الحدث- شرم الشيخ
حذر الرئيس محمود عباس من مخطط إسرائيلي وصفه بالخطير، يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، وحكم ذاتي في الضفة العربية، واستثناء مدينة القدس، وإيجاد هدنة لمدة (15 عاما).
وقال في كلمته أمام القمة العربية الـ26 المنعقدة في شرم الشيخ اليوم السبت، إن هذا المخطط يهدف إلى تغييب القدس واللاجئين، وتدمير المشروع الفلسطيني بالكامل، داعيا القادة العرب إلى رفض وتجريم مثل هذه المشاريع الخطيرة التي تؤدي إلى وأد كل الأحلام والمشاريع الوطنية.
كما رحب بقرار وزراء الخارجية العرب، اعتماد اقتراح دولة فلسطين، بأن تتاح الفرصة لقائد عربي بإلقاء خطاب باسمنا جميعا أمام الكونغرس الأميركي، بمجلسيه، يشرح فيه مبادرة السلام العربية ورؤية العرب لحل الصراع العربي- الإسرائيلي.
وقال إنه يمكن أن يكرر هذا الأمر، أمام الاتحاد الأوروبي وغيره من المؤسسات الدولية.
واقترح على مجلس الجامعة العربية، بأن تقوم لجنة 'ترويكا' العربية (الرئيس السابق والحالي واللاحق ومن يرغب بالانضمام إليها من القادة)، بوضع رؤية عربية تهدف إلى معالجة الحروب والأزمات والفتن والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية، وتحصين بلادنا من الإرهاب والأخطار الوجودية التي تهدد حاضر ومستقبل أمتنا.
وحول المصالحة، أكد الرئيس تصميم القيادة على توحيد الأرض وجعل المصالحة حقيقة ناجزة والذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية بأسرع وقت ممكن وفق الاتفاقات الموقعة في الدوحة والقاهرة، ونثمن جهود مصر كراع للمصالحة.
وقال: 'كلفنا وفدا من منظمة التحرير بالتوجه إلى غزة، في الوقت الذي تستكمل فيه الحكومة عملها رغم العقبات الكثيرة الموجودة هناك التي تحول دون إعادة الإعمار إلى الآن، كما أن السلطة لم تتوان عن التواجد في قطاع غزة، وكان رئيس الوزراء في القطاع الأسبوع الماضي'.
وأكد استمرار حكومة الوفاق الوطني بالاضطلاع بدورها في قطاع غزة رغم العقبات التي تعترض سبيلها في ممارسة صلاحياتها كاملة وبسط سيطرتها على المعابر من أجل إعادة إعمار قطاع غزة.
وشدد على تصميم القيادة لتوحيد أرضنا وشعبنا وإنهاء الانقسام البغيض وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة ناجزة.
وقال إن القدس تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها، ودعا إلى تكثيف الجهود والعمل من أجل حماية القدس وتعزيز صمود أهلها.
وأضاف أن العلاقات مع اسرائيل لا يمكن أن تستمر على ما كانت عليه في السنوات السابقة، وهذا ما أدى بنا إلى تدويل القضية الفلسطينية عبر مجلس الأمن الدولي، والالتحاق بالعديد من المنظمات الدولية، بعد أن فشلنا في الحصول على حقوقنا، وسنحتفل في الأول من الشهر المقبل بعضويتنا في محكمة الجنايات الدولية.
ودعا الرئيس أبناء الامتين العربية والاسلامية إلى زيارة مدينة القدس والصلاة فيها، ما يساعد في حماية مقدساتها وتعزيز صمود أهلها، 'وكما قلنا سابقا زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، خاصة بعد قرار مجمع الفقه الدولي الإسلامي الاخير الذي أكد أن زيارة المسلمين للقدس فضيلة دينية مؤكدة'.
وأعرب عن أمله بتفعيل شبكة الأمان العربية، وشكر كل الدول التي قامت بتسديد التزاماتها المالية في هذه الشبكة.
