الجمعة  01 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المفاوضات دون غطاء سياسي لا يمكن أن نقايض الوطن بالمال

فصائل وأعضاء من اللجنة التنفيذية:

2014-01-21 00:00:00
المفاوضات دون غطاء سياسي  لا يمكن أن نقايض الوطن بالمال
صورة ارشيفية

علينا إنهاء التفرد الأمريكي فوراً، والذهاب نحو جنيف فلسطيني

رام الله – خاص بالحدث

بسام الصالحي- الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني

س: ماذا يجري في المفاوضات الآن؟

ج: من الواضح أن وزير الخارجية الأميركي يريد أن يسوق صيغة ما، هو يقول أنها لم تتبلور نهائيا، لكن من الناحية الفعلية هناك ملامح أساسية لهذه الصيغة والقضايا الأولية للقضايا التي طرحها السيد كيري تشير إلى أن هذه الصيغة غير مقبولة، وهنالك العديد من التقارير التي سلم كيري موقف منها خصوصا في مسائل ما يتعلق بالقدس والحدود والأغوار ويهودية دولة إسرائيل واللاجئين وغيره، ونحن عارضنا استئناف هذه المفاوضات ولا نزال نعارضها لقناعتنا أن كل هذا المنهج التفاوضي عقيم وغير مجد، ويجب أن يكون هنالك تغيير للنهج الإجمالي ولإطار أو مضمون المفاوضات. لكن الملامح التي يطرحها كيري لا تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإنما لإعادة صياغة الاحتلال.

س: المواطن الفلسطيني يشعر مع كل التصريحات في الإعلام أن الجانب الأميركي يتحرك وكأنه لم يسمع شيئاً من الجانب الفلسطيني؟

ج: نحن نرفض كل فكرة خطة الإطار نحن نريد تركيز أية مفاوضات على أمرين إنهاء الاحتلال بشكل كامل عن أراضي دولة فلسطين كما اعترفت بها الأمم المتحدة، وحل قضية اللاجئين استنادا إلى قرار 194 بشكل صريح وواضح، ونحن نرى الآلية لذلك أن تتم برعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وصيغة على غرار جنيف التي اعتمدت للشأن الإيراني أو السوري. نحن نشارك المواطن الفلسطيني القلق بأن التحرك الأميركي هو تحرك منحاز أساسا ويريد أن يضع الجانب الفلسطيني أمام واحد من الخيارين إما الموافقة على اتفاق سيء - ونحن نرى أن ما يطرحه كيري اتفاق سيء ويجب عدم قبوله-، وفي حال الرفض، وهو الخيار الثاني، تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية إفشال المفاوضات، وبالتالي ممارسة ضغوط مختلفة على الفلسطينيين. وهذه اللعبة المكشوفة كانت وراء الأسباب من البداية نحن اعترضنا على العودة إلى المفاوضات دون ضمان الحدود كمرجعية ودون وقف الاستيطان كي لا نصل إلى هذا الوضع الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية أن تضغط علينا، ومع كل ذلك الخيار الأفضل رفض هذا الاتفاق ومجابهة أية تداعيات تترتب على ذلك.

س: هل تم عرض قضية تبادل الأراضي؟

ج: الصيغة التي يتحرك بموجبها الأميركيون في مسألة تبادل الأراضي تقوم على أساس المصطلح المعروف بحدود 67 مع تبادل متفق عليه للأراضي، ومن حيث المبدأ يطرحون هذه الصيغة ويسعون ليكون هناك تنفيذ لها، وفي رأيي الحديث عن تبادل أراضي من دون الموافقة المسبقة أن حدود 67 هي حدود دولة فلسطين يجعل الوقائع التي فرضتها إسرائيل على الأرض هي مرجعية الحدود، وهذا هو الخلل المنهجي برأيي في كل مسألة تبادل الأراضي ولكن الإدارة الأميركية تنطلق في موضوع الحدود من ربط مسألة الحدود بتبادل الأراضي.

