السبت  16 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير أوروبي: مدينة القدس على صفيح ساخن

2015-03-21 06:41:03 AM
تقرير أوروبي: مدينة القدس على صفيح ساخن
صورة ارشيفية

الحدث- وكالات

كشفت صحيفة الغارديان اللندنية، اليوم الجمعة، تسريبات عن تقرير للاتحاد الأوروبي يحذر فيه من خطورة الأوضاع في المدينة المقدسة، حيث وصفت مدينة القدس بأنها على "صفيح ساخن"، ووصلت إلى نقطة الذروة التي لم تشهدها المدينة منذ نهاية الانتفاضة الثانية في العام 2005.

وجاء في توصيات التقرير الأوروبي "الدعوة لفرض عقوبات أكثر صرامة ضد إسرائيل لاستمرارها في البناء الاستيطاني في المدينة، الأمر الذي يؤجج النزاع في المدينة".

وقال التقرير إن "مدينة القدس تشهد أكثر الفترات انقساما من أي وقت مضى منذ العام 1967". وقد برز في التقرير مؤشرات قوية على أن إدارة أوباما تعيد النظر في نهجها أيضا نحو إسرائيل وعملية السلام في الشرق الأوسط في أعقاب إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل.

وتعهد نتنياهو بتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية، وذلك من أجل منع تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في المستقبل.

وضمت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة" بينما يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 عاصمة لدولتهم القادمة.

والخميس أعلن البيت الأبيض انه يعتزم "اعادة تقييم" دعمه الدبلوماسي لإسرائيل في الأمم المتحدة بعد تشكيك نتنياهو بحل الدولتين الذي يشكل احدى ركائز السياسة الاميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط. وأي تغيير محتمل في موقف واشنطن في مجلس الأمن الدولي حيث كانت إسرائيل تعتمد تاريخيا على دعم أميركي ثابت، قد يسمح بتبني قرار اقامة دولتين على حدود ما قبل حرب 1967.

وأعلن جوش ارنست المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما ان "الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة تستند إلى فكرة أن حل الدولتين هو النتيجة الأفضل". وأضاف "الآن قال حليفنا إنه لم يعد ملتزما بهذا الحل. هذا يعني أن علينا اعادة تقييم موقفنا بهذا الشأن، وهذا ما سنفعله"، موضحا انه لم يتخذ اي قرار بعد.

والالتزام حيال حل الدولتين "يشكل ركيزة السياسة الأميركية في هذه المنطقة"، بحسب ارنست الذي اعتبر ان القرارات السياسية للولايات المتحدة في مختلف الهيئات المتعددة الأطراف وبينها الأمم المتحدة ستعاد دراستها. ووفقا لمنظمة "السلام الآن" فقد ازدادت ورش البناء في المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية بنسبة 40 في المئة في 2014 وبلغ استدراج العروض لبناء مساكن جديدة اعلى مستوى له في 10 سنوات، كما ذكرت منظمة السلام الآن.
وأوضحت المنظمة غير الحكومية المعارضة للاستيطان ان عملية بناء 3100 "وحدة سكنية" بدأت العام الماضي في مستوطنات الضفة الغربية فيما أطلقت عمليات استدراج عروض لبناء 4485 مسكنا في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية في 2014، وهذا "رقم قياسي منذ عقد على الأقل".

الأقصى في عين العاصفة

وبالإضافة إلى ذلك يلقي التقرير الضوء على التوتر حول وضع المسجد الأقصى، وكذلك السياسة الجائرة والتدابير العقابية، بما في ذلك عمليات الإخلاء وهدم المنازل من قبل القوات الإسرائيلية، في المواجهة المتصاعدة. وبالتزامن مع ذلك، طرحت بلدية القدس مجددا مشروع التلفريك المثير للجدل فوق البلدة القديمة بالقدس.
ويتصاعد العنف في القدس منذ تموز/يوليو الماضي حيث تدور اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية بشكل شبه يومي. وتزايدت التوترات في الاسابيع الاخيرة بسبب خطط اسرائيل ببناء مستوطنات يهودية جديدة في القدس الشرقية ومطالبة المتطرفين اليهود بالحق في الصلاة في المسجد الأقصى.

وتكرر المملكة الأردنية الهاشمية تحذيراتها من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك واستفزاز مشاعر المسلمين والمصلين فيه؛ سيؤدي إلى حرب دينية في المنطقة وازدياد التطرف الذي يبذل العالم كله جهدا كبيرا لمحاربته. هذا وقد منعت السلطات البريطانية مستهل هذا الشهر نشر اعلان للحكومة الاسرائيلية في صحيفة بريطانية لأنه يظهر البلدة القديمة من القدس الشرقية وكأنها جزء من إسرائيل وهو أمر لا يعترف به المجتمع الدولي.
جدير بالذكر انه تعد وثيقة مشتركة سنويا من قبل رؤساء البعثات الأوروبية في القدس. وتقدم المجموعة الاوروبية المشورة لصناع القرار في بروكسل وتطلعهم على الوضع في المدينة في حين تقدم توصيات للعمل أيضا.