الحدث - محمود الفطافطة
إن الهدف الأساس للنقابات المهنية هو تعريف أعضائها بتفاصيل وآليات عمل القطاع المنتمين له، وتوعيتهم بحقوقهم، والاهتمام الدائم بتلبية مطالبهم والحفاظ عليها. مثل هذه النقابات لها أسس يتوجب أن تقوم عليها وتلتزم بها كشفافية الاقتراع، وشمولية الانتخاب، والعدالة في التعبير عن الرؤى والمواقف، إلى جانب وضوح ونزاهة الأداء، وديمومة الانجاز والعطاء.
إن الطعن في شرعية أية نقابة مهنية لا يُفقدها الإلغاء الكلي؛ بل يمكن لهذه النقابة أو تلك أن"تُرمم" ما فقدته من شرعية الانتخاب عبر العدالة في التعامل والتوازن في الخدمات حتى مع " خصومها" . هذا السلوك من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق غايتين، أولها ترميم " الثغرة الشرعية" التي صاحبت النقابة أثناء الانتخابات، بينما الغاية الثانية فتتمثل في إمكانية تعاطي هؤلاء " الرافضين " مع سياسة وتوجهات هذه النقابة ليكونوا أداة معززة لقوتها راهناً، وضمانة لمضاعفة شرعيتها في أية انتخابات قادمة.
سيرة ومسيرة!
ومن هذا التوصيف العام ننطلق صوب الحديث عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين لنسلط الضوء على واقعها وانجازاتها والعقبات التي تقف حائلاً أمام تحقيق أهدافها وتطلعات أفرادها. وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع سنتعرف، وبعجالة، على ملامح سريعة لهذه النقابة التي هي ( وفق نظامها) منظمة مهنية غير حكومية، ذات طابع تعددي وشخصية اعتبارية مستقلة، تمثل الإطار النقابي الجامع والشامل لكل الصحفيين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها. مركزها الرئيسي مدينة القدس؛ ولها فروع أخرى في المحافظات الفلسطينية. تأسست نقابة الصحفيين الفلسطينيين عام 1979 تحت اسم "رابطة الصحفيين العرب في القدس"؛ إذ منع الاحتلال الإسرائيلي في حينه أي تسمية تشير إلى فلسطين. وقد عملت النقابة بمسماها الحالي منذ عودة السلطة الوطنية عام 1994.
ومن الأهداف التي وضعتها النقابة لتحقيقها: تمكين الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية من أداء رسالتهم المهنية، وصيانة حرية الرأي والتعبير، وضمان الوصول لمصادر المعلومات، وكشف الحقائق/العمل على تطوير القوانين الفلسطينية ذات العلاقة بالصحافة والإعلام والحريات العامة، والحد من تأثيراتها السلبية على العمل المهني وحرية الرأي والتعبير، والكشف عن الحقيقة/ الالتزام بآداب مهنة الصحافة وأخلاقياتها ورفع مستواها، والحفاظ على مبادئها وتقاليدها، والارتقاء بمستوى المهنة بما يعزز قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية/ العمل على رفع المستوى المهني للصحفيين، ومواكبة التطورات المهنية والتقنية، وأساليب العمل الحديثة والمبتكرة؛ والسعي لإيجاد فرص تدريب وتعليم ذات فائدة/ مناهضة التطبيع بأشكاله كافة، والعمل على منع تنظيم أية أنشطة تطبيعية في المجال الإعلامي، والحؤول دون مشاركة أعضاء النقابة، أو أي من الصحفيين ووسائل الإعلام، في أنشطة تطبيعية داخل البلاد وخارجها/الدفاع عن الصحفيين ووسائل الإعلام التي تتعرض لانتهاكات وتقييدات تمس الحريات والحقوق المكتسبة؛ ومجابهة الإجراءات التعسفية؛ ومنع أي اضطهاد يمس حرية التعبير عن الرأي؛ وكشف الحقائق، وكل ما يتصل بممارسة المهنة.
يقول نائب النقيب الإعلامي ناصر أبو بكر أن النقابة حققت خلال السنوات الخمس الماضية تطوراً كبيراً في عملها وانجازاتها والتفافاً واسعاً حولها، مشيراً إلى أن النقابة نجحت في صياغة قانون للنقابة، وهيكلية متينة لها، وإعداد قائمة بالعضوية تستند إلى الشفافية والمهنية. ويضيف:" رغم التحديات والعقبات التي واجهت النقابة، ولا تزال، إلا أنها حققت انجازات يُعتد بها سواءً على مستوى الخدمات والحريات والنشاطات، فضلاً عن انجازاتها المتميزة والنوعية على المستوى العربي والعالمي من خلال العضوية والفاعلية في الكثير من الاتحادات والمؤسسات الإعلامية.
