متابعة الحدث
طالبت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم الخميس، المفوض العام للأونروا والأمين العام للأمم المتحدة بتغيير مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي ونائبه ديفيد ديبول بشكل فوري.
وقالت اللجنة في بيان لها وصلت "الحدث" نسخة عنه: أصبح شمالي شخصية غير مسموح لها بالتواجد في قطاع غزة وذلك في ضوء مواقفه وممارساته المعادية لشعبنا والمنحازة للاحتلال.
وأكدت لجنة المتابعة أنها ستواصل الضغط بكل الأشكال من أجل إنهاء مهام هذا المدير غير المسؤول والفاشل في إدارة مهامه بل والمنحاز لصالح دعاية الاحتلال واستبداله بمدير جديد يؤدي مهامه بحرفية ومسؤولية عالية على أكمل وجه، خدمة لقضايا اللاجئين، وفضح ممارسات الاحتلال بحق المدنيين من أبناء شعبنا.
واعتبرت اللجنة أن هناك إجماعا وطنيا وشعبيا عاما على ضرورة أن يغادر ماتياس شمالي مهامه فوراً هو ونائبه ديفيد ديبول وأن تُصوّب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" من أدائها ومهامها وبرامجها لتُعبّر فعلاً عن صوت اللاجئ الفلسطيني، وعن مظلومية الشعب الفلسطيني.
وأكدت اللجنة، أن الفلسطينيين لا يمكن أن يسمحوا لهذه الأبواق المشبوهة التي تُشّرعن جرائم ومجازر الاحتلال بحق المدنيين والأطفال، أن تتبوأ مناصب حساسة ومهمة في هذه المؤسسة الأممية التي جاء تأسيسها بناءً على قرار دولي من أجل تشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشكيل سياج حماية لهم من أي عدوان بحقهم.
وشددت لجنة المتابعة على الضرورة الملحة والواجبة على الأونروا ومؤسسات الأمم المتحدة للتدخل العاجل من أجل توفير كل المتطلبات الإغاثية والخدماتية والصحية لآلاف المتضررين الذين شُردوا من منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير ولجأوا إلى مدارس الأونروا أو إلى منازل أخرى، "ولكنها بسبب مواقفها المنحازة والمشبوهة لم تستجيب لنداءات وآلام هؤلاء المتضررين".
وطالبت لجنة المتابعة الجهات الرسمية المسؤولة عن قطاع غزة بعدم السماح لماتياس شمالي بدخول قطاع غزة من جديد تنفيذا لقرار لجنة المتابعة وكل الفعاليات والمؤسسات الفلسطينية وأكدت على أهمية التزام كافة الجهات الدولية العاملة في قطاع غزة بالمعايير الوطنية والمهنية لتستطيع أن تمارس دورها الإنساني والإغاثي دون تقديم أثمان سياسية مهما كانت فشعبنا يطمح للحرية والتخلص من الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وأثارت تصريحات أدلى بها مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في قطاع غزة ماتياس شمالي غضبا فلسطينيا، إذ قال فيها إن "الجيش الإسرائيلي لم يقصف أهدافا مدنية في غزة مع وجود بعض الاستثناءات".
وأدلى شمالي بتصريحاته يوم السبت للقناة 12 الإسرائيلية، وقال فيها إن ضربات الجيش الإسرائيلي كانت حرفية وعلى دقة عالية، وإنه لم تكن هناك أهداف مدينة إلا بعض الاستثناءات، لكنه أشار إلى وجود "خسائر في أرواح المدنيين".
وخلال المقابلة، قلل شمالي من تأثير العدوان على إمدادات الغذاء والدواء طوال 11 يوما من القصف الإسرائيلي وبعدها، رغم إغلاق الاحتلال معبر البضائع الوحيد إلى غزة في منطقة كرم أبو سالم.
وعبّرت حركة حماس عن صدمتها من تصريحات شمالي، وقالت في وقت سابق: "صُدمنا من تصريحات ماتياس شمالي حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث نصّب نفسه محللا عسكريا أو ناطقا باسم جيش الاحتلال". وأضافت الحركة إن شمالي برر استهداف المدنيين ومنازلهم، وقلل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه.
من جهتها، دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى عزل شمالي من مهامه، "على ضوء ما كشفته تصريحاته من دور خطير وتجاوز لمهام عمله"، وطالبت إدارة الأونروا بالاعتذار و"إلزام مسؤوليها بمهام عملهم في حماية اللاجئين الفلسطينيين".
بدوره، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي إن "تصريحات شمالي تضليلية تجرّد فيها من الحيادية"، كما أنها "تتنافى مع مواقف المنظمات الأممية التي أدانت العدوان الإسرائيلي واعتبرت ما جرى في قطاع غزة بمستوى جرائم الحرب".
وأشار أبو هولي إلى اللقطات الحية التي شاهد فيها العالم تدمير مبان مدنية على رؤوس أصحابها، بينما "تدعي إدارة الأونروا الآن أنه تمت إصابة عدد قليل فقط من الأهداف المدنية، متجاهلا العدوان الإسرائيلي الذي خلّف 254 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن".
وأدانت شبكة المنظمات الأهلية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية تصريحات شمالي، وقال بيان لها الثلاثاء إن مسؤول الأونروا في غزة تجاهل الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين الفلسطينيين أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير.