدامة لها وبالرغم من الجهود الحثيثة لمواجهة ندرة المياه تبقى على حالها
اكثر من ثلثي موارد المياه المتاحة في العالم تستهلك من قبل للزراعه والثلث المتبقي موزع مابين الصناعه اولا بواقع 20% وال 10% المتبقية للغايات المنزلية.
الوطن العربي المكلوم حروبا ومياه:
في نهاية العام 2020 بلغ مواطني العالم العربي الممتد من الخليج الى المحيط مايقارب من 430 مليون نسمة متجاوزا الفرضيات في التوقعات المبني على معدل النمو السكاني ليواجه انفجارا سكانيا يفاقم من الطلب على المياه ويزيد من خطر التحديات التي تواجه امنيه المائي والغذائي.
خلف عدم الاستقرار السياسي اضافة الى ماسمي بالربيع العربي وتبعاته-اوضاعا غير مستقرة ان كان في العراق بلاد الرافدين الذي تعز فيه المياه او سوريا الهلال الخصيب التي تنهشها الحرب منذ عشرة اعوام او ليبيا التي تتناهشها الدول والقبائل اومصرالتي باتت – نتيجة سوء الادارة للمفاوضات على عصب حياتها وهبة الله اليهاوعماد نهضتها - تحت رحمة من حجز ماءها في بحيرة القرن التي اسموها سد النهضة والسودان الذي سلخ جزء منه فاخذ الزرع والضرع في شقه الجنوبي والمغرب العربي الذي تتفاقم اوضاعه المائية وفلسطين التي ترزح تحت احتلال لاينته يسرق ارضها و نهرها وبحرها وهواءها و مصادر مياهها وثرواتها وفوق كل ذلك تنقسم على ذاتها بين ضفة مكلومة وغزة محاصرة ويمن كان سعيدا بات منذ ستة اعوام في حرب اهلكت النسل والحرث وجفت مياهه او سرقت من شفاه اطفاله ليعتاش القات وخليج ارضه صحراء ومصادره مكلفه.
شح المياه ابتدا بوقوع الوطن العربي في المنطقة الجافة وشبهها من العالم فخلقت شحيحة بالمصادر وبامطارها اما انهارها فتنبع من خارجها (النيل ودجلة والفرات ) او نهرها المقدس الذي سيطر عليه احتلال اسرائيلي غاصب لارض فلسطين ولمياه نهر الاردن ثم مالبث العرب الا ان كانوا تحت وطاة حروب سيطرت على مقدرات العرب في العراق بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات -الذان لم يامنا ايضا من الجار المسلم تركيا التي ترى ان لها الحق في المياه التي تنبع منها كما للعرب الحق في النفط الذي لديهم –
وفيما انشغل العالم بثروات العرب أشغل العرب بحالهم بمااسموه ربيعا في بلدانهم ومهدت لحروب دمرت سوريا التي هجرت اهلها ولاتزال واشتعلت الحروب وصراع السلطة في العراق وليبيا وسوريا واليمن فشتت شملهم وزادت عطشهم وفاقمت جوعهم وهددت مستقبلهم وفي خليج بربعه الخالي وصحراءه الممتدة بلا مياه ولولا نعمة من الله مكنتهم من الوصول الى المياه الاحفورية غير المتجددة اوتحلية مياه البحر لكانوا خبرا بعد عين ويمن كان سعيدا اصبح بلا ماء ولا سلام تنهشه الحرب منذ ستة اعوام ليبقى الشمال الافريقي مترنحا مابين "ربيع" لم ينته في تونس وليبيا وبلد لم تشف بعد من حرب اهلية ومليون شهيد في الجزائر ومغرب يتكئ على مضيق ومحيط ويعاني الهجرة وويلات التغير المناخي والفياضانات وتفاقم عجز المياه.