والفهم الأميركي لمسألة تبادل الأراضي يقوم على أساس فهم مشابه للفهم الإسرائيلي، والذي يريد تثبيت الكتل الاستيطانية في منطقة التبادل، ومساحات إضافية للتبادل وفقا للمفاهيم الإسرائيلية سواء الأمنية أو الاستيطانية. وقد كانت هنالك في فترات مختلفة خلافات حول نسب التبادل، الجانب الفلسطيني كان يطرح أنه مستعد لتبادل لا يزيد عن  نسبة تتراوح ما بين 1.5 إلى 1.8، لكن الجانب الإسرائيلي كان يتحدث عن تبادل لا يقل عن %8-6، وبرأينا أن الصيغ التي يتحرك بها الجانب الأميركي تقترب من المفهوم الإسرائيلي وليس من المفهوم الفلسطيني لذلك قلنا من البداية أن تبادل الأراضي بهذه الكيفية ودون حسم أمر الحدود مسبقا، تعني أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان تكريس الوقائع التي نشأت على الأرض كأساس للتعامل مع حدود دولة فلسطين.

 

تيسير خالد - عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

س: هل هناك غطاء سياسي لعملية التفاوض الحالية من قبل اللجنة التنفيذية؟

ج: اللجنة التنفيذية فوجئت أصلا أن هناك من يبحث في اتفاق إطار مع الأميركيين والإسرائيليين، وعبرت عن هذا في الاجتماع الأخير للجنة، نحن لم نكلف الوفد المفاوض الدخول في مغامرة سياسية من هذا النوع، الوفد المفاوض ذهب إلى المفاوضات من دن غطاء من اللجنة التنفيذية، لقد ذهبوا إلى مفاوضات إطار من دون علم اللجنة التنفيذية، وهذه مغامرات سياسية غير محسوبة وطالبنا بوقفها فورا، وفي المؤتمر الصحفي في مقر المنظمة  الأسبوع الماضي أكدنا على هذا الموقف، نحن ضد اتفاق الإطار، عقدنا اتفاقات إطار مع الإسرائيليين أكثر من مرة، ماذا نسمي اتفاق المرحلة الانتقالية عام 1994 ماذا نسمي خطة خارطة الطريق عام 2003، تفاهمات أنابوليس، كلها اتفاقات إطار لكنها لم تدفع العملية السياسية خطوة واحدة باتجاه الحل، بل على العكس من ذلك استخدمتها إسرائيل لكسب المزيد من الوقت وفرض واقعها على الأرض.

س: هنالك تصريحات لك قلت فيها بأن الأمريكي يوجه تهديداً واضحاً وصريحاً للسلطة الفلسطينية، بأي اتجاه هذا التهديد؟

ج: نعم صحيح، باتجاهين، أولا إلزام الجانب الفلسطيني في مسائل مالية واقتصادية، من خلال التلويح بأن الدول المانحة قد لا تواصل تقديم مساعدات للجانب الفلسطيني إذا لم تواصل المفاوضات، وهذا ابتزازا لا يليق بدولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية، والاتجاه الثاني الاستيطان، ما قاله كيري للجانب الفلسطيني بأن الإدارة الأميركية قد لا تستطيع ممارسة الضغط على إسرائيل للحيلولة بينها وبين إنهاء الاستيطان في بعض المناطق، هذه السياسية غير أخلاقية، ومع ذلك تحاول الإدارة الأميركية ابتزاز الجانب الفلسطيني بتهديده بأنها قد لا تستطيع أن تمارس الضغط على الإسرائيليين بمنعها من وقف مشروع E1 الاستيطاني ما يعني أن مشروع الدولة الفلسطينية قد انتهى.

س: هل طلب كيري من بعض القيادات الفلسطينية عدم تناول المفاوضات في وسائل الإعلام؟

ج: نعم صحيح، طلب ذلك، هم ديموقراطيون وحريصون على حرية التعبير في مناطق معينة، وحريصون على ضبط حرية الرأي في مناطق أخرى. الأمريكيون يضيقون ذرعا بالملاحظات النقدية التي يوجهها المواطن الفلسطيني أو المعارض الفلسطيني لمواقفهم وسياساتهم، وهذا معروف هم لا يرون أن هنالك رأي عام في الجانب الفلسطيني.

 

قيس عبد الكريم- عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

س: ما رأيكم في ما يسمى اتفاق الإطار؟

ج: إن فكرة اتفاق الإطار من الأساس فكرة ملغومة وغير مقبولة لسبب بسيط، وهو أنها تستهدف وضع مرجعية جديدة للعملية التفاوضية، بديلا عن مرجعيات الشرعية الدولية، وهذه المرجعية الجديدة هي حل وسط ما بين الموقف الفلسطيني الذي هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وما بين الموقف الإسرائيلي الذي يرفض تماما هذه القرارات ويصر على مطالبه بشطب حق العودة والاستيطان وسيطرته على القدس الشرقية والأغوار والاعتراف بيهودية الدولة.

