في البداية كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وبهذه المناسبة اسمحوا لي أن أشارككم مشاهدات وأحداث عشتها خلال الأيام الماضية" عطلة العيد" ربما كل مشهد وحدث بحاجة الى مقال، بالإمكان الذهاب أبعد من ذلك قد نكون بحاجة الى بحث علمي للخروج بتوصيات وإقتراحات من أجل البناء والتعزيز أو/و إيجاد حلول أو/و تغيير العقلية المجتمعية.
بعد العيد: عطلة العيد فعلياً تمت قبل العيد بأسبوع، والسبب في ذلك بأن أغلب مكونات المجتمع أصبحت تردد مصطلح "بعد العيد" أي تأجيل أي فعل ومهما كان طبيعته الى فترة ما بعد العيد، والمضحك المبكي بأنه حتى بعد العودة من عطلة العيد أنت بحاجة أيضاً الى مدة تترواح بين يومين الى أربعة أيام حتى تعود الأمور لما كانت عليه قبل العطلة.
عمال نظافة بلدية رام الله: بالتأكيد الحياة ليست لوحة سوداء، هناك من يعملون دون أن نلاحظ أنهم يعملون من أجلنا، جميع فريق عمل نظافة بلدية رام الله كانوا على قدم وساق يعملون لمدة 24 ساعة قبل صباح العيد، مركبات النظافة تقوم بتجميع القُمامة؛ عمال النظافة يقومون بتنظيف المدينة من القمامة المنتشرة في الشوارع بسبب ما يقوم به الأغلبية من عمل غير أخلاقي متمثل بإلقاء النفايات على الشارع، تخيلوا معي ماذا لو قال عمال البلدية سنقوم بأعمالنا بعد العيد؟.
مراقبة الأسعار: بسبب إغلاقات بعض المحلات التجارية فترة العيد لفترات قصيرة، ذهبت إلى مكان جديد للشراء، لم أكن أتوقع رد صاحب السوبرماركت عندما قلت له بأنك تبيع هذه السلعة بسعر مرتفع أكثر من الآخرين فقال لي:" روح اشتري من عندهم ليش جاي عندي!!" خرجت من السوبرماركت وأنا أبتسم قائلاً له" بوعدك مش بس أنا اللي راح أروح أشتري من عندهم"، ذات الموقف تكرر معي لكن بالصيدلية لشراء حليب أطفال لأكتشف بأنه حتى حليب الأطفال أسعاره متذبذبة من صيدلية لأخرى!! علينا التفكير خارج الصندوق بحيث يكون المواطن هو مراقب أيضاً للأسعار ويقوم بالتبليغ عن هؤلاء مصاصي جيوب المواطنين.
"طوشة": ذهبت مع العائلة لقضاء يوم بالهواء الطلق بإحدى المنتجعات في أريحا، يبدو أن الحرارة المرتفعة عكست على عصبية المتواجدين من العائلات، ما رصدته بأن هناك "طوشة" كل ساعة، حتى في لحظة الإستجمام والراحة نجد بأننا كشعب لا نستطيع أن نتحمل بعضنا البعض، والأخطر بأن "الطوشة" تتحول الى صراعات عنصرية نتنمر بها على بعضنا البعض، وكأننا نكشف على النار تحت الرماد في أي مشكلة كانت حتى لو كان الموضوع صغير جداً وبسيط لتشتعل حرب الجغرافيا والفوقية والأمراض الإجتماعية.
ما يجمع تلك المشاهدات ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي : "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"... ما الذي يحدث للمجتمع الفلسطيني فى الشارع، وفى العمل، وفى الأماكن السياحية، وفى الجامعات، وفي الأسواق وفى كل مكان فى الفترة الأخيرة.
ما سبب تدهور الأخلاق إلى هذا الحد؟ ولماذا انتشرت الجرائم غير المسبوقة فى فلسطين مقارنة بالسنوات الماضية؟ ما فائدة مجتمع بلا أخلاق؟ فالمجتمع الذى يعيش بلا أخلاق وقيم يتجه إلى التخلف والتأخر والرجعية، أما القيم والأخلاق فسوف تساهم فى تنمية المجتمع وتقدمه ومواجهة أي تحديات مستقبلية.