تتفاقم الفجوتين المائية والغذائية في الوطن العربي بشكل مخيف فالفجوة الغذائية تقارب ال 40 مليار دولار في العام 2020 وعلى مايبدو انهها ستتفاقم بحلول العام 2030 حيث سنتخطى نصف مليار انسان في العالم العربي وبات لايلزمنا 30 عاما كما اعتقد اهل الاختصاص لسد الفجوة التي تتفاقم في ظل عجز السياسات والاستراتيجيات التي تضعها جامعة الدول العربية ومنظمتها العربية للتنمية الزراعية اذ يحتاج العالم العربي للاستقرار اولا ويحتاج الى المياه وهما قضيتان ان اضفنا اليهما تبعات التغيرات المناخية فاننا في الوطن العربي في حال لايغيظ عدا ولايسر صديق.
المياه بالارقام في الوطن العربي
تتعاظم الفجوة الغذائية في الوطن العربي نتيجة لشح المياه في الوطن العربي الذي باتت مصادره ايضا مهددة وادى نقص المياه الى تناقص مساحات الأراضي الزراعية وزيادة الزحف العمراني وأصبحت الدول العربية التي تعتمد في مواردها الغذائية الرئيسة على الاستيراد تعاني من خطر الجوع وتهديد امنها الغذائي بسبب ارتفاع اسعار السلع الغذائية ونتيجة لغياب او تأخر تطبيق الاستراتيجيات العربية والوطنية و/او الدعم المالي اللازم و/او غياب الانظمة والقوانين والتشريعات المختلفة ومنها الاستثمارية.
في قراءه للبيانات حول العالم العربي (انظر الجدول) كما في العام 2020 تشير الارقام ان التعداد السكاني في الوطن العربي بلع قرابة 430 مليون نسمة وبمصادر مياه متاجة (تقليدية وغير تقليدية) بحدود 323 مليار متر مكعب سنويا.
الارقام مرعبة ، 18 دولة عربية من اصل 22 دولة عربية تعيش ندرة المياه بمعدل اقل من 1000 متر مكعب سنويا للفرد من المصادر المائية المتجددة المتاحة في حين ان 12 دولة من ضمنها دول الخليج والجزائر وتونس وفلسطين والاردن واليمن تعيش تحت خط الشح المطلق المقدر ب 500 متر مكعب للفرد سنويا وبمقارنة الارقام باعتماد مؤشر ال 1000 متر مكعب للفرد يواجه الوطن العربي عجزا مائيا حاليا (2020) مقدر ب 164 مليار متر مكعب سيرتفع العام 2030 ليصبح 246 مليار متر مكعب يشمل كل دول العالم العربي ماعد موريتانيا وجزر القمر والعراق.وهو مايفسر ارتفاع فاتور الفجوة الغذائية المحتملة لتصل الى 70 مليار دولار ان بقي عالمنا العربي يضع الاستراتيجات ولايقوم بالتنفيذ للتوصيات
تشير الارقام الى دول شمال افريقيا ان موريتانيا فقط في دول المغرب العربي التي لاتوجه عجزا مائيا اليوم او بحلول العام 2030 في حين ان الجزائر والمغرب وتونس تتهددهم الفجوة المائية حاليا (28 و 14 و 6 مليار متر مكعب على التوالي ) لترتفع في 2030 الى (35 ،15 ، 8 مليار متر مكعب ) في حين ان ليبيا مستقرة نوعا ما مائيا الا ان عدم الاستقرار السياسي الذي سينعكس على ادارة المياه قد يدفع بالوضع المائي الى واقع صعب.
وبالنظر الى دول القرن الافريقي، نجد ان مصر والسودان العام 2020 اصبحت من الدول التي تعاني ندرة المياه حيث وقبل ان تتفاقم تبعات الملئ الاولي والثاني لسد النهضة، تعاني مصر حاليا من فجوة مائية قدرت ب 20 مليار متر مكعب ستتفاقم الى الضعف في العام 2030 وفي السودان ستتفاقم الفجوة من 7 مليار متر مكعب حاليا الى قرابة ال 20 مليار متر مكعب! وكل ذلك باعتبار استمرار تدفق النيل بمعدلاته الحالية ، في حين ان كلا من وجيبوتي وجزر القمر تنعمان بامن مائي الا ان لصومال سيكون عليه العمل لمواجهة الفجوة التي تقدر ب6 مليار متر مكعب في حلول العام 2030 ان لم يبدا العمل لمواجهة ذلك من الان.
