الحدث الثقافي
توفي الشاعر والمفكر الفلسطيني، عز الدين المناصرة، مساء أمس الأحد، في العاصمة الأردنية عمّان عن عمر يناهز 74 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
عز الدين المناصرة، هو شاعر ومفكر وناقد وأكاديمي فلسطيني، من مواليد بلدة بني نعيم، في محافظة الخليل، عام 1946.
اقترن اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية، وأطلق عليه برفقة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، (الأربعة الكبار) في الشعر الفلسطيني.
غنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتيه (جفرا) و(بالأخضر كفناه)، ووصفه الناقد الفلسطيني، إحسان عباس، كأحد رواد الحركة الشعرية الحديثة، كما ساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي.
وتفوق نتاجاته الشعرية عن 12 ديوانا شعريا، وكتبه النقدية والفكرية بلغت حوالي 25 كتابا.
وارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بالشعر والنقد والفكر، وفضلا عن ذلك عمل في الحقل الأكاديمي وحاز على جوائز عدة، حيث منحته فلسطين جائزة دولة فلسطين التقديرية عن مجمل أعماله الشعرية والنقدية في العام 2019 وجائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.
تنقل المناصرة بين عدة بلدان قبل أن تحط به الرحال في الجزائر عام 1983، حيث عمل كأستاذ للأدب في جامعة قسنطينة ثم جامعة تلمسان. انتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن حيث أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين) وبعدها صار مديرا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجامعة فيلادلفيا حيث حصل على رتبة (بروفيسور) عام 2005.
عمل مناصرة في عدد من المجلات، أبرزها الأفق الجديد، والآداب بأسماء مختلفة، عز الدين المناصرة، محمد المناصرة، ومحمد عز الدين المناصرة، كما عمل محررا ثقافيا لمجلة فلسطين الثورة الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وكمدير تحرير لـ"جريدة المعركة" (الصادرة أثناء حصار بيروت) بالإضافة إلى عمله كسكرتير تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت.
وتطوع مناصرة في صفوف المقاومة العسكرية بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني والمقاومة الثقافية.
ونعى وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف صباح اليوم عز الدين المناصرة قائلا: إنه رمزٌ من رموز الثقافة الوطنية الفلسطينية المقاومة وأحد أعلام الشعر العربي المعاصر.
وأضاف أنه برحيل الشاعر العربي الفلسطيني الكبير المناصرة تفقد الثقافة العربية عامة والفلسطينية خاصة أحد رموزها الكبار، وأن عزاءنا بإرثه وأعماله الشعرية والأدبية والنقدية التي تركها حاضرة ومنارة للأجيال.
وتقدم أبو سيف من عائلته ومن عموم آل المناصرة في الوطن والشتات ومن جموع المثقفين الفلسطينيين والعرب بالتعازي والمواساة برحيل المناصرة القامة الإبداعية الوطنية العالية.