الحدث الفلسطيني
طالب رئيس حركة حماس في خارج فلسطين، خالد مشعل، المملكة العربية السعودية بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حركة حماس.
وأكد مشعل خلال لقاء متلفز مساء الأحد أن حماس لا تهوى الحروب والدمار، وإنما تقوم بواجبها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي هو من "بدأ العدوان على شعبنا الفلسطيني في الحرب الأخيرة على غزة، عندما اعتدى على أهلنا في القدس، وتجاهل تحذيرات المقاومة وقائدها محمد الضيف".
وشدد على أن غزة أكدت في معركتها الأخيرة أن بوصلتها القدس، وأثبتت كذب مزاعم البعض في نية حماس إقامة دويلة تنفصل فيها عن فلسطين وقضيتها.
واعتبر أن نتائج معركة سيف القدس هي جزء من تراكم معاركنا مع الاحتلال، والتي لا تقاس بمعركة واحدة، وإنما بمراكمة الفعل والنتائج".
ودعا مشعل "الدول العربية وزعمائها للنظر بعين الافتخار إلى ما حققته المقاومة من انتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وكيف نجحت في إجباره على التراجع الاستراتيجي في مشروعه التوسعي".
وأضاف مشعل: "انظروا إلى حال إسرائيل اليوم، إنها تتلقى الضربات في تل أبيب بعد أن كانت تحتل دولًا عربية".
ونبه إلى أن الشارع العربي الإسلامي والإنساني انخرط كله في الميدان دفاعاً عن القدس وغزة، وقال: "هذا مؤشر على التفاف أحرار العالم خلف شعبنا في الدفاع عن حقه".
خطر التطبيع
وتطرق مشعل إلى "موجة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، مبينا أن كل الدول التي راهنت على مشروع ترمب خسرت الرهان، نتيجة عدم تقديرها الصحيح لصلابة الموقف الفلسطيني".
وأكد أن "الكيان الصهيوني دولة مارقة لن تعطي الدول العربية شيئًا، ولن تجد منها سوى العدوان والإضرار بمصالح أمتنا الحيوية".
وأضاف أن الكيان خطر على الأمة، ومن يعتقد أنها جزء من الحل وحليف لنا كأمة في أزماتنا الإقليمية فهو مخطئ، والحرب الأخيرة على غزة أثبتت أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمتنا".
ونوه إلى أن "محاولات البعض تكوين ثقافة عند شعوب أمتنا أن إسرائيل جزء من الحل ويمكن التعايش معها هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، لأننا نراهن على وعي شعوبنا".
ونبه مشعل إلى أن حل مشاكل بعض الدول العربية مع إيران وتركيا ليس بالذهاب إلى الحضن الإسرائيلي، وإنما بتقوية وحدة أمتنا".
واستدل على أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل خطرا على مصالح الأمة العربية والإسلامية.
وبين أن على الأمة أن تعي أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي عليها، بينما المقاومة ستبقى في قلب الأمة وحافظة لها.
علاقات حماس الخارجية
وشدد على أن قرار حماس يؤخذ "مراعاة لمصلحة شعبنا الفلسطيني"، مضيفا "حماس لم ولن تنتمي إلى محور بعينه في المنطقة والإقليم، وأنها حركة مقاومة نضالية نحتاج إلى دعم الجميع".
وتابع: "حماس انفتحت على جميع الدول منذ انطلاقتها، ومن يفتح لنا أبوابه نشكره ونتعاون معه".
وذكر أن إيران دعمت حماس بالسلاح والتقنيات اللازمة لعمل المقاومة، وواجبها شكرها على ذلك".
وأضح "شُكرنا لمن يدعمنا لا يعني أننا نتقاطع معه في سياساته الإقليمية أو الدولية، ودعم الدول لنا لا يؤثر على استقلال قرارنا".
وعبر عن استغرابه من دعوات تطالبهم بقطع العلاقة مع إيران، بينما دولهم تقيم علاقات سياسية معها، وقال: "حماس لن تتراجع عن أي علاقة تفيد شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "حماس لا تقبل أي اعتداء على دولنا العربية والإسلامية، ولا نتدخل في شؤون أحد، وكل ما تتمناه حماس هي وحدة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني".
ونبه إلى جولة رئيس الحركة إسماعيل هنية حول دول العالم، وأنه يُستقبل في العواصم المهمة بدون انحياز لطرف على حساب آخر، داعيا كل دول العالم لاستقبال قيادة الحركة.
وفي السياق ذاته، تمنى مشعل أن تخرج سوريا من أزمتها، وتعود إلى الاستقرار، وأن تحقق شعوب الأمة تطلعاتها، مؤكدا أن "قوة الأمة هي إحدى أهم مقدمات الانتصار على العدو".
صفقة تبادل الأسرى
وعن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، ذكر مشعل أن الاحتلال يتهرب من دفع استحقاق صفقة التبادل، والمقاومة مصرة على الإفراج عن الأسرى، وهي تعرف طريقها لتحقيق ذلك.