شخصيات وأحداث
في السابع عشر من حزيران عام 1930، ثلاثة مقاومين تجاوزوا الخوف وتسابقوا لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، ساروا مرددين يا ظلام السجن خيم، ليس بعد الليل إلا فجر بدر يتسامى.
اعتقل جيش الاحتلال البريطاني عام 1929، 26 رجلا لمشاركتهم في ثورة البراق الكبرى، خففت أحكام 23 منهم إلى السجن المؤبد، بينما أصر الاحتلال البريطاني على إعدام الأبطال الثلاثة، وهم: فؤاد حجازي، عطا الزير، ومحمد جمجوم.
وثورة البراق هي اسم أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، ويعتبر المسلمون حائط البراق وقفا إسلاميا وهم يحتفظون بصكوك بهذا المعنى تخولهم حق إدارة المكان، ويسميه اليهود "حائط المبكى"، ويعتبرونه أهم مصلى لهم في العالم، وسمح لهم فترة الحكم العثماني بإقامة طقوسهم قبالة الحائط، وجرى اتفاق غير مكتوب بين إدارة الوقف واليهود على أن لا يقيم اليهود أي بناء بالقرب من الحائط أو يضعوا أي شيء في باحته، الأمر الذي استمر عدة سنوات.
وشارك الشهداء الثلاثة في قيادة المظاهرات التي عمت فلسطين بعد قيام اليهود بتنظيم مسيرة كبيرة باتجاه حائط البراق وهم يرددون النشيد الصهيوني.
وخط فؤاد حجازي وصيته قبل يوم من إعدامه وقال: "إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً".
وكتبت بحق الشهداء الثلاثة قصائد عدة، بالإضافة إلى الأغنية الشهيرة التي جاء في مطلعها: "من سجن عكا طلعت جنازة .. محمد جمجوم وفؤاد حجازي..".