جسم لم يكتمل!
من جانبه أكد رئيس لجنة الخدمات في النقابة سند ساحلية أن أهم ما قامت به النقابة خلال السنوات الماضية أنها أصبحت جسماً نقابياً حقيقياً يشمل كافة أطياف العمل الصحفي، فضلاً عن تعبير النقابة عن آمال وهموم أعضائها وقضاياهم وحقوقهم في كثير من المجالات سيما الخدماتية والحقوقية وحرية الرأي والتعبير، إضافة إلى ما أنجزته من وضع للنظام الداخلي وتنظيم أمر العضوية، علاوة على ترتيب وتنظيم الهيكلية الداخلية.
وبين أن من أهم انجازات النقابة وضع مشروع قانون نقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي تم مناقشته في الأمانة العامة، ومن ثم سُيقدم للرئيس للمصادقة عليه نظراً لتعطيل عمل المجلس التشريعي. وفي مقابل ذكر تطرق ساحلية إلى ما يعترض النقابة من عقبات أو ما يعتريها من قصور، حيث أشار إلى أن النقابة لم تحقق المطلوب لأسباب في مجملها موضوعية، خاصة المرتبطة بهيكلية النقابة والتي بحاجة إلى تطوير إداري وهو ما يغيب بسبب غياب التمويل.
وأعرب ساحليه عن امتعاضه بسبب عدم اهتمام أو تعاطي كثير من المؤسسات الرسمية والمجتمعية لمطالب وحقوق الصحفيين، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة ضمان حقوقهم وتقديم الخدمات لهم وحماية حرياتهم.
عضو الأمانة العامة للنقابة موسى الشاعر أكد أن مفهوم وفلسفة النقابة تطورت بشكل ملحوظ ونوعي خلال السنوات الماضية بعد أن غابت عن الفعل والتأثير لأكثر من عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن النقابة أعادت الاعتبار لهذا المفهوم وتلك الفلسفة التي تم صياغتها مع توفير الاحتياجات والحريات للصحفيين ولو نسبيا .
سعي وضعف!
وذكر الشاعر أن النقابة تسعى إلى تطوير وتوسيع وتعزيز واقعها وفعالياتها والبحث عن مصادر تمكنها من الارتقاء والتفاني في خدمة أعضائها، إلى جانب العمل على تحقيق أوسع التفاف حولها من قبل المجموع الكلي للصحفيين، علاوة على احترام واستقلالية وسيادة النقابة في مجال عملها. وبخصوص الانتخابات القادمة بين الشاعر أن المطلوب مشاركة أوسع من الصحفيين لتكون نقابة مهنية وطنية، فضلاً عن توسيع مجال عملها لتشمل خدمات أوسع من الحالية، منوهاً في الإطار ذاته إلى أنه لا يزال يوجد تقصير في التطلعات والأهداف المرجوة، متمنياً أن تتقلص العقبات وتتزايد الخدمات ونسبة تحقيق الأهداف مستقبلاً.
يقول د. محمود خلوف أستاذ الإعلام في الجامعة الأميركية بجنين:" أنه بالنظر إلى تجارب نقابات الصحافيين في العالم، نجد لها إسهامات ملموسة على صعيد راتب التقاعد، والتأمين الصحي بمميزات تشجيعية عالية، وكذلك مشاريع الإسكان، وعلى صعيد التأمينات (السيارات والممتلكات، والمؤسسات الصحافية...الخ) وهذه الأمور ما زالت النقابة بعيدة عنها". ويضيف:" بنظرة تقييمية ألمس وجود ضعف لافت في الدور الرقابي الذي تمارسه النقابة على صعيد مراقبة الحريات والدفاع عنها.
ونوه د. خلوف إلى أهمية أن تجد النقابة آلية للحفاظ على الاستقلال المالي لأن المال السياسي يستخدم لشراء الذمم، ومن المهم التعمق بالتجربة المصرية، حتى عندما كان نقيب الصحافيين من الحزب الحاكم كان يحقق الكثير؛ والسبب أنه كان قويا ومقاتلا عن حقوق الصحافيين، ولأنه كان ينظر إلى أن مصدر قوته الأساس زملائه وأعضاء النقابة. وختم د. خلوف قائلا:" انتخابات النقابة يجب أن تكون على أساس مهني نقابي، وليس الحشد والتحشيد الحزبي، لأن المأمول هو وصول كفاءات لقيادة النقابة، لا وصول منظرين سياسيين".
الحماية والحرية أولاً!