اما دول الشرق الاوسط فسوريا التي لاتنعم بالسلام منذ ستة اعوام لازالت تنعم بالامن المائي الذي يفند القول ان الماساة السورية نتيجة نقص المياه وتغيرات المناخ في حين ان المفاجئ ان لبنان اصبح ضمن نادي الدول ذات ندرة المياه وبواقع يصل الى ملياري متر مكعب حاليا ينخفض الى مليار ونصف بسبب توقعات انخفاض السكان في العام 2030 في حين ان فلسطين التي تسيطر اسرائيل على مياهها وماء غزتها غير صالح للاستهلاك البشري قدرت فجوتها المائية ب4.7 مليار متر مكعب وماهو متاح لها من مختلف المصادر حتى المشتراه لايتجاوز 320 مليون متر مكعب لخمسة ملايين في الضفة وقطاع غزة حاليا وسترتفع الفجوة لتصل الى 6 مليار العام 2030 اما الاردن الذي يعاني شح المياه قفدرت فجوته الحالية ب 9 مليارات متر مكعب تصل الى عشرة العام 2030ويشكل اللجوء المتواصل سواء الفلسطيني او العراثي او السوري كما الحال الان تحديات كبيره له في ظل ليس فقط عجزه المائي انما ايضا الامكانيات المالية لتنفيذ المشاريع المائية.
اما دول مجموعه الخليج العربي والعراق واليمن فالخليج بلا مياه متجددة تذكر ولولا المياه غير التقليدية التحلية او غير المتجدده لكانت الاوضاع صعبة الا ان محطات تحلية المياه تجعل حصة الفرد الخليجي تتراوح مابين 180-480 متر مكعب للفرد سنويا والفجوة المائية عظيمة لكل من اليمن (27 مليار متر مكعب حاليا تصل الى 34مليار متر مكعب عام 2030 ) والسعودية تواجه عجزا حاليا يقدر ب 28 مليار متر مكعب يصل الى 33 مليار متر مكعب العام 2030 فقط العراق الذي ينعم بالمياه ووفرتها حاليا (اكثر من 50 مليار متر مكعب) و يصل العام 2030 بوفرة مائية قدرت باكثر من 40 مليار متر مكعب الا ان عدم الاستقرار السياسي اثر على امدادات وتوزيع المياه ونشوء ازمة المياه في العراق اما اليمن حيث رعب الشح المائي الذي يصل حاليا الى عجز ب 27 مليار متر مكعب يرتفع الى 34 مليار متر مكعب العام 2030.
العالم العربي وفي مواجهة التحديات ذهب بعضها الى المصادر غير المتجدده كما السعودية التي تستزف اكثر من 22 مليار متر مكعب سنويا من المياه غير المتجددة لسد العجز السنوي اضافة الى الاستثمار في مشاريع التحلية العملاقة تنتج حاليا 2.6 مليار متر مكعب) وذهب الاردن في استغلال حوض الديسي غير المتجدد واعادة استخدام المياه واصبحت المياه مسالة امن قومي وتقوم مصر بمشروعات هائلة في اعادة استخدام المياه المعالجة وفي مصر والسودان يستغل الحوض النوبي الجوفي وتقف مصر والسودان على اهبة الاستنفار لضمان حقوقها التاريخية في النيل وتستغل الجزائر وتونس حوض الارج الشرقي وذهبت دول اخرى لبناء السدود وجمع مياه الامطاروحصاد السماء او ان تمكنت قامت ببناء محطات التحلية ذات الكلفة العالية والاستثمار في بناء محطات الصرف الصحي واعادة الاستخدام والذي لاحيلة له ركز الجهود على تقليل الفاقد والترشيد وانهمكت الدول اجمع في السعي نحو الادارة المستدامة للمصادر والحوكمة الرشيده على الصعيد الوطني ولكن، يبقى الهم الاكبر للمياه العربية -60% من مياهها التي تبع من خارجها - النزاعات والازمات ومجاري الانهار الدولية وغياب اتفاقيات دولية كما الحال في حوضي دجلة والفرات والنزاع حولهما مع تركيا و حوض نهر الاردن الذي تسيطر عليه اسرائيل ويتابع العالم على قدم وساق مجريات المفاوضات حول سد النهضة الذي تمضي فيه اثيوبيا قدما بتكتيك ملئ السد بمياه الامطار والفياضانات وكان لتغيير دفة الحكم في السودان ان استعادت مصر حليفتها في الوقوف في وجه اثيوبيا التي باتت تتحدث عن النيل انه لها وخلقت واقعا على الارض سيكون له تداعياته على الامن المائي والغذائي وايضا على السلم الاهلي في كل من السودان ومصر ان لم يتم تدارك الامور وخلق تفاهمات تضمن لمختلف الاطراف ان لاضرر ولا ضرار.
