السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تراجع تقييم فيسبوك إلى 1.9 بعد حملة تضامنية مع الفلسطينيين

2021-05-19 08:33:55 AM
تراجع تقييم فيسبوك إلى 1.9 بعد حملة تضامنية مع الفلسطينيين
أرشيفية

تكنوبوك

تراجع تقييم موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على «أبل ستورز» ليصل إلى 1.9، بدلاً من 4 في السابق، بعد حملة أطلقها عدد من رواد التواصل الاجتماعي تضامناً مع حقوق الشعب الفلسطيني. 

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، كانت مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من ساحات الصراع العربي - الإسرائيلي، خصوصاً بعد حظر هذه المنصات لعدد من المنشورات التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتنتقد إسرائيل، فيما وصف بأنه «نوع من المحاباة والتمييز لصالح إسرائيل»، لتنطلق دعوات متعددة للضغط على «فيسبوك»، من بينها الدعوة لتخفيض التقييم ومقاطعته.

ويرى فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي، في تصريحات له، أن «حملة خفض تقييم (فيسبوك) غير مؤثرة حتى الآن، لكنها ستكون وسيلة ضغط مؤثرة لو استمرت حتى نهاية الأسبوع الحالي، لأن تاريخ (فيسبوك) يقول إن الشركة لا تتخذ أي إجراءات ولا تغير من سياساتها إلا تحت الضغط»، مشيراً إلى أن «تخفيض التقييم سيؤدي إلى تقليل عدد المستخدمين، وبالتالي تخفيض نسبة الإعلان، حيث سيتجه المعلن لمنصات بديلة بحثاً عن الجمهور».

لكن محمد فتحي، الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، يقول إن «تخفيض التقييم غير مؤثر نهائياً، مقارنة بإجراءات أخرى مثل الحملات الإعلانية التي تدر أرباحاً مباشرة لـ(فيسبوك)، خصوصاً أن حجم النشاط الإعلاني على (فيسبوك) زاد بنسبة 50 في المائة العام الماضي بسبب جائحة كورونا التي زادت من التجارة الإلكترونية بشكل عام»، لافتاً إلى أن «الدعوة لتخفيض التقييم هي وسيلة للفت الانتباه، لكن الخسارة المباشرة هي الخسارة المالية».

الحملات ضد «فيسبوك» لم تقتصر على الدعوة لخفض التقييم، حيث انطلقت دعوات أخرى، من بينها الكتابة بالحروف العربية غير المنقوطة، لتجاوز خوارزميات «فيسبوك» التي تحذف بعض المنشورات، وحملة أخرى تدعو إلى مقاطعة «فيسبوك» يومي الجمعة والسبت المقبلين، بإيقاف الحسابات عليه.

ويقول رمزي إن «هناك مجموعة من الترندات المرتبطة بالأزمة، وجميعها تشكل وسائل ضغط على (فيسبوك) إذا زاد عدد المشاركين فيها، فالعبرة في نجاح هذه الدعوات هو بحجم المشاركين فيها، لا سيما أن العرب من بين أكبر المستخدمين نشاطاً على المنصة»، مشيراً إلى أنه «على مدار اليومين الماضيين، ظهرت حملة جديدة قادها المؤثرون العرب، من خلال منشورات ومقاطع فيديو توضح للجمهور كيفية التعامل مع منشورات الجانب الإسرائيلي، وتحذرهم من التفاعل معها حتى بالتعليقات السلبية»

ويضيف رمزي أن «هذا تطور ذكي جداً، فالتعليق حتى لو كان سلبياً يعني زيادة التفاعل على المنشور، وبالتالي وصوله إلى عدد أكبر من الناس، كما أن بعض المنشورات الإسرائيلية يكون هدفها تحقيق هذا التفاعل السلبي، وتعمل على استفزاز الشعب العربي».

وعن الكتابة بحروف عربية غير منقوطة، يقول فتحي إن «الكتابة بالرمز تنجح في التحايل على الذكاء الصناعي لبعض الوقت، لحين تطوير خوارزميات «فيسبوك» للتعامل معها، لكنها ناجحة حتى الآن في تمرير منشورات للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني».

الجدل بشأن تعامل «فيسبوك» مع المنشورات الخاصة بالصراع العربي - الإسرائيلي وصل إلى السياسيين، إذ أعلنت السفارة الفلسطينية في لندن، يوم الاثنين الماضي، تلقيها اعتذاراً رسمياً من «فيسبوك» و«واتساب» و«إنستغرام»، مع «نوايا بتصحيح الأخطاء، واحترام حق التعبير». كما أعلنت إدارة «فيسبوك» أنها ستتواصل مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين لبحث ما وصفته بـ«خطاب الكراهية، والتحريض على العنف على المنصة، في ظل الأزمة الحالية».

ووفقاً لما نشره موقع «بوليتيكو» الأميركي، فإن قيادات «فيسبوك» و«تيك توك» عقدوا لقاءً عبر منصة «زووم» مع وزير الدفاع الإسرائيلي مساء الخميس الماضي، لمناقشة انتشار «المعلومات الخاطئة، والتهديدات بالعنف على منصات التواصل الاجتماعي»، ومن المنتظر أن يعقد اجتماع مماثل مع القيادات الفلسطينية قريباً.

بدوره، يقول فتحي إن «(فيسبوك) بدأت في منتصف عام 2020 باستخدام الذكاء الصناعي بهدف الحد من المعلومات المضللة والشائعات، مع زيادة انتشارها وقت الجائحة، فيما سمي بالمحتوى (الضار)»، مؤكداً أن «(فيسبوك) تحاول إحكام قبضتها لمنع خطابات الكراهية والابتزاز الجنسي والدعوة للعنف التي تتنافى مع سياسات موقع التواصل الاجتماعي، أو ما تسميها (معايير المجتمع) التي تُحدث مع أحداث معينة، مثل أحداث مسلمي الروهينغا، أو ما بعد مقتل جورج فلويد في أميركا، أو الجدل بشأن ماهية وأصل كورونا في الصين، أو الأحداث الأخيرة في غزة، حيث يتعامل معها على أساس أنها خطاب للكراهية من عرق بعينه أو تمييز على أساس الدين».

ويضيف فتحي: «(فيسبوك) يضع اليهود ضمن عبارات كثيرة تحت ما يسمى (الطبقة الأولى) من محاذير النشر، وهو ما تسبب في تعريض كثير من الحسابات للإيقاف مؤخراً بسبب هجومها على اليهود».

ورغم تدخل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى في المنشورات، فإن الحملات موجهة ضد «فيسبوك» لأنه المكان الأمثل الذي يمكن فيها مناقشة قضية جادة مثل الصراع العربي - الإسرائيلي، وفق رمزي.