س: ما هو الطرح الأمريكي بخصوص موضوع القدس؟

ج: حول موضوع القدس، الصيغة الأميركية تسمح لإسرائيل بسيطرتها على القدس الكبرى وما يسمونه القدس الموحدة في إطار حدود بلدية الاحتلال في القدس، وبالتالي يمكن أن يكون هنالك حي أو بناية في إطار هذه الحدود التي تسمى عاصمة للفلسطينيين، هذه صيغة ملغومة ولا يمكن أن تكون مقبولة من الجانب الفلسطيني، ما هو مطلوب وفق الشرعية الدولية هو انسحاب الجانب الإسرائيلي من القدس الشرقية وأن تكون بحدودها التي كانت قائمة عام 67 عاصمة دولة فلسطين.

 

واصل أبو يوسف – الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية (عضو اللجنة التنفيذية)

س: أين وصلت المفاوضات؟

إن حكومة الاحتلال تحاول الخروج بصيغ لها علاقة بشطب حق العودة للاجئين، وإخراج القدس التي احتلت عام 67 من أي مفاوضات، ومحاولة تكثيف الاستعمار الاستيطاني، لذلك الجميع يدرك تماما أن المسار التفاوضي يدور في حلقة مفرغة في ظل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة وفي ظل الانحياز الأميركي السافر وتبني مطالب الاحتلال، التي لا تفتح أي أفق سياسي على صعيد إيجاد أمن واستقرار في المنطقة. 

س: التصريحات الأخيرة من بعض قيادات اللجنة التنفيذية التي تفيد بأن الطرف الأميركي يمارس ضغوطاً على الطرف الفلسطيني، ما هي هذه الضغوط وأين وصلت؟

ج. الضغوط تكمن في كل تلك النقاط والأفكار الإسرائيلية التي تحدثت عنها سابقا ويتبناها وزير الخارجية الأمريكي، الأمر الذي جعل من خطاب الرئيس أبو مازن في مؤتمر القدس واضحا تماما برفض الاعتراف بيهودية الدولة للتأكيد على حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني بأن الدولة الفسطينية يتعين أن تقام على كل الأراضي التي احتلت عام 1967، ولن تكون لها عاصمة سوى القدس، ولا وجود لجيش الاحتلال ومستوطنيه في أراضي الدولة الفلسطينية، وضمان حق اللاجئين على قاعدة إن لكل لاجئ حق شخصي، ولذلك أقول إن هذه الثوابت والمواقف الفلسطينية واضحة لإيصال هذه الرسالة لوزير الخارجية الامريكي.

س: حالة القلق والنقد التي توجه للقيادة الفلسطينية، كيف تقيمها؟

ج: أعتقد أن حالة القلق من الفلسطينيين جميعا جاءت لأنهم يدركون أن القضية الفلسطينية تمر بفترة دقيقة وحرجة، وعليه فالشارع قلق لأن الحرص على القضية الفلسطينية هو الأساس لكل جمهور شعبنا، وعليه فالحرص من قبل شعبنا على تصليب الموقف الفلسطيني أمر مهم جدا، ولذا طرحت اللجنة التنفيذية في اجتماعها الأخير ضرورة إيجاد السبل الكفيلة للرد على الممارسات الاحتلالية حتى لا تستغل الفترة الزمنية الممنوحة للمسار التفاوضي بفرض المخطط الاستيطاني على الأرض والتهويد والحصار، فمن حق شعبنا الذهاب للمؤسسات الدولية، خاصة وأن الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية، لابد أن يتبعه مجموعة من القرارات المتعلقة بالتوقيع على المعاهدات الدولية، لذلك أعتقد أن الأمر المهم الآن هو الخروج بصيغ كفيلة بتحقيق توازن على صعيد القضية الفلسطينية من خلال الأمم المتحدة لتكون لها أساس فيما يتعلق بدعوة لمؤتمر دولي تحضره الدول الكبرى، كما جرى بالملف النووي الإيراني، والملف السوري الخاص بالأسلحة الكيماوية. لابد من وجود جنيف فلسطين، خاصة في ظل انحياز الإدارة الأميركية للاحتلال.

