الحدث-محمد مصطفى
منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال باتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية غير المسبوقة، التي تهدف إلى إحكام سيطرته على الحدود الشرقية للقطاع، ومراقبتها بشكل دائم وعلى مدار الساعة.
ومن أجل هذه المهمة، وكما يقول مواطنون محليون، فإن إسرائيل استخدمت وسائل تكنولوجية متنوعة، ونفذت مهام عدة على الحدود خلال الفترات الماضية.
وسائل عديدة
"الحدث" جالت المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وشاهدت بعضاً من تلك الوسائل، وكان أبرزها منطاد تجسس أبيض اللون، يحلق على مسافة قريبة من الأرض، ويعتقد أنه يحوي كاميرات مراقبة، ومعدات رصد وتتبع حديثة، قادرة على كشف ورؤية منطقة الشريط الحدودي بالكامل، سواء خلال ساعات الليل أو النهار.
ويؤكد المواطن محمد كامل، ويعمل مزارعاً شرق المحافظة، أن هذا المنطاد كان يطلق على فترات زمنية متفاوتة، لكن وبعد العدوان بات يحلق على الدوام في المنطقة، ويتحرك شمالاً وجنوباً، لتكثف عمليات الرصد.
وأوضح كامل، أنه وبالإضافة للمنطاد، تم وضع كاميرات مراقبة في كل مكان، خاصة قرب المواقع العسكرية، وهي أيضاً تقوم بنفس المهمة، ناهيك عن وضع مجسات استشعار على طول السلك الشائك، تعمل فور لمسها، وتطلق إنذار ينبه الجيش الإسرائيلي.
أما الصحافي هاني الشاعر، وهو أحد الصحافيين المحليين العاملين جنوب قطاع غزة، فأكد أن جيش الاحتلال بدأ منذ عدة أشهر بتسيير دوريات غير مأهولة، على خط الحدود الأول، في حين يسير دورياته المأهولة بالجنود على خطوط بعيدة أكثر عن الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الشاعر أن هذه الجيبات وهي عبارة عن محطات تجسس متنقلة، مجهزة بمعدات متطورة للغاية، تجوب الحدود طولاً وعرضاً، ويتم التحكم بها عن بعد، وهي ترسل في الغالب لأية منطقة يشك الاحتلال بوجود أمر ما بها، لتقوم برصد وتصوير كل حركة في تلك المنطقة.
ولفت الشاعر في حوار مع "الحدث"، إلى أن الاعتماد على هذه الآليات تزايد بصورة كبيرة خلال فترة العدوان وما بعدها، خاصة وأنها وفي حال استهدفت من قبل المقاومة، فإنه لن ينتج عن ذلك ضحايا في صفوف جنود الاحتلال.
وبين أنه وبالإضافة للجيبات هناك وسائل عدة تستخدمها قوات الاحتلال في مراقبتها الدائمة للحدود، بعضها معروف وأخرى غير معروفة، ناهيك عن وضع أجهزة في باطن الأرض، في محاولة للكشف عن عمليات حفر أنفاق، تخشى إسرائيل أن تكون المقاومة نفذتها أو تنفذها في المنطقة.
إطلاق نار يومي
وبالإضافة لوسائل المراقبة المذكورة، فإن جنود الاحتلال يواصلون إتباع أسلوبهم القديم الجديد في محاولة لفرض سيطرتهم على المنطقة الحدودية، والمتمثل في إطلاق النار باستمرار تجاه البساتين والمزارع، وطوال ساعات الليل والنهار، وكأنهم يقولون للسكان المحليين، نحن هنا يقظين، فلا يفكر أحد منكم بالاقتراب، غير أن إطلاق النار هذا غالباً ما يتسبب في أضرار في المنازل، وربما وقوع إصابات.
الجدير ذكره أن مناطق الحدود الشرقية للقطاع، كانت مسرحاً لأعنف مواجهات مسلحة ما بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال خلال العدوان الأخير، وقد كلفت هذه المواجهات جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.