الحدث الفلسطيني
وصف محمد دويكات، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ أن ما يدور في البلدة هي معركة يشكل فصلاً من فصول حرب الاستقلال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال ومشاريع الاستيطان والضم، لتقطيع أوصال الضفة الفلسطينية، وقطع الطريق عن مشروعنا الوطني في تقرير المصير والعودة والاستقلال والسيادة.
وأضاف دويكات أن معركة بيتا ذات موقع استراتيجي في حربنا ضد الاستيطان لأن استيلاء المستوطنين وقوات الاحتلال على جبل صبيح في البلدة، يمهد للتوسع داخل البلدة في سياق مشروع استيطاني متكامل للربط بين مستوطنات الون موريه وايتسار وايتمار وبركة، وشق طريق التفافي يقود إلى الفصل بين مناطق الضفة، والفصل بين بلدة هو معروف، مشرفة على الأغوار، ومنع تقسيم الضفة الفلسطينية وتقطيعها، وتحويلها إلى مربعات محاصرة بالكتل الاستيطانية والطرق الالتفافية ومواقع جيش الاحتلال.
وعن نجاح تجربة بيتا في مقاومة الاستيطان، قال دويكات، إن السبب الأول والرئيسي هو وحدة القوى الفلسطينية وإجماعها على أن المقاومة، هي السبيل للتصدي للاحتلال والاستيطان، وتحويل الوجود العسكري الإسرائيلي من احتلال بلا كلفة إلى احتلال يدفع الثمن يومياً في حرب نستنزف فيها طاقاته واستقراره وتبقيه في حالة تعبئة وتوتر دائمة فضلاً عن أن معركتنا في بيتا تقدم الرأي العام العالمي الصورة الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي باعتباره احتلالاً استعمارياً يحاول أن يتغطى بالخرافات الدينية للاستيلاء على أرض دولة فلسطين ومواصلة تهجير المزيد من أبنائها بعيداً عن أرضهم وأملاكهم وبيوتهم.
وأضاف دويكات أن العنصر الثاني في نجاح تجربة بيتا هو التحام الأهالي مع المقاومة، حيث تفد يومياً الى جناح الاعتصام التي أقمناها في بيتا الوفود العائلية تحمل علينا الدعم والاسناد المعنوي، والمادي، وتزورنا بالماء والطعام وتشد أزرنا، ما يزيدنا احراراً على مواصلة المعركة دون تردد، مدركين ان ظهرنا تحميه الاف بل عشرات الآلاف الفلسطينيين في محافظة نابلس البطلة.
وأشاد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بعبقرية المقاومة في بيتا، وقال نحن نطور دون أساليب مقاومتنا، من رشق المستوطنين وقوات الاحتلال بالحجارة عن بعد، إلى أعمال الارباك الليلي بإحراق المناطق المحيطة بالمستوطنين واشعال الدواليب المطاطية، وتشغيل مكبرات الصوت، نرسل خلالها تحذيراتنا إلى الدخلاء إلى الدخلاء الإسرائيليين، ورسائلنا مؤكدين لهم أن المعركة مفتوحة، حتى يحملوا عصاهم ويرحلوا من فوق أرض دولة فلسطين، وليس بيتا وحدها.
وأكد دويكات ان معركة بيتا هي معركة القدس، وكفر قدوم، وبلعين وكل تراب من أرضنا المحتلة، وارضنا كلها مقدسة، ولقد عمد شعبنا أرض بيتا بالدم وزادها قدسية فقد سقط على ارضها حتى الان، في مقاومة الاحتلال 6 شهداء، وأكثر من 300 جريح وأكثر من 50 منهم يسيرون على العكاكيز.
وختم دويكات مؤكداً أن ما تشهده بيتا يشكل النموذج الحقيقي والعملي لحرب التحرير الشعبية كما اجترحها شعبنا، عبر المقاومة الشعبية بكافة الاشكال المتاحة لدينا، وهذه هي الترجمة الحقيقية للدعوات لتشكيل فرق الدفاع عن الأرض الفلسطينية المحتلة أو المهددة بالاستيطان، مؤكداً في السياق نفسه قناعته أن تجربة بيتا، سوف تكون نموذجاً يحتذى في كافة المناطق الفلسطينية إلى أن تبزغ شمس الحرية، ونرفع راية الاستقلال فوق كل شبر من أرض دولتنا فلسطين.