الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو... انتصار ماسي / بقلم: سامي سرحان

2015-03-24 11:19:57 AM
 نتنياهو... انتصار ماسي / بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية
 
 
سجل بنيامين نتنياهو الذي يقود حزب الليكود الإسرائيلي اليميني فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي وبات من الواضح أن رئيس دولة إسرائيل سيكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة في ضوء المشاورات التي أجراها مع مختلف الكتل البرلمانية الإسرائيلية في اليومين الماضيين، وقد شهدت الانتخابات الأخيرة استقطاباً حاداً غير مسبوق بين المعسكر الصهويني بزعامة هيرتزوغ ومعسكر اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو وجاءت النتائج على غير كل التوقعات ومخيبة لآمال المعسكر الصهيوني الذي كان حتى اللحظة الأخيرة يتوقع الفوز على نتنياهو وتكليفه بتشكيل حكومة ائتلافية، وإذا كانت نتيجة الانتخابات مرضية لنتنياهو في عدد المقاعد التي فاز بها الليكود والأحزاب اليمينية المتطرفة التي تقلصت قاعدتها الانتخابية، فإن رئيس الدولة العبرية ريفلين يبدي عدم ارتياحه من توجه نتنياهو تشكيل حكومة ائتلافية مع اليمين المتطرف في ضوء الضغوط الدولية على إسرائيل خاصة الأمريكية والأوروبية التي تلزم نتنياهو بتشكيل حكومة واسعة قدر الإمكان.
 
الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان أكثر وضوحاً وصراحة في موقفه من نتنياهو والتصريحات التي أدلى بها في حملته الانتخابية وساهمت إلى حد كبير في فوز نتنياهو بالنتيجة غير المتوقعه، فانتقد بشدة تحذير نتنياهو من إقبال المواطنين العرب على صناديق الاقتراع واصفا التصريح بأنه يتناقد مع القيم الديمقراطية، ويشير إلى تآكل القيم الديمقراطية اليهودية في إسرائيل وتوقف الرئيس أوباما عند تصريح نتنياهو الذي يرفض منه حل الدولتين، وقال: "أنا أؤمن بأن نتنياهو ليس معنياً بقيام دولة فلسطينية" وربط الرئيس الأمريكي بين الأحداث التي تجري في المنطقة وعدم التقدم في حل القضية الفلسطينية مبيناً أن واشنطن ستقيم جميع الإمكانات في الشرق الأوسط لكي لا تحدث فوضى في المنطقة.
 
وزاد أوباما على ذلك أن واشنطن ستراجع مواقفها في الأمم المتحدة حيال القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما يعني عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن في وجه كل مشروع قرار تتقدم به فلسطين كما هو حاصل حتى الآن.
 
لقد تحدى نتنياهو الإدارة الأمريكية وتحديداً الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري بشكل فاضح على مدار ولايتي الرئيس أوباما، وعرّض العلاقة الأمريكية - الإسرائيلية لانتكاسة ظاهرة وملموسة بات يشعر بها رئيس الدولة الإسرائيلية وبعض رؤساء الكتل البرلمانية الإسرائيلية الذين يشترطون إصلاح العلاقة مع أوباما لمشاركتهم في الائتلاف الحكومي.
 
وإذا أضيفت اشتراطات الأحزاب والكتل البرلمانية الإسرائيلية إلى الضغوط الدولية فليس من السهل على نتنياهو تشكيل حكومة من اليمين المتطرف، وليس من السهل عليه إدارة علاقاته الدولية في السنوات الأربع المقبلة بيسر وسهولة. وسيضع إسرائيل في عزلة دولية خانقة.
 
وإلى أن يفيق نتنياهو من شهوة انتصاره وقبلات زوجته سارة تكون الولايات المتحدة والدول الأوروبية قد وقعت الاتفاق النووي مع إيران دون أن ينعكس عليه انتصار نتنياهو "الكاسح" في الانتخابات وبذلك يسجل أول هزيمة في عهد نتنياهو الجديد الذي تقول معظم التحليلات أنه سيقود حكومة يمينية ضعيفة سرعان ما تصطدم بالحائط، فالفوز الذي سجله نتنياهو اعتمد على الكذب والتحريض والتخويف ويستدعي حلف نتنياهو مواجهة فلسطينية شاملة، وتحركا باتجاه أوروبا والولايات المتحدة لدعم التوجه الفلسطيني للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، والاتفاقات والمواثيق الدولية، والاعتراف بدولة فلسطين في مواجهة رفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، وحل الدولتين الذي يجمع عليه المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة التي رعى رئيسها أوباما تنكر نتنياهو لحل الدولتين وللقيم الديمقراطية في إسرائيل.