الحدث-محمد مصطفى
شهدت الأيام القليلة الماضية حراكاً شعبياً وفصائلياً، احتجاجاً على استمرار وتفاقم أزمة الكهرباء، التي بدأت تمس قطاعات حيوية وهامة، وتهدد بحدوث كوارث بيئية.
وتركز الحراك الذي اشتمل على تظاهرات عفوية وأخرى منظمة، ولم يخل من مصادمات، في مناطق جنوب قطاع غزة، لاسيما مدينتي رفح وخان يونس، اللتين تزيد ساعات القطع فيهما على 18 ساعة يومياً.
أزمة وسوء إدارة
ويقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب نافذ غنيم، ، أحد المشاركين في مسيرة احتجاجية كبيرة برفح، إن الأزمة في مدينة رفح وعموم قطاع غزة، نجمت بشكل أساسي عن سوء إدارة من قبل شركة التوزيع، التي تتلاعب في كميات الكهرباء، ولا يتساوي توزيعها على كافة المناطق.
وأكد غنيم في حوار مع "الحدث"، أن الشركة باشرت بترحيل معظم خطوط الطاقة المخصصة لمدينة رفح على سبيل المثال، رغم أنه ووفق اتفاقية سابقة مع السلطة، فإن الكهرباء المصرية مخصصة لرفح فقط، وهذا نجم عنه أزمة غير مسبوقة، فلا الكهرباء التي خرجت من المحافظة حلت أو خففت أزمة المناطق الأخرى، بينما أضحت المدينة الحدودية تعاني أكثر من غيرها.
وأوضح غنيم أن القوى الوطنية والإسلامية، باشرت بالدعوة لفعالية احتجاجية، في رفح، ستكون باكورة لفعاليات مستقبلية، في حال استمرت الأزمة، ولم تعمل الشركة على حلها، أو على الأقل تخفيفها.
وقال غنيم " لقد ضاق المواطنين درعاً بالمبررات التي تسوقها شركة الكهرباء، وكذلك بما يتحدثون به المتنفذون في قطاع غزة، وأيضا بما تسوقه السلطة من مبررات، فكل الذي يعرفه المواطن، بأن هناك جهات مسئولة ملزمة بتوفير حاجاته الأساسية، بغض النظر عن كل اللغط والتبريرات القائمة.
وبين غنيم أنه لا يمكن تناسي سبب المشكلة الأساسي، وهو سياسي بامتياز، ويعود للوضع الداخلي الفلسطيني، وما يشهده من حالة انقسام ومناكفات، إضافة إلى السياسة الإسرائيلية العدوانية، التي تستهدف تطويع الإرادة الشعبية، من خلال الضغط على القضايا المعيشية، للوصول بالحالة العامة للقبول بأية حلول سياسية، في سبيل إحداث انفراجة في الأمور الحياتية لأهالي قطاع غزة.
أزمة مفتلعة
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بمدينة رفح، القذافي القططي، فأكد أن الشارع في مدينة رفح بات يشعر بأن جزء من الأزمة مفتعل، بعد تعمد الشركة ترحيل خطوط الطاقة خارج المدينة بحجة عدالة التوزيع.
وأكد أن المواطنين في مدينة رفح باتوا يعانون الأمرين، خاصة وأن الجميع يدرك جيداً بأن الشركة تسيء إدارة الأزمة، وأن هذا الأمر بات يخنق المواطنين، اللذين خرجوا للمشاركة في أكثر من فعالية تحذيرية ضد سياسة الشركة.
وحذر القططي في حوار مع "الحدث"، من استمرار الأزمة على هذا النحو، لما لها من آثار كارثية على مجمل حياة المواطنين، مطالباً الشركة بوقف ترحيل خطوط الكهرباء المصرية، وبعدالة التوزيع.
وشارك العشرات في تظاهرة عفوية في منطقة خزاعة بمدينة خان يونس مؤخراً، تصدت لها الشرطة، وق نجم عن ذلك وقوع عدد من الإصابات، كما رشق فتية وعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة مقر شركة توزيع الكهرباء برفح بالحجارة.
وقال المواطن أحمد عامر، أحد المشاركين في مسيرة برفح جنوب قطاع غزة، إن الأمور وصلت لدرجة بات لا يمكن تحملها، وحالة الغضب والغليان داخل كل شخص أصبحت اكبر من أي وقت مضى، لذلك فلم يجد أمامه سوى التحرك للتعبير عن غضبه ضد سياسة الشركة، التي تستضعف مدن الجنوب، وترحل حصتها من الكهرباء لمدينة غزة.
وأكد عامر أن الجميع يعرف أن الشركة تسيء إدارة الأزمة، وهي تتعمد جلب مدراء وطواقم فنية من خارج مدينة رفح، كي يسهل عليها ترحيل الكهرباء دون أن تجد من يعارضها، كما أن موظفيها يتعاملون بطريقة غير لائقة مع المواطنين، إما من خلال تعمد عدم الرد على هواتفهم، أو الحديث معهم بصلافة في حال ردوا عليها.
وتمنى عامر تنامي وتصاعد حالة الغضب الشعبي شد شركة توزيع الكهرباء وسياساتها، كي تحسن من أدائها، وتتوقف عن التلاعب بالخطوط وفق أهوائها.