الوطن العربي المكلوم بالنزاعات والصراعات لايعي قيمة المياه ويذهب الى خيارات تحل الاشكالات الانية غير ابه بالتبعات المستقبلية. في الوطن العربي العديد من الاستراتيجيات على المستوى الوطني وعلى المستوى العربي لتامين المياه والغذاء والمتابع للارقام يجد ان الحال يزداد سوءا وان المستوى السياسي لايلقي بالا للمستويات الفنية في وضع المياه على اعلى اجندة الامن القومي المحلي والعربي وتذهب دعوة الخبراء وذي الشان بالامن المائي والغذائي في تكاملية الامن العربي المائي والغذائي ادراج الرياح.
السودان طرح نفسه كسلة الغذاء العربية وبالرغم من المجهودات والمشاريع الا انها تبقى لاتفي او تشير الى استراتيجة صادقة . الاستثمارات قليلة بسبب انعدام السلام والاستقرار في العديد من الدول العربية التي تجعل المستثمرين يذهبون الى اماكن امنه عدا عن عدم تنفيذ السياسات في اعادة النظر في استهلاك قطاع الزراعه لاكثر من 80% من المياه المتاحه عدا عن عدم الجدية في اعادة الاستخدام للمياه المعالجة ووقف الضخ الجائر للاحواض عدا عن الهدر في الغذاء في العالم العربي الذي يستورد معظم غذائه ويهدر اكثر من نصفه.
لا بد من استثمار الاموال العربية في اتاحة الموارد المائية لاستغلالها واعادة النظر في المزروعات وخاصة الحبوب وانماط الزراعه وطرق الري والنظر الى المياه كمشروع امن قومي عربي والخروج من نطاق الدولة وحدودها الى حدود الوطن العربي. فليزرع العرب في السودان وفي مصر ولتشرب اليمن من العراق ولتروي غزة من لبنان ولتتقاسم سوريا ماءها مع الاردن ولتزرع عمان في اليمن والخليج ليستثمر في الطاقة في صحراءه وفي الاردن وليس العرب بعاجزين عن تحقيق استراتيجية مائية غذائية وطاقة متكامله.
ولابد من نزع فتيل الحرب حول المياه وخاصة مع تركيا و اثيوبيا وايران ولا ننسى ان العالم العربي هو جزء من هذا العالم الذي بات يتحول الى قرية صغيرة عليه ان ينفتح بسياساته المائية والغذائية والاستثمار بما يعود بالنفع على كل فرد في الوطن العربي.
قيمة المياه: سر الله في الارض وهبته
لنتذكر ان الناس شركاء في ثلاث الماء والكلا والنار اي بمفهومنا المعاصر الماء والغذاء والطاقة وقيل لاتسرف ولو كنت على نهر جار اي الحوكمة والادارة الرشيدة للمياه كل ذلك قيم نفتقدها في عالمنا العربي ان للمياه قيمة لابد ان نعيها قبل ان يصبح عالمنا العربي بلا قيمة.