الحدث- سوار عبد ربه
تعقد محكمة الاحتلال ظهر اليوم جلسة للنظر في تمديد اعتقال السيدة هالة أبو غربية التي رفعت العلم الفلسطيني في ساحة باب العامود خلال مسيرة "رقصة الأعلام".
وشهدت مدينة القدس أمس الثلاثاء، مظاهرات مقدسية رفضا لمسيرة الأعلام الاستيطانية، والتي تأتي احتفالا بذكرى "احتلال شرقي القدس"، إذ شهدت العاصمة مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان من جهة والمستوطنين من جهة ثانية، وأصيب واعتقل على أثرها العشرات.
ومن بين مجموعة من الأحداث البارزة ومحاولات التصدي التي جرت أمس، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعي فيديو من الأحداث، لسيدتين فلسطينيتين، بينهما هالة أبو غربية، ترفعان العلم الفلسطيني في محيط منطقة باب العامود، وتقابلان بالقمع والضرب، وسحب العلم، وإنزاله.
وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها المقدسيون رفع علمهم في ساحة باب العامود أو في مناطق تواجد جيش الاحتلال، في إشارة منهم للتحدي والصمود، ولإثبات الهوية الفلسطينية في المنطقة، رغم كل محاولات التهويد التي سعى الاحتلال جاهدا إليها على مدار عشرات السنوات.
وفي كل مرة تجري فيها محاولة لرفع العلم الفلسطيني في القدس، يقابل المقدسي بالضرب ومصادرة العلم، وقد تصل أحيانا كثيرة للاعتقال، ورغم درايته المسبقة بعواقب فعلته، يصر المقدسي دوما على إبراز العلم الفلسطيني، الذي أثبت أنه يخيفهم كما لو أنه سلاح يهدد أمنهم.
هذا الجيش الذي لا يمشي إلا بسلاح، وفي مجموعات لا تفترق في أحياء القدس، يحارب كل ما هو فلسطيني، حتى أنه في العام 2018، اقترحت عضو الكنيست عن حزب الليكود عنات باركو مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على من يرفع علم فلسطين تصل في أقصاها إلى السجن لمدة عام.
جاء هذا المقترح، بعدما امتلأت شوارع "تل أبيب" بالأعلام الفلسطينية في مظاهرة نظمتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وهي "أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينين في الداخل" احتجاجا على قانون القومية، ورفعت فيها الأعلام الفلسطينية.
ونص مشروع القانون على أن المواطنين الذي يرفعون خلال مظاهرة علم دولة عدو أو أية هيئات ليست صديقة ل"إسرائيل" ستتم محاكمتهم و"سيكونون معرضين للسجن لمدة عام".
ليس هذا فحسب، بل حرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في فترة حكمه على أن من يرفع الفلسطيني في مظاهرة، وكتب على حسابه في حينها أن "رفع العلم الفلسطيني في المظاهرة هو أفضل دليل على ضرورة تشريع قانون القومية".
وبرز العلم الفلسطيني بكثرة في الهبة المقدسية الأخيرة، لا سيما في حي الشيخ جراح المهددة عائلاته بالتهجير القسري، وكذلك في مظاهرات الداخل الفلسطيني المحتل الذي هب نصرة للقدس وغزة، حيث اعتلى بعض الشبان عمدان الكهرباء، وأزالوا العلم الإسرائيلي، واضعين مكانه علم البلاد الأصلي.
وفي إحدى مظاهرات الناصرة التي تواجدت فيها الناشطة المقدسية منى الكرد، قالت في كلمة ألقتها: "نحن في القدس والداخل ممنوعين من رفع العلم، ومنذ زمن لم أحمل علم فلسطين، لكم أن تتخيلوا كم أنا سعيدة"، وأخذت ترفرف فيه".