الحدث-محمد مصطفى
يعتبر طائر الحجل "الشنار"، من أكثر الطيور تفضيلاً لدى الصيادين، ومن أجله يشد العشرات منهم الرحال، وينطلقون في رحلات صيد فرادا وجماعات، مستخدمين كل الحيل والطرق الممكنة للإيقاع به.
فالطائر الذي بات يواجه خطر الانقراض، وأعداده تناقصت بصورة كبيرة في قطاع غزة، يتميز بأمرين تجعلانه هدفاً دائما للصيادين، الأمر الأول لحمه الشهي، فهو بحجم دجاجة صغيرة، والأمر الثاني منظره الجميل والخلاب، وسهولة تربيته في أقفاص كبيرة ومتوسطة الحجم.
الصياد محمد أبو عيد، من سكان جنوب قطاع غزة، أكد أن طائر الحجل أضحى مطارداً، ومعظمه إما تم صيده، أو فر في اتجاه الأراضي المحتلة عام 1948، حيث المساحات الخضراء وعدم وجود صيادين يلاحقونه.
وأوضح أبو عيد، أن معظم طيور الحجل تتواجد على مقربة من خط التحديد شرق القطاع، والفترة الحالية هي الأفضل لصيدها، فهي تتجمع في هذا الشهر من كل عام، بهدف التزاوج، تمهيداً لوضع البيض.
طرق عدة
وأكد أبو عيد، أن هناك طرق عدة لصيد الحجل، الأولى وهي الأكثر شيوعاً، وضع شباك خاصة ومطاردته بهدوء، وإجباره على التوجه إلى منطقة الشبك، ومن ثم اللحاق به فجأة، ليقع في الشباك خلال محاولات طيره.
وأوضح أن ثمة طريقة أخرى تتمثل في وضع فخاخ خاصة في الأماكن التي تتردد عليها الطيور، لكن هذه الطريقة قد تتسبب في كسر أرجلها، وربما موتها في حال طالت فترة بقائها في الفخ.
أما الصياد إبراهيم صبيح، فأكد أن الحجل كان متواجداً بصورة أكبر في قطاع غزة، حتى قبل سنوات قليلة، فمهما نجح الصيادون في صيده، فإنهم لا يؤثرون بشكل حقيقي على أعداده، خاصة أنه طير حذر مراوغ، له قدرة مزدوجة على الفرار، سواء من خلال الطيران، أو الجري بسرعة فائقة.
وأوضح أن الأمر بدأ يتغير بعد أن وصلت بنادق الرش من مصر عبر الأنفاق، وهي بنادق قاتلة، يخرج منها في المرة الواحدة عشرات المقذوفات الصغيرة، والطلقة الواحدة قادرة على إصابة وقتل عدد من الطيور قد تصل إلى عشرة، ومن مسافة بعيدة.
ولفت صبيح إلى أن ما تم صيده من طيور الحجل بواسطة تلك البنادق في عام واحد، يضاهي ما امسك به الصيادون في عقد من الزمن وربما أكثر.
ونوه إلى أن بنادق الرش التي وصفها بالخطيرة، ساهمت في سرعة تناقص أعداد الطيور المذكورة، التي فر ما نجا منها بعيداً.
وأشار إلى أن وجهته الجديدة للصيد بعد خط التحديد شرق، هي المناطق المحررة والكثبان الرملية القريبة من شاطئ البحر غرباً.
هواة يربونه
وبين صبيح أن المناطق المذكورة بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة في العام 2005، كانت تغص بطيور الحجل، وقد نجح في غضون سنوات عدة في صيد العديد منها، إلى أن بات في منزله عدة أزواج، يستطيع في ربيع كل عام الحصول على بيض مخصب منها، ووضعه تحت دجاجة، لتفقس وتتولى الدجاجة رعايتها، وهكذا يحافظ على تكاثرها، ليستمتع بمنظرها الخلاب، فهو يعشق هذا الطائر الجميل منذ صغره.
وفي إحدى الأسواق الشعبية جنوب قطاع، كان يقف فتى بجانب قفص كبير به زوجين من طائر الحجل.
وتداعى الهواة حول الفتى، وبدؤوا بمجادلته لتخفيض السعر الذي طلبه، حيث طلب لقاء الطائرين 170 شيكل، وهو سعر مرتفع وفق الهواة.
ويقول أحد الهواة ممن حالوا شراء الطائرين، إنه يمتلك زوج من الحجل يربيهما منذ أكثر من عام، وهو يرغب في شراء المزيد، خاصة وأن الطائرين لم يبدءا بعد بوضع البيوض، لحاجتهما للمزيد من أبناء جنسهما، فهو طائر اجتماعي يعيش في جماعات، لكن الأسعار المرتفعة لما يعرض أحياناً في الأسواق، تجعله يتريث موسم الفراخ، التي يكثر صيدها بعد فقسها، عله يحظى بعدد منها بسعر اقل.
يذكر أن عمليات الصيد الجائرة لطائر الحجل وأنواع أخرى من الطيور، تسببت في انقراض واختفاء أنواع منها في قطاع غزة، خاصة عصفور الحسون المغرد، الذي كان يملأ القطاع، ويشاهد في كل مكان قبل عقود من الزمن.