الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قريباً … وليد دقة مع منى الشاذلي| بقلم: فارس سباعنة

2021-03-25 01:38:55 PM
قريباً … وليد دقة مع منى الشاذلي| بقلم: فارس سباعنة
الأسير وليد دقة والإعلامية منى الشاذلي

واحدة من الإعلاميات العربيات التي أحبّ وجهها على الشاشة وأشعر بفرحة كلّما شاهدتُ حلقةً من برنامجها الأسبوعيّ "معكم منى الشاذلي"، تستضيفُ في حلقاتها المبدعين والمميزين من أبناء الشعب المصريّ الذين حالفتهم الموهبة والعزيمة والحظ للصعود على أهرام "الترند" العربية، أو الذين حصدوا جوائز مرموقة في مسابقات رياضية أو فنية، أو حققوا إنجازات تجد فيها الشاذلي إلهاماً للآخرين، ففي كل حلقة نتابعُ ونحتفل بحكاية لشاب أو فتاة من الذين لاحقوا أحلامهم وطاردوا شغفهم وامتلكوا الجرأة للتعبير عن ذواتهم حين سمحت لهم الفرصة.

ولا تكاد تنتهي الحلقة حتى أتساءل: لقد فعلتُ كلّ هذه الأشياء في حياتي، لاحقتُ حلمي وطاردتُ شغفي وامتلكتُ الجرأة كلّما سنحت لي الفرصة، فلماذا لا تستضيفني منى الشاذلي؟

لماذا يجد المصريون منابرَ إعلامية واسعةً ليفتحوا صناديق إبداعهم، فيحظون بهذا التقدير على المسارح الكبيرة، بينما يعافرُ الشباب الفلسطيني مثلَ الأحصنة الجريحة على ترابهم الوطني، وتكبرُ همومهم وتصغرُ أحلام مواهبهم خلف شاشات الوظائف.

الإجابة المتوقعة على تساؤل كهذا ليست شافيةً ولا كافية، أن يقولُ لي أحدهم: مصر أم الدنيا.

سأكونُ شاعراً سيئاً إذا تحدثتُ عن عاطفةٍ تهيئُ لي السيدة "منى الشاذلي" مثل أمّي، لكنّ منبع هذه العاطفة ليسَ فارق العمر الذي بيننا، بل اللهجة الحبيبة التي ترافق ابتسامة المرأة الودودة عندما تقدّم ضيفها، أليست مصرُ أمّنا أيضاً؟

ألم نتربّى على أفلام المصريين وأغانيهم وشوارعهم وطعامهم ومسرحياتهم ولاعبيهم! ألم تكن مصرُ حاضنة ثورتنا ورافعة أحلامنا بالحرية ؟ فلماذا لم نعد نسمعُ عن مصريٍّ يغني: "يا فلسطينية وانا بدي اسافر حداكو"؟ هل يحدثُ ذلك لأنّ يدي الشعرية لم تعد تنزل على "رأس الحية" لتموتَ شريعة هولاكو؟

ماذا تقول منى الشاذلي للروائيّ والمسرحيّ وليد دقة الذي يكمل اليوم عامه السادس والثلاثين في الاعتقال الإسرائيلي قضاها على قمّة تراجيديا الحكاية! أليست جديرةً بالاهتمام حكاية زواجه من داخل الزنازين وتحريره لنطفة منوية أنجبت له بنتاً جميلةً مثل وعدٍ بالحرية أسماها "ميلاد"، أليست زوجته التي عشقت شبحَ الرجلِ الأسير صاحب "حكاية سر الزيت" وأسلمت مصيرها وسنوات عمرها لفكرة الحرية جديرةً بمنصة الإلهام أمام الشعب المصريّ وشعوب العالم العربي؟

لماذا يذوي وحيداً منذ ستة وثلاثين عاماً يحاكي الجدران الرمادية، فلا يجدُ غير الكلمات تخرجه من وهمِ الحديد إلى هلام الحقيقة؟ ولماذا سيظلّ ضرباً من الهذيانِ أن نشاهدَ إعلان الحلقة القادمة من برنامج "معكم منى الشاذلي" مع الروائيّ وليد دقة؟

الأسير وليد دقة