الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أربعة أعوام على هبة البوابات الإلكترونية.. كيف انتصر المقدسيون؟

2021-07-14 12:07:27 PM
أربعة أعوام على هبة البوابات الإلكترونية.. كيف انتصر المقدسيون؟
مقدسيون يؤدون الصلاة أمام البوابات الالكترونية -أرشيفية

الحدث- سوار عبد ربه

تطل علينا اليوم الذكرى السنوية الرابعة لمعركة البوابات الإلكترونية التي خاضها المقدسيون وانتصروا فيها، كما غيرها من الهبات، في ظرف مشابه، أي بعد فترة وجيزة من انتصار المقدسيين هذا العام على قرارات الاحتلال التعسفية التي اتخذت بحقهم في رمضان الماضي.

إذ عملت قوات الاحتلال على التضييق على المصلين والمارة، كما أغلقت ساحة باب العامود المتنفس الأكبر بالنسبة للمقدسيين، وشنت حملة اعتقالات كثيفة على الأهالي المتضامنين مع أحياء العاصمة المختلفة، المعرضة للهدم والتهجير القسري.

وفي ذكرى الانتصار الرابعة يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات لـ"الحدث": "هذه الهبة أثبتت أن من يمتلك القدرة والإرادة على الصمود والبقاء يستطيع أن يحقق الإنجاز والانتصار، وهي واحدة من الهبات التي سجل فيها المقدسيون بتلاحمهم وتماسكهم نصرا مستحقا".

وبدأت معركة البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى في 14 تموز 2017، عندما أغلق الاحتلال المسجد ومداخل البلدة القديمة ومنع إقامة صلاة الجمعة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967.

ويوضح عبيدات: "تلك الهبة ارتبطت بالمسجد الأقصى الذي يعتبر من الخطوط الحمراء لكل أبناء شعبنا، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الفكرية، لما له من  رمزية دينية وعروبية وحضارية وإنسانية، بالنسبة للفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية".

وفي الرابع عشر من تموز من ذاك العام، رفض المقدسيون قرارات الاحتلال، فأقاموا الصلوات في الشوارع المحيطة للأقصى، بالإضافة إلى الاعتصامات المتتالية التي نظموها، وسط انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المعتصمين، إذ اعتقلت قوات الاحتلال في اليوم التالي نحو 60 مواطنا، منهم نشطاء وموظفون يتبعون لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

ويؤكد عبيدات أن المقدسيين استطاعوا أن ينتصروا في المعارك اللاحقة كمعركة مصلى باب الرحمة بين عامي 2018 و2019، كما حققوا انتصارا في الهبات الشعبية التي انطلقت في نيسان وأيار الماضيين، سواء عند محاولة العبث بباب العامود والمسجد الأقصى أو أثناء عمليات التطهير العرقي بحق أهالي الشيخ جراح.

ويشدد عبيدات على أن العمل بشكل جماعي وميداني قادر على أن يلحق الهزيمة بالاحتلال مهما كان مدججا بالسلاح، مشيرا إلى أن هذا يتطلب إرادة سياسية على المستوى الرسمي، تتناغم مع الحالة الشعبية الفلسطينية لا أن تشكل نقيضا لها.

ويتابع: "هذا الانتصار المستحق تحقق من خلال الوحدة وكذلك بالإسناد من أهالينا في الداخل الفلسطيني المحتل، إذ نفذ آنذاك ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم عملية إطلاق نار في المسجد الأقصى أسفرت عن مقتل عنصرين من الشرطة الإسرائيلية وجرح آخر، ومن ثم استشهادهم.

من الجدير ذكره أن المجلس الأمني المصغر (الكابينت) رضخ يوم 25 تموز لإزالة البوابات الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى، واضعا إجراءات أمنية تكنولوجية متطورة، لكن المقدسيين رفضوا دخول الأقصى حتى عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل المعركة، وفي 27 تموز قرر الاحتلال إزالة جميع العراقيل وكاميرات المراقبة التي وضعها عند مداخل المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس.