أيتها المسافرة في ضباب المدن، نثق بوضوح رؤيتك التي لا يشوبها ضباب ولا دخان، أيتها المحلقة نحو سماء الآخرين وأرضهم، نحن متأكدون ألا سماء ولا أرض تشدك بوثاقها إلا سماء وأرض فلسطين، أيتها العطشى للعلم والمعرفة، ولا علم سيروي ظمأك إلا إذا كان لأجل فلسطين. على الطائر الميمون، نتمنى لك العودة حاملة آمالك المتحققة...
أرسلت لها صديقتها وداد هذه الكلمات بعد لقائها بها في بلدتها الجميلة كوبر خلال زيارتها لفلسطين عام ٢٠١٥، وبعدها سافرت لاستكمال داستها الجامعية في لندن. لتروي شوقها وحنينها للوطن كانت تحرص أن تلتقي بأصدقائها الذين يبعثون في نفسها الراحة ويبثون فيها شحنة الأمل. ما أسعدها بوداد وبصداقتها. لا تعرف كيف يتجاذب البشر وتحدث بينهم الألفة. وداد التي لها من اسمها نصيب تكن لها الود والمحبة. بالنسبة لها وداد نموذج لها في حب الوطن، طراز ثوري مختلف بحسها الإنساني والوطني. هي الصدق والأصالة. هي جمال الوعي الأصيل المتجذر بالأرض وعمق الانتماء والإيمان للقضية، وهل هناك أجمل من الثبات على المبدأ. في لقاءاتهما تحدثتا في كل شيء في الأدب والسياسة والثقافة والمقاومة، وكان تآلف القلوب يعطي دفئاً لعمق النقاشات الفكرية. وداد، أم كرمل، أم لولدين كرمل وقَسّام وهي الأديبة والكاتبة وأستاذة الإعلام في جامعة بيرزيت. لقد عرفت وداد أكثر من خلال كتاباتها التي انحازت للحقيقة وللمظلومين والفقراء والشهداء والأسري. حملت معها روايات وداد في سفرها، وكانت في كل عام في شهر آذار في يوم الأرض تشارك على صفحتها في الفيس بوك مقطع من روايتها تل الحكايا:
"في ذلك الموسم أي بعد أن تعطل سفري. انتهينا من قطف زيتونة، ونزلنا لنتناول الفطور. ناداني أبي: نجاة انقلي السلالم إلى تلك الزيتونة لنجدها بعد الفطور، وأشار إلى زيتونة مجاورة لتلك التي انتهينا من قطافها. نظرت إلى الزيتونة التي أشار إليها وقلت له: وهل هذه لنا؟ إذن انقلي السلالم إلى زيتونتنا. نقلت السلالم والعدة إلى زيتونة أخرى. ضحك أبي وقال: هل رأيت كم المحتلون أغبياء؟ لو سمحوا لك بالسفر هل كنت تميزين أي الزيتونتين لنا؟ قلت: طبعا لا. قال: وهنا يكمن غباؤهم يعتقدون أنهم كلما ضيّقوا على الفلسطيني سيكره أرضه ويبتعد عنها فإذا به يزداد قربا منها ويعرفها أكثر. أشرت إلى تلك الزيتونة لاختبرك. إذن نجحت في الاختبار"
نصوص وداد تتنفس من مسامات تراب فلسطين وتجسد قناعاتها المتجذرة وإيمانها بحتمية الصمود في وجه الإحتلال والإيمان بزواله. أعمالها الأدبية وثقت حكايات النضال الفلسطيني. كانت تحدثني عن اعتقال الأب منذ صغرها الذي صقل وعيها النضالي منذ الصغر، وكان حافزا لما قدمته وتقدمه لوطنها من معرفة ونضال ومحبة. اللافت هذا التواضع الجميل في كتاباتها وحياتها الشخصية والابتعاد عن الفلسفات والفذلكات الثقافية. تتذكر قالت لها مرة "لا أفهم بالفلسفة" عندما أرسلت لها نصا كتبته بعنوان زيتونتان بنكهة حلم يتجدد:
لا أدري هل ضباب لندن هو الملهم للإبداع أم أنه دعاك للنظر للخلف، للوطن الذي غادرته. استمتعت وأنا أقرأ وبدون مجاملة أرى أنك خلقت من حبتي زيتون فضاء واسعا للتأمل، للمعرفة للبحث عن الذات، للبحث عن المفقود، وكيفية الوصول إليه، وإن كنت لا أفهم كثيرا في الفلسفة. نعم هذه الكتابة الإنسانية الوجدانية تبقى أكثر قدرة على سبر غور الذات والآخر أكثر من الأكاديميا وجمودها. استمري.