 

عبد الرحيم ملوح – عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير

س: المفاوضات أصبحت مبهمة، والمواطن يسأل ماذا يجري الآن؟

ج: أولا المفاوضات ليست مبهمة لأنه هناك كل القوى تقول الآن أن لا للمفاوضات لأنها تعتقد أن الموقف الأميركي والإسرائيلي متلازمان بمعزل عن حديث وزير الأمن الإسرائيلي يعالون، وإذا ناقشنا قضية يهودية الدولة، وقضية الحدود والجدار وأي قضية أخرى، سنجد أن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي لا يريد أصلا مفاوضات أو اتفاق، لا تريد إسرائيل لأن هذه اللحظة السياسية ملائمة لها، العرب مشغولون بمشاكلهم الداخلية، والفلسطينيون منقسمون، وبالتالي هذه هي لحظة إسرائيل التاريخية المناسبة، ولهذا السبب نقول من الضروري جدا مواجهة الاحتلال أولا، وثانيا أن تبدأ قضية تنفيذ الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

س: يقال إن الأمريكي يمارس ضغطاً هائلاً على السلطة للقبول بخطة الإطار، ما هو الموقف الفلسطيني؟

ج: الموقف الأميركي منذ عام 1947 أي منذ أكثر من 60 عاما وهو منحاز للموقف الإسرائيلي، لذلك علينا إنهاء هذا التفرد الأميركي مباشرة، وفي النهاية مطلوب توقيعنا وموافقتنا، فمنذ 2013/11/5 لا توجد مفاوضات كما يشير د. صائب عريقات ومحمد شتية، والمفاوضات تجري فقط بين الرئيس ونتيناهو وكيري، وعلينا أن نوقف هذا الموضوع.

س: وماذا يمنعنا من وقف استمرار المفاوضات؟

ج: أن البعض يرى أن الاستمرار بالوعود الفلسطينية للأميركان هو ما يعطلنا،  وبالجوهر هنالك رهان على الأميركان.

س: ما ردكم على الطرح الأميركي بأن الفلسطينيين يريدون عاصمة في القدس وليس أن تصبح القدس عاصمة دولتهم؟

ج: هنا القدس ممكن أن تصبح أبو ديس أو العيزرية، ولذلك نقول إن القدس هي أرض فلسطينية ولا يمكن أن نقايض أرضا فلسطينية بأرض فلسطينية، إسرائيل تريد منا إعطاءها أرض فلسطينية ونأخذ منها أرضا فلسطينية، فيما هذه الأرض فلسطينية وتلك أيضا فلسطينية، وليست للقيادة الحالية وليست للأفراد أو الرموز الحاليين، هذه أرض للشعب الفلسطيني.

س: هل صحيح أن كيري يطرح قضية تبادل أراضي فيما يخص المستوطنات؟

ج: كيري يطرح تبادل الأراضي ويطرح موضوع الأغوار، وللأسف يتحدث بلغة ملتبسة لنا، ولا نعرف بماذا يتحدث مع الإسرائيليين وبماذا يتحدث مع السعوديين ومع الأردنيين، نحن نقول إن كيري منحاز. 

س: البعض من اللجنة التنفيذية يقول إن من ذهب من الفريق التفاوضي للحديث عن خطة الإطار ذهب دون إطار سياسي، ما دقة هذا الكلام؟

ج: أولا نحن نرفض الإطار، ولا يوجد بالطرف الفلسطيني أي شخص تحدث عن الإطار أو باتجاه الإطار أو الموافقة عليه، قبل يومين كان هناك اجتماع للجنة التنفيذية، ونوقشت قصة الإطار، وكانت كل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح لديها قرار واضح، بأنه يجب الذهاب إلى مؤسسات الأمم المتحدة وعدم الانتظار لنهاية شهر 4ـ 

س: ماذا عن التهديدات الأميركية في حال الذهاب إلى الأمم المتحدة؟

ج: بتقديري لا يمكن أن نقايض الوطن بالمال، المقايضة هنا قسمة غيرة عادلة، هنالك حق للشعب الفلسطيني عليه أن ينال هذا الحق.

س: حالة القلق الشعبي التي تصل إلى حالة الغضب كيف تقيمها؟

ج: أرى هذا القلق الشعبي يوجه نحو السلطة وقيادتها والمنظمة وقيادتها، وأنا أرى أن هذا الموضوع غير سليم، فتوجيه القلق وتوجيه الغضب نحو السلطة غير سليم، يجب أن يوجه نحو الاحتلال لأن مواجهتنا كفلسطينيين مع الاحتلال