متابعة الحدث
دعت العديد من الفعاليات الشعبية والوطنية وفصائل المقاومة الفلسطينية لشد الرحال بكثافة إلى المسجد الأقصى المبارك، للتصدي لمخططات الجماعات الاستيطانية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، إحياء لذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
وأطلقت القوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية دعواتها لكوادرها وأنصارها وعموم أبناء الشعب الفلسطيني للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك منذ الصباح يمثل إرهاباً وعدواناً يمس كل العرب والمسلمين.
وأضاف سلمي: في الوقت الذي يعلن العدو الصهيوني عن نواياه العدوانية بحق أحد أقدس مقدسات المسلمين، فإن بعض الدول والحكام يصرون على التطبيع والعلاقة مع هذا العدو الذي يعتدي على مسرى رسول الله.
واعتبر أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى تشعل غضب المسلمين جميعاً، ومن لا يغضب إزاء ما يجري في القدس والأقصى عليه أن يراجع دينه وانتماءه العربي.
ودعا سلمي، جماهير شعبنا في القدس وكافة مدن الداخل المحتل إلى النفير العام والتوجه للمسجد الأقصى والتصدي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإشعال المواجهات في كل المناطق.
وحذرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حكومة الاحتلال الإسرائيلي من “محاولة اختبار صبر المقاومة ورجالها الأبطال في الدفاع عن أغلى ما يملكون والمتمثل بالمسجد الأقصى المبارك”.
وأكدت الحركة، في بيان لها، أنها تراقب إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة، تعقيبًا على دعوات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى “خراب الهيكل” المزعوم.
وقالت “إننا وكل شباب فلسطين سنواصل الرباط والمواجهة، ومن مسافة صفر مع زعران المستوطنين ومن يدعمهم من قوات الاحتلال وجيشه”.
ودعت الحركة شباب القدس للاستنفار والرباط على أبواب البلدة القديمة وفي جميع أحياء مدينة القدس، وشوارعها ابتداء من اليوم، والتصدي لزعران المستوطنين وعربدتهم.
كما دعت الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إلى شد الرحال نحو المسجد الأقصى المبارك في يوم عرفة، واعتباره يوما للحشد والرباط في ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه وتحت محرابه.
وطالبت، “المقاومة الباسلة في قطاع غزة بأن يبقوا أصابعهم على الزناد، حتى يفهم المحتل بأن قطاعنا الصابر هو درع للمسجد الأقصى وسيف للقدس مسلول”.
كما حذر البرلمان العربي، من خطورة دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى اليوم الأحد ورفع علم الاحتلال الإسرائيلي في باحاته، فيما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”.
وأكد البرلمان العربي، أن مثل هذه الدعوات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وطالب المجتمع الدولي، بالضغط على القوة القائمة بالاحتلال، لوقف استفزازاتها المستمرة التي تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا “لتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وتوفير الحماية له”.
وأهابت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بجماهير شعبنا في الضفة والداخل المحتل بالتوجه صوب مدينة القدس والاحتشاد فيها وبشكلٍ خاص في بلدتها القديمة ومحيط المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين المُزمعة يوم غد.
وأشادت الجبهة بصمود جماهير شعبنا في العاصمة الذين يمدون أجسادهم دروعاً بشرية حمت وتحمي المدينة ومقدساتها من الهجمة الصهيونية التي تبني روايتها وفكرتها على تشويه التاريخ واستلاب الحضارة العربية الفلسطينية في القدس وكل فلسطين.
وحذرت الجبهة في تصريحها من أن إطلاق دولة الاحتلال العنان لقطعان المستوطنين لتدنيس العاصمة هو لعب بالنار ونذير انفجار قد يندلع في أي لحظة، ذلك أن شعبنا وعلى امتداد الأرض المحتلة وفي الشتات ومعه جماهير أمتنا وأحرار العالم لن يسمحوا لهم بأن يسطوا على تاريخ الإنسانية وحضاراتها الذي يتكثف في القدس ، كما أن المقاومة التي خاضت معركة سيف القدس ببسالة منقطعة النظير لا زالت جاهزة ومُتأهبة لخوض المزيد من المعارك دفاعاً عن العاصمة المحتلة وجماهير شعبنا فيها.
وأكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، على أن إطلاق قوات الاحتلال العنان لقطعان مستوطنيه الضالة لا يعكس حالة سيطرة وسيادة، وإنما هو تعبير عن عجز ونقص يحاول الاحتلال ترقيعه، بعد أن واجهه شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل وقطاع غزة، ببسالة أثبتت للقاصي والداني أن جذوة المقاومة في وجدان شعبنا لم ولن تنطفئ.
وقال في تصريح صحفي وصل "الحدث"، عقب اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين باحات الأقصى في ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل": "إن شعبنا الفلسطيني الذي خرّج الشهيد البطل علاء أبو دهيم، والشهدين الجمل، والشهيد معتز حجازي، وأبطال عملية ساحة قبة الصخرة المحمّدين الثلاثة، لا يزال يزخر بأمثال هؤلاء الأبطال وبمن هم جاهزون ومتأهبون للعودة إلى مثل صنيعهم، فليلتقط الاحتلال الرسالة، وليعِ الدرس جيداً، فطهر القدس دونه الدماء والأرواح". داعيا إلى الزحف نحو القدس، والتواجد والمرابطة في ساحات الأقصى وأزقة البلدة القديمة، والمواظبة على هذا النفير إلى صلاة عيد الأضحى لنفوت الفرصة على المحتل من أن يستفرد بالقدس والأقصى.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن أكثر من 500 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت الدائرة بأن المستوطنين اقتحموا المسجد انطلاقا من باب المغاربة على شكل مجموعات كبيرة وتجولوا في باحاته بشكل استفزازي، برفقة المتطرفين ايهودا غليك وبن حيفر، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، فيما قام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة.
وقال شهود عيان إن مجموعات من المستوطنين حاولت اقتحام المسجد الأقصى من بابي حطة والملك فيصل من حارة السعدية والحي الإسلامي في المدينة، إلا أن المواطنين تصدوا لهم، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال لحمايتهم وإبعادهم عن المكان.
وأغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل المسجد الأقصى المبارك ومنعت الدخول إليه بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين، فيما لا تزال تحاصر العشرات من المصلين داخل المسجد القبلي.