الإعلامية مجدولين حسونة تؤكد" نحن كصحافيين فلسطينيين، وبما أننا نعيش في ظل الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل انقسام فلسطيني، نريد أولا "الحماية" بحيث تكون النقابة خط الدفاع الأول عنا بحال حصل أي انتهاك بحقنا". وتقول:" على أرض الواقع النقابة انتقائية في حماية الصحافيين، وهذا الكلام بشهادة عدة صحافيين تعرضوا لاعتقال من قبل جهات فلسطينية أو انتهاكات أخرى، وتابعت قضيتهم بنفسي، فهي ضعيفة في المتابعة، وإن تابعت تكون متابعتها حسب انتماء الصحافي. وتصدق رواية الأجهزة الأمنية على رواية الصحافي نفسه، وهنا نرجو من النقابة أن تقوم بدورها على أتم وجه دون انتقائية. ويكون لها دور فعال في الضغط على السلطات من خلال تنظيم اعتصامات للضغط من أجل الإفراج عن الصحافيين المعتقلين في الضفة وغزة .كما ويجب أن تهتم بملف الصحافيين المعتقلين عند الاحتلال، وتدويل قضيتهم".
وأضافت:" نريد أن يكون للنقابة دور أكثر فعالية وحضورا في المجتمع الفلسطيني، فالنقابة لا تقوم بأي نشاط لمصلحة الصحافيين، سواء عقد دورات لتطوير قدراتهم، أو عقد مؤتمرات داخل الوطن ودعوة صحافيين من خارج فلسطين إليها، وبالتالي لا تعمل على بناء الصحافي بشكل جيد".
الإعلامي سامر خويرة يقول: " منذ إعادة تشكيل مجلس النقابة الحالي حتى اليوم تتراجع الآمال من أي دورٍ ملموس لنقابة الصحفيين على مختلف الصعد . فبالكاد نلمس أثرها في حياتنا المهنية، وقلما يتم دعوتي إلى المشاركة في نشاط للنقابة أو دورة تدريبية أو غيره .بكل وضوح أريد نقابة تمثل الكل الصحفي، نقابة المعيار الوحيد فيها هو المهنية والأداء وليس الانتماء السياسي أو الحزبي، نقابة تحمي أعضائها وتسعى لتوفير حياة عملية ومهنية مريحة بعيدة عن المنغصات، تدافع عن حقوق أبنائها النقابية".
وأضاف:" على صعيد الحريات، لا بد من الوقوف بصرامة تجاه كل اعتداء يلحق بأي زميل بغض النظر عن أي توجهات، وعدم الكيل بمكيالين. نريد نقابة تسعى وتُصر على تطبيق كافة القوانين التي تعزز حق الحصول على المعلومة وتحمي الصحفي وتوفر له الأسس السليمة ليؤدي دوره بكل أمانة وإخلاص، ويكون معول بناء لا معول هدم . والأهم أن لا يحوز شرف الانتماء لنقابة الصحفيين إلا من يستحق، وأن يكون الحصول على البطاقة تكليف لكل منا وليس تشريف".
تطلعات لن تنتهي!
الصحافية همسه التايه تؤكد أن نقابة الصحافيين لا تزال وليدة بعطائها، وبعلاقتها مع الصحافيين رغم محاولتها تحقيق شيئا من ذلك، منوهة إلى أن النقابة لم ترتق إلى مطالب وطموحات وتطلعات الصحافيين الذين يأملون من جسمهم النقابي الكثير؛ خاصة في ظل تزايد الانتهاكات والاعتقالات بحق الصحافيين، وفي ظل تعثر المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية. وترى التايه أنه يتوجب على النقابة القيام بجملة خطوات، آولها: ضمان حماية الصحافيين أثناء تأديتهم لوظيفتهم وواجبهم المهني وحمايتهم من التعرض للاعتقال والاعتداءات، ومن ثم متابعة أمرهم قانونياً وفضح المعتدين. أما ثانيها فتتمثل في وضع برامج وخطط لإشراك الخريجين والعاطلين عن العمل ودمجهم في المؤسسات الإعلامية وتعزيز دورهم وتمكينهم مهنيا وتوفير فرص عمل لهم خاصة في ظل الظروف القاسية. وثالثاً: توفير تأمين صحي للصحافيين، بينما رابعها: عقد ندوات وورش عمل في كافة المحافظات وبشكل دوري وعدم تهميش أي محافظة بالإضافة إلى ضرورة عقد دورات تنشيطية وتدريبية للصحافيين سواء في الوطن أو خارج الوطن وعدم اقتصارها على فئة معينة، وعقد لقاءات في سياق تعريف الصحافيين بالقوانين الناظمة لمهنتهم وعملهم الصحافي وتعريفهم بجسم النقابة.
