السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حملة شعبية لتوثيق الهبة الفلسطينية الأخيرة

2021-07-11 09:38:38 AM
حملة شعبية لتوثيق الهبة الفلسطينية الأخيرة
حملة نكتب تاريخنا

الحدث- سوار عبد ربه

من تأثيرات  الأحداث الفلسطينية الأخيرة، التي تنوعت بين منشورات ومطبوعات ولافتات وملصقات وغيرها، لمعت فكرة إطلاق حملة شعبية أولى من نوعها لجمع وتوثيق كافة أحداث القضية الفلسطينية منذ شهر أيار حتى اليوم، لدى مؤسسة خزائن المقدسية، تحت شعار "نكتب تاريخنا".

وتأتي هذه الحملة "نظرا لأهمية المرحلة، وضرورة لتجميع كل الإنتاج الفلسطيني لكي يكون بالإمكان دراسته، وتعلمه، والاستفادة منه، لكي يبقى ذاكرة نضالية لنا وللأجيال"، وفقا للمؤسسة.

وجاء في بيان توضحيّ نشرته المؤسسة: "سيجمع نشطاء الحملة في كافة القرى والمدن المنشورات التي صدرت خلال الفترة السابقة، حيث تشمل سياسية الجمع كافة المنشورات والمطبوعات من لافتات، ملصقات، مستندات قانونية وأوراق شخصية تتعلق بالأحداث، كما سنجمع في إطار ذلك شهادات شخصية وملفات رقمية ونوثق مقتنيات من مخلفات الأحداث".

وبحسب البيان: "تهدف الحملة إلى الحفاظ على مخزون معرفي يعكس المرحلة التاريخية التي يصنعها شعبنا، وبناء أرشيف يساعد على ترسيخ ذاكرة نضالنا، لنتعلم منها دروسا للمستقبل ونستلهم من نضالاتنا القادمة، إضافة إلى امتلاك وصناعة أرشيفنا وإرثنا بأيدينا عبر حماية ذاكرتنا وتاريخنا".

وانطلقت مؤسسة خزائن عام 2016 بهدف توثيق الحياة المجتمعية والتاريخ المجتمعي الذي يحكي عن تاريخ الناس العاديين والتغيرات الاجتماعية وتأثيراتها عليهم من خلال ربط الأحداث وفق تسلسل زمني، بحسب ما قاله مؤسس ومدير خزائن فادي عاصلة في لقاء مع صحيفة الحدث.

وخزائن هو اسم ورد بالثقافة العربية، يعني المكتبة، فبحسب مؤسسها، عرفت المكتبة بتاريخها الطويل، كمؤسسة يجتمع فيها الناس ليكتبوا وينسخوا ويحفظوا الكتب، ومن هنا تولد اسم خزائن.

وأوضح عاصلة أن خزائن تهتم بجمع "الأفيميرا"، وهي مواد قصيرة المدى، تعكس بشكل كبير حياة المجتمع وتاريخه وذكرياته، كدعوات الأفراح والمنشورات والإعلانات التجارية والثقافية والأمسيات الفنية وغيرها مما لا تهتم لأمره مؤسسات الأرشفة الأخرى التي تحصر الأرشفة بالكتب، إذ تصل أيدينا يوميا أوراق كثيرة ذات مضامين متنوعة، في الغالب لا نلتفت لأمرها بل نتركها حتى نمل منها ونضعها في سلة المهملات، لكن مؤسسة خزائن تجد في هذه الأوراق كنزا تسعى من خلال جمعه وتوثيقه إلى الاحتفاظ به والمحافظة عليه.

وأضاف مدير مؤسسة خزائن: "تأتي أهمية هذه المواد لكونها تحفظ التاريخ المجتمعي، كما وتستخدم كمرجع مهم للباحثين والدارسين، حيث تهتم المؤسسة بكل المواد سواء تاريخ قديم أو حديث.

وتحولت خزائن عام 2017 لمؤسسة موقعها بالقدس، جامعة لعدة متطوعين من مختلف دول العالم، يجمعون موادهم لكافة دول الوطن العربي، لكن تركيزهم الأكبر على فلسطين كونها بؤرة صراع.

وحول آلية عمل المؤسسة يوضح عاصلة: "يقوم بعض الأشخاص والمجموعات بتزويدنا بالمواد، ثم يقوم الفريق التقني بفرزها، وتصنيفها وتبويبها، ثم تدخل بعملية المسح الضوئي كي تتحول من  مادة ورقية إلى مادة رقمية باستخدام مواد مضادة للأكسدة، لحفظ الورق مدة ما بين 70-100 عام"، إذ تصل المواد من مختلف دول العالم، إلى القدس، وتحفظ فيها.

ويتابع: "نضع المواد على صفحاتنا بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وفي جعبتنا 100 ألف ورقة 3000 آلاف منها إلكترونية ونعمل بشكل مستمر على زيادة العدد"، منوها إلى أنهم يمتلكون من المواد ما يعود للعهد العثماني، بالإضافة إلى كتب منذ عام 1880، ومن أيام بدايات دخول المطبعة إلى فلسطين، إلى جانب الإعلانات القديمة.

ويشير عاصلة إلى أن كل شخص يستطيع المساهمة في بناء الأرشيف ويسجل ويحفظ باسمه ويبقى مصدرا للمعلومات دون محو اسمه، مضيفا أنهم عملوا مدونة لتحفيز الناس من خلالها على الكتابة بالتاريخ المجتمعي ويوجد نحو 20 مقالا كتبت من خلال أرشيفنا.

وحول ما يميز خزائن عن غيرها من الأرشيفات يقول عاصلة: "الأفراد هم من يصنعون الأرشيف، حيث يستطيع كل شخص المساهمة من خلال إيداع أي قصاصة ورقة يريدها، سواء كانت قديمة أم حديثة، كما تقوم خزائن بتدوين قصص الأشخاص الذين وضعوا أرشيفاتهم، بحيث تحفظ الملفات بأسمهم وتشير إلى أسمائهم في أي استخدام لهذه المواد".

يذكر أن  26 متطوعا ومتطوعة يعملون مع المؤسسة في عدة بلدان، منها سوريا ولبنان ودول المغرب العربي، والكويت، بالإضافة إلى متطوعي فلسطين.