الحدث- سوار عبد ربه
لا تزال المعركة في القدس بين أصحاب الأرض والمحتلين مستمرة، بعد الهبة الشعبية الواسعة التي شهدتها المدينة بداية الشهر المنصرم، لا سيما في حي الشيخ جراح، الذي لم يهدأ منذ بداية الأحداث، وكان الشرارة لكل ما مرت به البلاد في الفترة الماضية.
وعلى غرار الشيخ جراح، تسعى جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية لوضع يدها على خمسة دونمات من حي بطن الهوى، في مدينة سلوان الواقعة جنوب شرق القدس، بادعاء ملكيتها ليهود اليمن منذ عام 1881.
ووفقا للمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، ستشهد عائلتان من حي بطن الهوى، يوم الأربعاء القادم، محكمة للبت في أمر الإخلاء الموجه ضدهم، كما ان هناك 89 عائلة مهددة بالطرد والتهجير في الحي ذاته.
ويضيف عبيدات في لقاء مع صحيفة الحدث، أنه إلى جانب بطن الهوى، توجد أكثر من مئة عائلة تضم حوالي 1500 مواطن مقدسي مهددين بالطرد والتهجير في حي البستان.
ويوضح: يسعى الاحتلال لإزالة حي البستان، مقابل إنشاء حدائق تلمودية وتوراتية في تلك المنطقة، إلى جانب المسارات والأنفاق، ساعيا لأن يوصل الأنفاق الموجودة أسفل سلوان بتلك الموجودة داخل البلدة القديمة، بالإضافة إلى ربط البؤر الاستيطانية في سلوان مع بعضها البعض، وهذا جزء من عملية التهويد التي يسعون لها في المدينة.
وبدأت قضية حي البستان تظهر للعلن عام 2005 حيث ظهرت مخططات لهدم الحي بأكمله إلا أنها لم تنفذ، وفي حينها ورغم الاتفاق، هدم الاحتلال منزلين أولهما منزل عائلة أبو اسنينة.
وصدر أول قرار وأمر هدم للحي بعد أن وقع عليه مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شارون عام 2005.
وبات الحي الذي تشكل نسبة الأطفال فيه 63% اليوم، معرضا لنكبة جديدة وطرد وتهجير، رغم مخالفة هذه الإجراءات للقانون الدولي، لكن الاحتلال يصر على فرض وقائع جديدة على القدس وإحلال المستوطنين.
ويرى عبيدات أن القوى والحراكات يجب أن تدعو لدعم وإسناد أهالي حي بطن الهوى والبستان، خاصة أنه يوجد مناطق تحتاج لاشتباك شعبي جماهيري، والمعركة في القدس ستكون متنقلة بين الشيخ جراح وسلوان.
ويتابع: كل هذا يندرج في إطار محاولات الاحتلال تهويد المدينة وممارسة عمليات التطهير العرقي، وعمل الاحتلال الدؤوب لتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في مدينة القدس، والمشهد الكلي في هذه المدينة لصالح المستوطنين والرواية الصهيونية.
الاحتلال يلعب بالنار
يرى المحلل السياسي راسم عبيدات أن ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها وهذه المعركة أوجدت حالة من الربط ووحدة المصير بين القدس وقطاع غزة وكذلك وحدت الشعب الفلسطيني على طول وعرض مساحة جغرافيا فلسطين، كما وأزالت الغشاوة عن عيون البعض، واستعاد الشعب عامة والمقدسيون خاصة الوعي الحقيقي، ولذلك إذا أقدم الاحتلال على عمليات إخلاء في منطقة بطن الهوى فهو يلعب بالنار مجددا وربما قد تنفجر الأوضاع على نحو أوسع.
ويعتبر عبيدات أن إثارة قضية مدينة سلوان تكون بالتواجد الشعبي الذي من المفترض ألا يقتصر على أهالي سلوان بل يمتد للقدس والداخل الفلسطيني مع التواجد الكثيف لوسائل الإعلام، كذلك إقامة الفعاليات المقدسية المتمثلة في سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات في المنطقة من أجل منع أي شكل من أشكال التطهير العرقي.
وصدرت دعوات للقيام بوقفة تضامنية أمام المحكمة المركزية في القدس المحتلة يوم الأربعاء 26/5/2021.