أما خامس هذه المطالب فتكمن في عقد توأمات مع نقابات صحافية في بلدان أخرى بهدف التواصل مع صحافيين بالخارج والاستفادة من تجاربهم، علاوة على خلق مبادرات ومسابقات صحافية من أجل تعزيز التفاعل والمشاركة بين مختلف الصحافيين. وتطالب التايه بضرورة عقد النقابة مؤتمرات لتسليط الضوء على قضايانا الوطنية بشكل دقيق ونقدي، فضلا عن إيجاد مكان لصالون إعلامي مركزي للنقابة بالإضافة إلى وجود أفرع له بالمحافظات وذلك لضمان التواصل الدائم مع النقابة.
وفي السياق ذاته يقول الصحافي جورج قنواتي:" اعتقد أن ما يحتاجه الصحفيون هو ببساطة ظهر يستندون عليه في جميع النواحي التي تناضل بها الصحافة، فمن الجانب القانوني، يجب أن يكون هناك دائرة للشؤون القانونية تتكفل بالدفاع عن جميع الصحفيين في القضايا المرفوعة ضدهم، لا سيما في التهم ذات الخلفية الصحافية. أم من ناحية الخدمات، فليس من الخطأ أن تكون هناك دائرة تختص بالخدمات العامة، التي تسهل على الصحافيين إصدار الأوراق الرسمية بكافة أشكالها". ويضيف:"المطلوب وجود جسم نقابي حر وقوي يعطي الصحفي هامشـاً أكبر للإبداع والبحث والكشف عن خبايا ومفسدات المجتمع".
الصحفي قتيبة حمدان يطالب نقابة الصحفيين بالعمل على حفظ حرية الصحافي والوقوف إلى جانبه وتحقيق جسم صحفي قوي لا يقسم على أساس حزبي ليتمكن الصحافي من القيام بواجبه بالشكل المطلوب. ويذكر أن النقابة مقصرة في متابعة قضايا الاعتقال التي يتعرض لها بعض الصحفيين، مشدداً في الإطار ذاته على أهمية مهنية النقابة وابتعادها عن التسييس والحزبية الضيقة.
طلبة ومطالب!
طالبة الإعلام في جامعة بيرزيت سجى ريماوي تقول:" كوني طالبة إعلام لم أر للنقابة أي واجب تقوم به تجاهنا سواء من حيث الحماية أو المتابعة أو حتى توفير بنية قوية إعلامية تساعدنا وقت التخرج والانخراط في الميدان، وبالتالي فهي ضعيفة بما تقدمه لشريحة الطلاب في مختلف الجامعات. وتضيف:"علي النقابة أن تعزز دورها من ناحية دورات، نشاطات توعية، متابعات مستمرة، وتوفير بيئة مناسبة وحماية للإعلاميين كما وعليها أنتُصدر بطاقات لكل طالب متخصص في الإعلام".
أما طالبة الإعلام في الجامعة العربية الأميركية بجنين مجد حثناوي فتطالب بالدفاع الفعلي عن حقوق الصحفي، وحريته المنتهكة من السلطة الإسرائيلية، ومن السلطات الحاكمة، وسلطة رأس المال، وتنظيم العمل الصحفي للمؤسسات الصحفية ومراقبته الجيدة لها، ورصد دقته وموضوعيته في طرح الأخبار والتقارير والتحقيقات، وتشكيل لجان لرفع شكاوى الصحفيين إلى المؤسسات والمحاكم العليا، والإشراف على القضايا والشكاوى التي يرفعها الصحفيون عند أي عملية انتهاك.
خلاصة القول: من يعمل يُخطئ، وقد تخطئ النقابة أو تقصر لأسباب موضوعية، وهذا ليس مبرراً للطعن الكلي فيها . المطلوب نقدها بشكل مهني ودقيق بعيداً عن شخصنة القضايا أو تعميم الصغائر . علينا أن نترك الآخرين يعملوا وفق نظام داخلي متفق عليه بدلاً من الذم والتشكيك. علينا إتباع شعار: كيف تنتقد الآخر فيحترمك". علينا جميعاً أن نرتقي بأعظم المهن وأجلها، تلك المهنة التي أمامها تحديات جسام، وفي مقدمتها مواجهة الاحتلال بكل ما لديه من آليات إعلامية ضخمة، تزيف الحقيقة، وتُعلي من شأن المصطنع. المطلوب نقابة مهنية وطنية، لا نقابة سياسية ذات توجهات تُهمش أو تُقصي من لا يندرج في إطارها. نتمنى أن تكون انتخابات النقابة القادمة مستندة إلى جمهور صحفي أوسع، وخدمات أكثر اتساعاً وجودة، وفاعلية أكثر عمقاً في مجالات الحريات والخدمات والنشاطات.