لطالما انتقدت وداد المثقفون الساكنون بأبراجهم العاجية ينتجون فلسفات منفصلة عن هموم الوطن. الفلسفة التي تفهم بها وداد هي فلسفة عشق الوطن والنضال من أجله. هنالك فرق بين زيتوناتها التي خلقتهم للتأمل في نصها وزيتونات وداد المتجذرة بالأرض في رواية تل الحكايا. لقد نجحت وداد بالاختبار وعرفت الزيتون المنغرس بقلبها وبالأرض وهي ما زالت تتعلم منها حب الوطن. وداد أقدامها مغروسة بأرض فلسطين وحب الوطن مغروس في قلبها كقصة عشق بلا حدود، فهي ليست بحاجة لرحلة البحث؛ أما هي كانت بحاجة أن تغادر وطنها لتعرف أكثر. وداد المثقفة المناضلة عندها المعرفة ممارسة حياتية، ولطالما دفعت ضريبة حب الوطن باعتقال الأب والزوج واعتقال أبنائها الذي يتكرر اعتقالهم مرات ومرات، واعتقالها هي أيضا. كانت تتابع أخبار وداد وهي في الخارج وعندما علمت باعتقال ابنها قسام بعثت لها: وداد كيفك، ما كتبتيه عن قسام أبكاني. قلبي معك وطمنيني. كل الحب. أجابتها:
تحياتي لك وللعائلة أشجان، أتمنى أن تكونوا بألف خير، قسام الحمدلله بخير صحيا ومعنويا، المحامية مبهورة به وبصلابته ووعيه برغم كل الأساليب الجسدية والنفسية التي أستخدمت معه، ولكن بلا جدوى بما في ذلك نقله إلى أسوأ أنواع العصافير في سجن مجدو وسجن بير السبع. محبتي وأجمل أمنياتي
كانت صفحات التواصل الاجتماعي هي النافذة التي تطل بها عل أخبار وداد. عرفت أنهم عاودوا اعتقال ابنها قسام مرة أخرى في حملة اعتقالات على قريتها كوبر: قرأت لوداد
"اعتقلوا الحبيب قسام. بعد تفتيش دام ساعتين وأطلقوا كلابهم على والده مزقت ملابسه ونهشت ساقه وصادروا جهاز اللابتوب خاصتنا وجهاز اللابتوب الخاص بالشركة التي يعمل بها كرمل"
تتابع أخبار اقتحام منزل وداد والاعتداء الوحشي علي زوجها وابنها قسام بكلاب بوليسيه تم نقله على إثرها إلى المستشفى. وشاهدت وداد في لقاء صحفي معها والبيت حولها مقلوب رأساً على عقب:
"بيتنا ليس البيت الوحيد الذي يفتش وليست المرة الأولى ولكن هذا دأبهم، عمري الآن ٦١ سنة، منذ ٤٠ سنة وبيتنا يفتش بشكل مستمر بدءا من الوالد مرورا بالزوج وانتهاء بالابن والله أعلم...حشرونا في غرفة وأخذوا قسام مع كم كبير من الجنود وأغلقوا الباب وكنا نسمع صوت ضرب فوجئت أن قسام معتقل وأبوه بنطاله ممزق وساقه مهشمة من الكلاب والدم يسيل منها"
تكاد تختنق الكلمات ويغيب صوت وداد الواقفة في منتصف البيت الذي تتناثر فيه الملابس بعد أن عاثوا في البيت فسادا. ولكن وداد بصلابتها الداخلية كانت تستعيد قوتها وتكمل كلماتها بتحد وثبات. ما أصعب الشعور وهي تشاهد دموع وداد المحبوسة ودم زوجها يسيل وأن ترى وجع ناسها الذين تحبهم وتعجز أن تكون معهم. أربعون عام وبيت وداد يشهد اقتحامات بدءا بوالدها، ومرورا بزوجها ووصولا الى ابنها قسام، وكما قالت وداد والنهاية مفتوحة. تتوالى الأحداث في اليوم التالي لقد اعتقلوا ابنها الأكبر كرمل من حاجز عسكري أثناء عودته من الخليل بعد ساعات من اعتقال قسام، وبعد ذلك صدمها خبر اعتقال وداد نفسها بعد مرور يوم على اعتقال أبناءها اللذان كانا يخضعان لتحقيق قاس في المسكوبية، وكان الزوج وحيدا في منزله في كوبر بعد عودته من المستشفى لعلاج اعتداء كلاب الاحتلال. بعد أسر أولادها جاء اعتقالها للضغط على أولادها كواحد من الأساليب التي ينتهجها الاحتلال في السجون الإسرائيلية.
