الحدث-وكالات
تعرف التقرحات الفموية بأنها التهاب أو تقرح في الغشاء المخاطي المحاط بتجويف الفم، وتظهر على شكل انتفاخات أو فتحات على الغشاء وتختلف ألوانها بين الأبيض والأصفر وكذلك تختلف أحجامها، فهي تتراوح بين ميلليمترات عدة إلى سنتيمترات عدة. وغالبا تكون بسبب تقطع في الأغشية المخاطية الفموية.
أنواع التقرحات الفموية
أولا: التقرحات الفموية القلاعية
هي أكثر التقرحات شيوعا، وهي عبارة عن تقرحات تصيب أغشية الفم المبطنة؛ حيث تظهر في أماكن عدة في الفم مثل اللثة، الغشاء المبطن للخد، اللسان، سقف الحلق وكذلك الشفتين.
ويتراوح عدد التقرحات بين واحدة وحتى نحو عشرة موزعة في أجزاء الفم. ويكون شكلها بيضاويا وسطحيا وقد يغطيها غشاء أبيض ويحيطها احمرار في الأنسجة المحيطة.
هناك ثلاثة أنواع من تلك التقرحات وتختلف باختلاف حجم التقرح:
1 - التقرحات الفموية الصغيرة: وهي الأكثر شيوعا وتحدث عادة في الجزء الأمامي من الفم ويتراوح عددها بين 3 و6، وهي صغيرة في الحجم وعادة ما تلتئم خلال أيام عدة.
2 - التقرحات الفموية الكبيرة: وهي أقل شيوعا من السابقة ولا يتجاوز عددها الثلاثة تقرحات ومدة الشفاء منها أطول من التقرحات الصغيرة.
3 - التقرحات الصغيرة جدا: وقد يتراوح عددها بين 10 و100 وهي الأقل شيوعا.
أسباب تقرحات الفم القلاعية
أكثرها غير معروف ومحدد. ولكن يعتقد كثير من علماء طب الأسنان بأن الاضطرابات النفسية لها تأثير كبير في حدوثها وكذلك الوراثة أو اختلال الجهاز المناعي لدى المريض أو تناول بعض الأطعمة التي تسبب تهيجا في الأغشية المخاطية للفم أو التي تسبب الجروح أو الأطعمة الساخنة جدا.
وقد تصاحب العلاج الكيماوي لمرضى السرطان في الوجه والفكين أو العلاج الإشعاعي، ومن الأسباب أيضا تناول الكحول والتدخين بشراهة، ولا ننسى بعض أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة وفقر الدم.
وعادة ما يكون العلاج في فترة الإصابة وقائيا، هدفه التخفيف من الآلام المصاحبة ومنع تهيجها أثناء الأكل والشرب.
وينصح في تلك الفترة بتكثيف التنظيف بواسطة الفرشاة والمعجون الذي لا يحتوي على الحبيبات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم وضع التقرحات.
وكذلك ينصح باستخدام مضمضة للفم تحتوي على المضاد الحيوي كلورهيكسيدين، وهنالك أيضا أنواع من المراهم الموضعية التي تحتوي على مادة السترويد كينلوج، ومن الممكن أيضا استخدام المسكنات الموضعية المخدرة.
ثانيا: التقرحات الفيروسية
هي تقرحات محتوية على سوائل وتصيب منطقة الشفاه والأنف والذقن أحيانا.
وسبب هذا المرض هو الإصابة في البداية بفيروس الهربيس، وعادة ما يحصل قبل سن البلوغ وينتقل عن طريق الملامسة المباشرة للأشخاص المصابين.
وتكون فترة حضانة الفيروس من 2-12 يوما؛ حيث يصاب الطفل بتقرحات عديدة في كثير من أجزاء الفم ويكون مصاحبا بارتفاع في درجة الحرارة وصداع وإعياء شديدين أثناء فترة الإصابة.
وقد يبقى هذا الفيروس في الجسم لسنوات عديدة مسببا إصابات عدة في فترات قريبة، وفي بعض الأحيان يبقى خاملا في الجسم لفترات طويلة.
وإذا تكررت الإصابة به نتيجة لتنشيط الفيروس مرة أخرى يسمى بالتهاب البرد؛ حيث تكون التقرحات صغيرة ومملوءة بالسوائل وتصيب حواف الشفتين.
أسباب تكرار الإصابة بالتقرحات الفيروسية: ارتفاع درجة الحرارة، ونقص في مناعة الجسم والاضطرابات النفسية وحروق الشمس.
علاج التقرحات الفيروسية
تماثل علاج التقرحات القلاعية؛ حيث إنها تتماثل للشفاء خلال أسبوع واحد من غير علاج، وكل ما تحتاجه نوع من العلاج الوقائي يتلخص في استخدام المسكنات الموضعية في حالة الألم والإكثار من شرب الماء والسوائل واستخدام المضمضة المحتوية على المضاد الحيوي، كما وينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحامضة والمالحة وأحيانا يتم وصف مضادات الفيروسات التي قد تخفف من شدة الالتهابات.
ثالثا: التهاب فطر الكانديدا
أسباب الإصابة بفطر الكانديدا: هو التهاب فطري يحدث بسبب تكاثر فطر الكانديدا في الفم، وعادة ما يصيب الأشخاص الذين لديهم أطقم أسنان متحركة، كما وأنه يصيب الأطفال الرضع والمتقدمين في العمر وكذلك المصابين بأمراض معدية ومتفاقمة وأمراض نقص المناعة كمرضى الإيدز.
