الحدث- رام الله
شيّع المئات من أبناء مخيم الجلزون، اليوم الخميس، جثمان الشاب علي صافي (18 عامًا) إلى مثواه الأخير، وسط هتافات منددة بالاحتلال الإسرائيلي.
واستشهد صافي، أمس الأربعاء، متأثرًا بجراح أصيب بها قبل أسبوع، خلال مواجهات اندلعت مع قوة عسكرية إسرائيلية على مدخل المخيم حيث أصيب برصاص حي من نوع "فراشة" أعلى صدره تسبب بتهتك عدد من أعضائه الداخلية، بحسب مصدر طبي في مجمع رام الله الطبي، أجرى له على إثرها عدة عمليات جراحية، قبل إعلان استشهاده أمس.
وانطلق جثمان الشاب من مجمع رام الله الطبي باتجاه منزل عائلته، حيث ألقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن يورى الثرى بمقبرة المخيم.
وحمل صافي على الأكتاف ملفوفًا بالعلم الفلسطيني والكوفية، مزينًا بالورود، وسط صيحات "الله أكبر" وهتافات أخرى منددة بالاحتلال الإسرائيلي.
نبيلة صافي (48 عاما) وضعت على جبين نجلها قبلتين، وحدثته بحديث الأم لطفلها.
وقالت السيدة، بينما تلتف حولها نسوة قبيل وداع نجلها: "كان محبوبا ومشاكسا، يساعد أبناء مخيمه، يشاركهم مناسباتهم"، ثم تصمت وتحبس بمقلتيها دموعها ثم تقول: "كان يعمل ميكانيكيا ثم بدأ يعمل في الحلويات، كان ينوي جمع مبلغ مالي لبناء بيت ويتزوج".
وأضافت: "علي ما يزال معي لن يغادر حياتي"، مشيرة إلى أن علي هو الشاب الثالث في عائلته، وله من الإخوة أربعة وشقيقة واحدة.
وقال شاب بينما كان يسير في جنازة تشيع صافي: "اليوم والليلة الرد على جرائم الاحتلال، لن ينعم هذا الاحتلال بالأمن ما دام يقتل ويحتل أرضنا".
وهتف الشباب المشاركون بتشييع الجثمان بهتافات عددية منها: "يا شهيد ويا مجروح دمك هدر ما بيروح"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح ونحن نواصل الكفاح"، و"لا اله الا الله ، الشهيد حبيب الله"، و"ألف تحية لأمه ، خلي الشهيد بدمه"، "ويا أم الشهيد يا حنونة، دمعك غالي علينا".