وداد المناضلة الأصيلة التي تكتب عن المقاومة والشهداء والأسري وعن فلسطين كان في لائحة الاتهام التي وجهت لها من المحكمة الاستعمارية تهمة "التحريض" والإشادة بشهداء الشعب الفلسطيني ومنهم شهيد بلدتها كوبر صالح البرغوثي وذلك من خلال نشرها قصائدها وأشعارها على موقعها في التواصل الاجتماعي. كما تضمنت اللائحة تأييدها لأمين عام حزب الله حسن نصر الله من خلال الإشادة به في خاطرة بمناسبة عيد ميلاده.
وداد أصبحت رهن الاعتقال هي وأبنائها لأنها صاحبة المبدأ الوطني المناضل فكراً وعملاً. بعد أن أصدرت محكمة الاحتلال قرار الإفراج عنها بكفالة مالية وإقامة جبرية في "منطقة ج" تم منعها من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي حتى إصدار حكم نهائي عليها. أصبحت وداد ممنوعة من الكتابة ومن الخروج إلى الشارع. وكانت إقامتها الجبرية في بيت مستأجر مبعدة عن قريتها كوبر، وتعيش تحت حبس منزلي في كفرعقب. وبعد أن تم الافراج عن وداد وفك الإقامة الجبرية عنها والعودة إلى بيتها وعائلتها في بلدتها، شاهدت الاستقبال العظيم لوداد من أهالي القرية ومن طلبتها في جامعة بيرزيت الذي لا يليي إلا بالعظيمة وداد أجمل وأطيب الأمهات تعود ولكن بدون استقبال أبنائها كرمل وقسام الأسيرين في سجون الاحتلال.
بعد فك الإقامة الجبرية تعود وداد للقرية ولكن لا تعود لبيتها الذي بات على وشك الهدم بعد قرار الهدم الذي استلمته. كانت تستمع لوداد في التقرير الصحفي:
هدم البيت وجع ليس من السهل التعبير عنه عشت فيه نصف قرن وقبل عاش فيه الوالد والولدة وكل نصف سنتيمتر فيه ذكرى وبيعني قصة بيعني ألم بيعني فرحة كآنهم بدهم يهدموه هاي الأشياء كلها... لا أستطيع أن أذهب للبيت وأن أراه لأننا بشر وليس مجردين من المشاعر لنا تاريخنا وجغرافيتنا وانتماءنا لقضيتنا... هذا القرار الجائر يزيدنا تمسكنا بحقنا... قرار يندرج تحت السياسة الإسرائيلية والعقوبة الجماعية وسياسة الانتقام...
عندما سألتها الصحفية ما الرسالة التي توجهينها قررت وداد أن تنهي الحديث بالتالي.
الرسالة التي أوجها هي الجملة التي حاكموني عليها ..."إنه زائل". يودون زعزعة الناس بفكرتهم ولكننا نزداد تمسكا بها. كل هذا يستولد إرادة مواجهة...
تشاهد اللقاء مع وداد وتتأمل البيت المكتوب على جدرانه "تسقط الأجساد لا الفكرة" ويبدأ يتدفق الحنين وتبحث في أعماق الذكريات. مشهد البيت الجميل المطل على جبال كوبر المحاطة بأشجار اللوز والزيتون الذي زارته مرارا وقضت أجمل الأوقات مع دعوات وداد للمنسف والمقلوبة الفلسطينية. يعيد لذاكرتها ذلك اليوم الذي قضته مع أطفالها في كوبر والتقت مع فيليتسسيا في بيت وداد بعد أن التقوا أخيرا على عزومة مسخن تشوبر التي طال انتظارها وهما بالغربة وكانا يحلمان بمذاق المسخن حين يعودان للوطن. فكرة هدم البيت كانت تدمي قلبها وتملؤها حزناً وألماً ممتزج بالغضب. تذكرت الأغنية التي تحبها وداد لفيروز أغنية الأبواب التي أهدتها مرة لوداد ووعدت نفسها أن تسمعها:
آاه يا باب المحفور عمري فيك رح انطر وسميك باب العذاب
اااااه البواب
وقت اللي بلوحلك وبسكر الباب بياخدني الحنين
بفكر راح اشتقلك بفكر عا هالباب راح انطر سنين
هالأرض كلها بيوت يا رب خليها مزيني ببواب
ولا يحزن ولا بيت ولا يتسكر باب
هذا ما علقت به وداد حين أهدتها الأغنية: أتمني أن لا يحزنك بيت ولا يتسكرلك باب. الآن مع قرار الهدم الجائر يتسكر باب وداد، الباب الذي يتم اقتحامه منذ ٤٠ سنة والذي ودعت فيه قسام عند اعتقاله. يدفع الناس ضريبة النضال يا وداود، يدفعها أمثالك الذين يحاكمون لأنهم مؤمنون أن الاحتلال زائل. إلا أن لا شيء يزعزع فكرة وداد عن فلسطين، تتذكر عندما زارتها في مكتبها في جامعة بيرزيت حاملة لها نبتة الصبار هدية وكانت تعلق حول مكتبها مقولات تستهويها "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه". هذه الطريق التي سلكها عاشقون فلسطين اختارتها وداد وأبنائها ووالدها من قبل وما زال يسلكها مناضلو فلسطين.