كما أن كثرة تناول المضادات الحيوية تسبب نقصا في عدد البكتيريا الطبيعية في الفم (Normal Flora) وبالتالي تؤدي إلى نمو الفطريات بكثرة.
أعراض تقرحات فطر الكانديدا
قد يظهر بصورة مساحة من الغشاء أو على شكل تقرحات بيضاء منتشرة في الأغشية المخاطية المبطنة للفم وقد لا تكون مسببة للألم.
وأحيانا تظهر بصورة تقرحات حمراء كالتي تصيب مرضى أطقم الأسنان وتكون مؤلمة.
علاج تقرحات فطر الكانديدا
الوقاية خير من العلاج؛ فمن المهم اتباع إرشادات العناية الصحيحة للفم والأسنان؛ حيث يجب استخدام الفرشاة الناعمة بانتظام، وذلك لتنظيف الأسنان والمناطق المصابة.
وكذلك إرشاد الأشخاص الذين لديهم أطقم الأسنان بالعناية الشديدة بها وتنظيفها بالفرشاة والمعجون وإزالتها بالليل ووضعها في محلول محتوي على الماء وسائل مضمضة الأسنان.
أما بالنسبة للعلاج الموضعي للتقرحات، فيتم باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، إما بشكل كريم موضعي أو أدوية تؤخذ عن طريق الفم.
وإذا كان هناك مسبب رئيسي لظهور الفطريات، فإن علاج المسبب هو خير علاج للقضاء عليها.
وأشارت دراسة أميركية حديثة تم نشرها مجلة طب الأسنان العام مؤخرا، الى أن المواد المستخرجة من جذور عرق السوس تساعد كثيرا في القضاء على تقرحات الفم؛ حيث تم استخدام لاصقات تحتوي على مستخلصات تلك الجذور على عينة من المرضى المصابين وكانت النتيجة مدهشة؛ حيث إن ذلك خفف من الآلام المصاحبة بشكل كبير وقلل من حجم التقرحات مقارنة بمن لم يستخدم تلك اللاصقات، بل بالعكس فإن حجم التقرحات لديهم قد زاد بنسبة 13 %.
رابعا: التقرحات الكبيرة المعقدة
تمر التقرحات الكبيرة المعقدة بمراحل التقرحات الصغيرة نفسها، وتظهر غالبا على الأغشية المخاطية البلعومية أو الأغشية المخاطية الحاملة للغدد وتكون مؤلمة بشكل كبير جدا، وتظهر على شكل هالة حمراء بارزة الحواف تأتي هذه القرحة مصاحبة لها حمى وتختفي في غضون شهر إلى شهرين مخلفة ورائها ندبة.
التقرحات الحلائية الشكل. وهي عبارة عن تقرحات صغيرة بعضها بجانب بعض منتشرة في أغلب الأغشية المخاطية المغطية للفم.
أسباب التقرحات الفموية بشكل عام:
1 - اضطراب الجهاز الهضمي.
2 - اضطرابات هرمونية.
3 - قلة النوم.
4 - قد تكون أسبابا نفسية.
5 - نقص الهيموجلوبين.
6 - سوء التغذية خاصة عند نقص فيتامين "بي 12" ونقص الحديد وحامض الفوليك.
7 - عوامل وراثية.
8 - حساسية تجاه طعام معين.
9 - عض اللسان أو الخد أثناء المضغ.
10 - التدخين.
11 - بعض معاجين الأسنان: حيث يعاني كثير من الناس من حساسية ضد كبريتات الصوديوم فيها.
12 - الدورة الشهرية: ويكثر ظهور هذه التقرحات في حالة مرضية طبية مثل الأمراض المتعلقة بقلة المناعة مثل مرض نقص المناعة (الإيدز) ومرض الأمعاء الاضطرابي.
13 - سرطان الفم: تظهر تقرحات الفم بسبب عوامل حيوية أو فيزيائية وتكون قليلة الضرر على الجسم، وقد تكون هذه التقرحات هي السبب الأول لحدوث سرطان الفم، فأي قرحة لا تكون ظاهرة أو لا تحدث ألما، يمكن أن تكون سرطانا للفم، فلذلك يجب المسارعة لرؤية الطبيب، وكثيرا ما تصيب الكبار في السن والمدخنين.
علاج التقرحات الفموية
يتم عمل جلسات غسول لطيفة، وذلك عن طريق ماء ممزوج بالملح أو ماء فاتر مع غليسرين تيمول، أو غسول فموي مضاد للإنتان كغسول الكلورهيكسيدين أو البوفيدون اليودي.
ويمكن التخلص من الألم الناتج عن هذه التقرحات عن طريق التخدير الموضعي باستعمال هيدروكلوريد البنزيدامين أو مخدر على شكل جل أو غسولات أو بخاخات ومراهم ولا ينصح باستخدام المخدرات للأطفال وقد تسبب تخديرا في منطقة أسفل اللسان أو الحلق، فيمكن حدوث شرق أثناء البلع.
طرق الوقاية من تقرحات الفم
- تجنب أكل الأطعمة الحارقة والمهيجة للأغشية المخاطية للفم كالأطعمة المتبلة أو الحامضة.
- تجنب عض ولمس وشد المنطقة المصابة.
- أن يتم تنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة وخيط الأسنان والمعجون المناسب بعد كل وجبة طعام، وذلك كي نحمي الفم من الأطعمة المسببة للقرح.