الحدث- محمد مصطفى
أجمع الغزيون باختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم على أهمية الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد لله، والوفد المرافق له إلى قطاع غزة، وسط آمال كبيرة وحذرة، بأن تسهم تلك الزيارة في إيجاد حلول جذرية وسريعة لمشاكل القطاع المتفاقمة، وفي مقدمتها مشكلة موظفي حكومة غزة السابقة، وإعادة الإعمار، وأزمة الكهرباء الخانقة.
أنفاس محبوسة
وكان الموظفون من أكثر الفئات ابتهاجاً لتلك الزيارة، وجميعهم يأملون بأن تختلف عن سابقتها، وتأتي بحلول عملية لمشكلتهم، عبر دمجهم في السلطة، وتلقيهم رواتب منتظمة.
الموظف أيمن خليل، ويعمل في حقل التعليم، أكد أنه لا يريد الإفراط في التفاؤل خوفاً من الإحباط، لكن ما حدث خلال اليومين الماضيين، بدءاً بزيارة السفير السويسري، ومناقشته ما بات يعرف ب"الورقة السويسرية"، وصولاً لزيارة رئيس الوزراء، كلها تشير إلى وجود حراك حقيقي من أجل وضع حلول لمشاكل القطاع، وفي مقدمتها مشكلة الموظفين.
وأشار خليل لـ"الحدث"، أنه يأمل كغيره بأن تثمر تلك الزيارة عن نتائج حقيقية، تنهي معاناته وغيره من الموظفين، داعياً جميع الأطراف لبذلك كل جهد ممكن من أجل ذلك.
توقعات متزنة
أما الصحفية دعاء أبو جزر، إحدى المتابعات للزيارة، فأكدت أنها لا تريد رفع سقف التوقعات، فالحمد لله لا يحمل عصا سحرية، والمشاكل المتراكمة في غزة عبر سنوات طوال لا يمكن حلها في زيارة أو اثنتين، لكن يجب على رئيس الوزراء أن يشعر الناس في غزة بتحقيق شيء على الأرض، لتعود إليهم الثقة بالحكومة.
وطالبت أبو جزر بالبدء بحل أو تخفيف المشاكل الأكثر صعوبة، ومساساً بحياة الناس، وأهمها أزمة الكهرباء وتداعياتها، فلا يعقل أن تترك غزة تحت وقع هكذا أزمة، خاصة وأن ثمة حلول ولو مؤقتة يمكن تنفيذها من أجل تخفيفها.
وتمنت أبو جزر في حوار مع "الحدث"، أن تتابع اللجان التي اتفق على تشكلها العمل بسرعة، فالمشاكل المتراكمة لا تنتظر بيروقراطية وتعقيدات الإجراءات الحكومية، والجميع يحبس أنفاسه وصولاً لرؤية نتائج ملموسة لتلك الزيارة.
ودعت أبو جزر للكف عن التصريحات المحبطة، والاتهامات المسبقة التي تطلقها بعض الجهات، والتي قد تفشل أية مساعي، مشددة على ضرورة أن يتعاون الجميع، ويضعون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والمصالح الأخرى.
الإعمار أولوية
وبدا النازحون، ممن دمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من أكثر الفئات أملا بنتائج تلك الزيارة، خاصة بعد أن ربطت الكثير من الجهات المانحة بدء الإعمار بسيطرة السلطة على المعابر.
وقال المواطن احمد الشيخ عيد ، وفقد منزله في منطقة شرق رفح خلال العدوان، إن معاناته وأمثاله من المهجرين والنازحين باتت لا توصف، وجلهم يتعلقون بحبال من الأمل، ولا يوجد حبل أقوى من زيارة رئيس الوزراء.
وطالب الشيخ عيد رئيس الوزراء بجعل ملف إعادة الإعمار ضمن أهم الملفات، وأن يسعى والوفد المرافق له لإيجاد حلول سريعة وخلاقة، من أجل تخفيف معاناتهم.