الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الغضب على إغتيال نزار بنات تعبير عن حالة احتقان شعبي/ بقلم: نبهان خريشة

2021-06-25 01:56:09 PM
الغضب على إغتيال نزار بنات تعبير عن حالة احتقان شعبي/ بقلم: نبهان خريشة
نبهان خريشة

نزار بنات ليس زعيما لفصيل، او عضوا في مكتب سياسي في واحد منها، حتى أنه ليس عضوا في تنظيم او حزب، الا انه اختار ان يكون مستقلا ناقدا لمواقف سياسية واجتماعية واقتصادية، مستفيدا من مساحة التعبير عن الرأي الواسعه، التي اتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي،  بعد ان اغلقت وسائل الاعلام التقليدية (وحتى التي تدعي انها مستقله) الابواب امامه، وأمام اي منتقد للنظام السياسي الذي ولد مشوها ويزداد تشوها بمرور الوقت ..

كنت اتابع مقاطع الفيديو التي كان يبثها نزار بنات عبر  قناته على اليوتيوب، او على صفحته بالفيسبوك، وتكون انطباع لدي انها جارحة، وتتضمن جرعات زائدة من الحده، الا انها في النهاية وبالرغم مما اعتقدته، تناولت مواضيع تمس حياة الناس اليومية بشكل مباشر، ووجدت صدى في أوساط  الفلسطينين في الوطن وخارجه ..

ومن الطبيعي جدا ان تحظى فيديوهات نزار بنات بشعبية واسعه، فلا اعلام لا رسمي ولا مستقل يطرح القضايا التي تثيرها، ولا وجود لحياة ديمقراطية في فلسطين، فما هو موجود اعادة النظام السياسي القديم لإنتاج نفسه بذات الأدوات والشعارات القديمة، ولا مجلس تشريعي يراقب اداء السلطة التنفيذية، التي وضعت السلطة القضائية في جيبها، ما خلق نظاما سياسيا مشوها عاجزا ، وجعل من حلم التحرر من الاحتلال بعيدا عن التحقق، ويبتعد اكثر كلما طال عمر هذا النظام ..       

ان غضب الشارع الفلسطيني على اغتيال نزار بنات، ما هو الا تعبيرعن حالة احتقان شعبي نتيجة للكثير من من القضايا، منها مثلا الغاء الانتخابات العامه، وتكلس البنى السياسية الحالية، وانتشار الفساد بشكل غير مسبوق، وخلق طبقه من الوكلاء للاحتلال المستفيدين من استمراره ،وكانت قضية تبادل اللقاحات مع الاحتلال الشرارة التي اشعلت هذا الغضب، والتي كانت السبب في مقتل نزار بنات..

إن قيمة الافكار التي طرحها نزا ربنات، تعبر عن إيمان عميق بأنه ليس هناك من عذر للذي أدرك الفكرة ثم تخلى عنها ، لآنه لا يجوز له ان يخون نفسه، واذا فعل سيخون الآخرين، فكان الموت بالنسبة له محاوله لتقديم أجابات نافعه للحياه..      

يا ترى بماذا كان يفكر نزار بنات وهو يتعرض للعقب الحديدية ولهراوات مغتاليه؟ هل كان يفكر بالهراوة التي كانت تشق طريقها الى دماغه مباشرة؟ ام كان يدور لسانه بفمه ليعد الاسنان التي سقطت؟