الحدث الصحي
يواجه أطفال الأمهات البدينات خطراً أكبر للإصابة بمرض الكبد الدهني في العشرينات من عمرهم، وفقاً لدراسة بريطانية قالت إن صانعي السياسات في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة الترويج للطعام والشراب ذي النوعية الرديئة.
ويعرف مرض الكبد الدهني بأنه التراكم المفرط للدهون في داخل خلايا الكبد كفقاعات دهنية. وثمة نوعان رئيسيان منه، أحدهما مرتبط بتناول الكحول، ويُسمى «مرض الكبد الدهني الكحولي». والنوع الآخر الأكثر انتشاراً لا علاقة له بتناول الكحول، ويُسمى «مرض الكبد الدهني غير الكحولي» Nonalcoholic Fatty Liver Disease.
وتعتبر السمنة من ضمن الأسباب المؤدية لمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وإذا تقدم هذا المرض، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد، في حين أن المستويات العالية من الدهون في الكبد مرتبطة أيضاً بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد نظر الباحثون القائمون على الدراسة الجديدة في فحوص الكبد الخاصة بـ2961 مشاركاً ولدوا في إنجلترا في تسعينات القرن الماضي، مع فحص البيانات الخاصة بصحة آبائهم وأمهاتهم ونظامهم الغذائي ومؤشر كتلة الجسم الخاص بهم.
وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل عمر الأم والتدخين أثناء الحمل والطبقة الاجتماعية، وجد الفريق أن أطفال الأمهات البدينات كنّ أكثر عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي عند بلوغهن سن الـ24، بمقدار الضعف مقارنة بأطفال الأمهات غير البدينات.
وأضافت الدراسة، أن ما يقرب من 20 في المائة من نسل الأمهات غير البدينات في إنجلترا لديهم ترسبات دهنية في الكبد.
ووجد الفريق أيضاً خطراً متزايداً مرتبطاً بالآباء البدناء، لكن هذه الزيادة كانت أقل من تلك الخاصة بالأمهات البدينات؛ مما يشير إلى أنه بينما قد تلعب البيئة الأسرية أو صحة الأب دوراً في إصابة الأطفال بالمرض، إلا أنه يبدو أن هناك تأثيراً خاصاً يحدث في الرحم.
وقال الدكتور كوشالا أبيسيكيرا، من جامعة بريستول البريطانية، والذي شارك في الدراسة «ما تقوله نتائجنا هو أن سمنة الأمهات قبل الحمل وأثنائه تحفز الأجنة على تطوير الكبد الدهني مع تقدمهم في العمر. نحن لا نلوم الأمهات على ذلك، لكننا نذكر واقعاً لا يمكن إنكاره».
وأضاف «لا يوجد حل سهل لهذا. لكن هناك إجراءات يمكن أن يتخذها صانعو السياسات، والذين هم في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لمعالجة الترويج للمأكولات والمشروبات غير الصحية».
يذكر أن مرض الكبد الدهني يطال بدرجات متفاوتة نحو ربع سكان العالم.
وقالت دراسة أميركية نشرت في عام 2018 في مجلة طب الكبد HEPATOLOGY، إن أعلى معدلات انتشار الإصابات بحالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي هي في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، وأقلها في أفريقيا.