عندما شاهدت احتفال طلبتها بعودة أستاذتهم إلى الجامعة بعد اعتقالها وفك الإقامة الجبرية وهم يصفقون ويتصورون ويحملون اللافتات دعماً لها تمنت أن تكون بينهم. ما أجمله من مشهد تبجيلي لأستاذتهم تمنت أن تعانق وداد مثلهم وأن تساعد في توزيع الشوكلاتة فرحة بها. مشهد تستحقه وداد مربية الأجيال على حب الوطن فقد تتلمذنا كلنا على يديها. كم جميلة مقولات ولافتات طلابها الذين يعلنون فيها عن حبهم وتضامنهم ويؤكدون فيها فخرهم بها ومناصرتهم الكاملة لمعلمتهم في وقت غياب الأبناء وهدم البيت الذي فيه كل المعاني والذكريات:
كلنا أبناء الوداد، كلنا أولادك
لطالما كنتي السند لنا، وخير أمٍ ومربية
دكتورتنا سنديانتنا الحمرا
كلنا فخر بأننا من أبناء الوداد، ومن الطلبة الذين تتلمذوا على يديها، فغياب الأبناء في سجون المحتل لن يكسر من عزيمتكِ كما عهدناك دوما.
وأخيراً عادت مَن وقف أمامها المُحقق صغيراً ونظر إليها كأنه ينظر إلى قمة جبل الكرمل، ومَن علمتنا أن نكون وطنيين قبل إعلاميين
في حال أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزل الدكتورة وداد سيقوم نادي الاعلام وبالتعاون مع مجلس الطلبة والحركات الطلابية بإطلاق حملة لإعادة إعمار منزل الدكتور وداد البرغوثي
وداد البرغوثي إنسانيتها في قضيتها، تتلاحم قناعاتها وكتاباتها بممارساتها الحياتية. اقتحام بيتها، أسر أبنائها، نهش كلاب الاحتلال لزوجها المناضل، أمر هدم بيتها لن يهز من قوتها وعزيمتها، فذلك كله استولد قوة وإرادة مقاومة وطاقة حب للناس ولفلسطين. فكما اكدت في روايتها تل الحكاية يعتقدون أنهم كلما ضيقوا على الفلسطيني سيكره أرضه ويبتعد عنها فإذا به يزداد قربا منها ويعرفها أكثر. لقد نجحت وداد في اختبار حب فلسطين وسلكت طريق الحق الذي استوحشها الكثير. نحبك وداد ونعرف أنك ورغم كل شيء ستقاومين بروحك الهادئة ووعيك الصلب ونكاتك الساخرة وتواضعك الراقي وحبك للناس. نحبك وسنظل نتعلم منك حب فلسطين الحلم الذي تتوارثه الأجيال. لا سماء ولا أرض ستشدنا بوثاقها إلا سماء وأرض فلسطين، ولا علم سيروي ظمأنا إلا إذا كان لأجل فلسطين.
٢٥ نيسان ٢٠٢٠
العزيزة اشجان، أتمنى أن تكوني أنت وعائلتك وأهلك ودراستك في أفضل حال. نصك الرائع يا عزيزتي أفخر به أشد الفخر فقد أضاف للأشياء معاني أخري جعلها أجمل وأحب للقلب. قرأته بتمعن، وأثار في الكثير من الشجون والمعاني، كانت الدموع تطفر من عيني منعتها لأن ن دموع نائل الذي قرأته واياه النص معا "كفت ووفت". أود يا صديقتي فقط ان أصحح معلومة خاصة إذا كان نصك سينشر، وهي أنني لم أعش في بيت مستأجر، فالذين يملكون ما يؤجرونه خافوا من التأجير ورفضوا بعد أن عرفوا سبب الاستئجار، أما الذين لا يملكون فقد احتضنوني في بيوتهم بين أفراد أسرتهم، بل وعلى أسرتهم الشخصية. انصافا لهم أرجو تصحيح المعلومة سواء كان يتعلق بالسكن في الرام أو في كفر عقب، في كوبر بعد أن أخلينا بيتنا. الكورونا هي التي أعاقت النشر، لأجل هؤلاء كتبت رواية عنوانها "البيوت" هي الآن تحت الطبع في دار نشر وغلافها الخارجي عليه ذات المقطع من أغنية فيروز. سأرسل لك الرواية وغلافها، الغلاف الأمامي بالمناسبة يحمل صورة بيتنا الذي قرروا هدمه والى جانبه البيت الذي احتضنني في الرام. محبتي وأجمل الامنيات. وداد