متابعة الحدث- سوار عبد ربه
اعتقلت الأجهزة الأمنية أمس الاثنين عددا من المعتصمين أمام شرطة البالوع في البيرة، واعتدت بالضرب والسحل على آخرين.
ووفقا لشهادة الناشطة ريتا عياش التي تواجدت في الاعتصام: "قامت الشرطة بقمعهم، ورش الفلفل وضرب واعتقال وسحل وشتم جزء من المعتصمات والمعتصمين من أمام مقر شرطة البالوع".
وعلقت على ذلك قائلة: "أفرغوا جعابكم، واضربوا أينما شئتم في أجسادنا، هنا باقون حتى نزيل الاستعمار ونزيل أدواته الصدئة والمهترئة".
وكان من أبرز معتقلي ليلة أمس الباحث التاريخي خالد عودة الله، والذي حظي بتفاعل واستنكار وإدانة واسعين لاعقاله إذ قالت الإعلامية نائلة خليل: "ستواجهون مشكلة أن السجن ممكن ألا يتسع هذه القامة الفلسطينية والعقل الجميل".
أما الناشط الاجتماعي عبد الكريم دوريش فعلق: "أيعلم هؤلاء أن أسوار القدس عرفَتك بميادين الأقصى والبوابات الإلكترونية وباب العامود والشيخ جرا، قبل أن يعرفك أهل القدس ورجالها، واصفا اياه بالقامة العليا" ومضيفا: "اعتقال المفكرين والمثقفين والعلماء لمجرد إبداء احتجاجهم وآرائهم تجاه قضايا وطنهم وأمتهم المركزية هي سياسة إفلاس وتكميم أفواه عقيمة ومجردة لا تغني ولا تسمن من جوع."
كما واعتقلت الأجهزة الأمنية عضوي الحراك الوطني الديمقراطي عمر عساف وأبنائه وتيسير الزبري شقيق الشهيد أبو علي مصطفى والمهندسة ناديا حبش، أثناء مشاركتهم في الاعتصام.
كان ذلك بعدما حضر عدد كبير من الكتاب والنشطاء إلى أمام شرطة البالوع للتضامن مع الكاتبة هند شريدة التي كانت تعتصم أمام المركز للمطالبة بإطلاق سراح زوجها أبي العابودي، الذي اعتقل أثناء مشاركته بوقفة منددة باغتيال نزار بنات.
وأفاد شهود عيان بأن أجهزة السلطة اعتقلت قائمة طويلة من المثقفين والأسرى المحررين والنشطاء عرف منهم: " أسماء عودة الله، هند شريدة، جنين مرعي، باسل مرعي، شذى عساف، أوس عساف، ميس ابو غوش، جمان العزة، يحيى أبو الرب، ديما أمين ، هيثم سياج، محمد حمايل، عقيل عواودة، هادي الطرشة، أحمد خروف، عمر العوري.
وكتبت الصحفية والأسيرة المحررة ميس أبو غوش والتي قضت سنة وأشهر في سجون الاحتلال فور خروجها من مركز شرطة البالوع: " عاهدت نفسي أن أنقل الصورة أينما كنت وتواجدت. كنت أردد دائما "عيب هدول ولاد بلدنا.. مجبورين على لقمة العيش، مضيفة: "ما حدث اليوم أشبه بساحة انتقام واستفراد من قبل "اخوتنا" في جهاز "الأمن، كنا مجموعة من الأهالي أمام مركز شرطة البالوع ونطالب بالإفراج عن المعتقليين السياسين، وكنا عُزل وننادي فقط بالحرية والإفراج".
وتابعت: "تم سحلي وشد شعري خلال الاعتقال، وإحدى الشرطيات طلبت من زملائها أن يساعدوها في الاعتداء عليّ".
وحول حملة الاعتقالات كتب المحاضر في جامعة بيرزيت وسيم أبو فاشة: "تخيلوا أن تعتقل جامعة، بطلابها وأساتذتها ومبانيها وموظفيها وساحاتها، صدقوا أن ذلك ممكن، عندما يعتقل خالد عودة الله".
وأضاف أبو فاشة: " تخيلوا أن يعتقل تاريخ، بنضاله وانتصاراته وانكساراته... أيضا ذلك أصبح ممكنا باعتقال تيسير الزبري".
وتابع: "تخيلوا أن تعتقل الطيبة والثقافة والتربية الأصيلة والإباء كله... وهذا لم يعد محالا باعتقال أبي عابودي."
وأردف: "تخيلوا أن يعتقل الشارع والميدان والصوت والمنصة والهتاف والموقف... وهذا يحدث باعتقال عمر عساف".
وختم المحاضر في جامعة بيرزيت بالقول: "تخيلوا أن يعتقل التراب والدم والدموع والحجر والزيتونة والشهيد والمطارد والأسير والعلم... وهذا يحدث، طالما أن أي فلسطيني يعتقل. ".
أما حول تصرفات الأجهزة الأمنية وحملة الاعتقالات المكثفة التي شنتها فعلق المحاضر في جامعة بيت لحم وسام رفيدي: "التصرف بفقدان أعصاب وتوتر وقمع وبلطجة دلالة على العجز واقتراب النهايات. هذا ما افهمه من اعتقال تيسير الزبري وعمر عساف وبشير الخيري وخالد عودة الله وأبي عابودي. هذه سلطة لا تستحق البقاء يوم إضاف".
يذكر أن الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، قال في اتصال مع وكالة الأنباء الرسمية:" إن رئيس الوزراء محمد اشتية، أوعز للشرطة بالإفراج عن جميع الأشخاص الذين أوقفتهم في رام الله مساء أمس"، لكن لم يفرج حتى اللحظة عن يحيى أبو الرب، وما زال هيثم سياج مجتجز في المستشفى كما وأعلن إضرابه عن الطعام.