وأكد سيادته تأييدنا لقرار المملكة العربية السعودية، ومجلس التعاون الخليجي، والدول العربية للحفاظ على امن ووحدة واستقرار ودعم شرعية اليمن، مشددا على اهمية الاستجابة للدعوة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي من اجل الحوار باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق أمن واستقرار اليمن.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا' صدق الله العظيم
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي الأخ د. نبيل العربي
أصحاب المعالي والسعادة، السيادات والسادة،،
أعرب عن شكرنا الجزيل وتقديرنا العميق لفخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق على استضافة هذه القمة متمنين لها النجاح وتحقيق الأهداف التي تصبو إليها الشعوب، وأعبر عن شكرنا وتقديرنا لصاحب السمو الأخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولحكومة وشعب الكويت الشقيق، على القيادة الحكيمة للعمل العربي المشترك طيلة المرحلة الماضية.
الإخوة القادة، أصحاب المعالي، السيدات والسادة
نود في البداية أن نعرب عن تأييدنا الكامل للقرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليلي والدول العربية بالمشاركة في العملية الرامية للحفاظ على وحدة اليمن، ودعم الشرعية فيه وفي نفس الوقت نؤكد على أهمية الاستجابة لدعم الحوار الذي نادى به مجلس التعاون الخليجي والتمسك بالحوار باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار لليمن الشقيق والحفاظ على وحدة أراضيه.
جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز الله معكم ونحن معكم، الأخ الرئيس عبد ربه منصور الله معكم ونحن أيضا معكم.
الإخوة القادة،
تعرضت قضيتنا الفلسطينية منذ الدورة السابقة للقمة لجملة من الأحداث والتطورات أبرزها توقف المفاوضات بالكامل مع الحكومة الإسرائيلية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وكذلك جامعة الدول العربية، والعديد من دول العالم نتيجة لعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية والاتفاقات المعقودة، وإصرارها على مواصلة النشاطات الاستيطانية ورفض إطلاق سراح أسرانا. وكان أخطر ما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية نشاطاتها الاستيطانية غير المسبوقة في القدس بهدف تهوديها وتغير طابعها وتكثيف الاعتداءات من قبل المتطرفين وبعض المسؤولين الإسرائيليين على المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة في المسجد الأقصى، ما يهدد بتحويل الصراع من صراع سياسي وقانوني إلى صراع ديني. الأمر الذي ينذر بعواقب كارثية لم تقتصر تداعياتها على منطقتنا فقط بل ستشمل العالم بأسره، وقد تصدينا ونتصدى لهذه الاعتداءات.
وهنا نود أن نشيد بما يبذله الملك عبد الله الثاني من جهود مخلصة لاحتواء الموقف، والشكر موصول للملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لما يقوم به من جهد لنصرة القدس، إن القدس الشرقية تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها، ومن هنا فإنني أناشدكم أيها الإخوة بأن تستمروا وتكثفوا العمل من أجل حماية القدس ودعم صمود أهلها الذين يدافعون عن مدينتهم بصدورهم العارية.
وأشدد على الدعوة لتشجيع أبناء أمتنا العربية والإسلامية للقدوم القدس وزيارتها والصلاة فيها، الأمر الذي يساهم في دعم صمود أهلها وثباتهم، وكما اعتدنا أن نقول إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، وبخاصة بعد أن قال علماء المسلمين كلمة الفصل من خلال قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي انعقد في الكويت الشقيق مؤخرا، والذي يمثل أعلى مرجعية فقهية لدول العالم، أكدت على زيارة المسلمين للقدس باعتبارها فضيلة دينية مؤكدة، وأضاف أن قضية القدس هي قضية الأمة بأجمعها، وليست لأهل فلسطين وحدها.
السيد الرئيس، الإخوة القادة
نستذكر جميعا العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له أهلنا في قطاع غزة الصيف الماضي وكانت الحرب الثالثة على قطاع غزة، حيث راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين وخلفت دمارا وخرابا يحتاج إلى سنين طويلة لإعادة الاعمار. وكانت الشقيقة جمهورية مصر العربية استضافت بالتعاون مع مملكة النرويج وبمشاركة عدد كبير من الدول الصديقة والشقيقة أعمال مؤتمر إعادة الإعمار وتعهدت غالبيتها بتقديم مساهمات لهذا الغرض، نتمنى عليها وندعوها اليوم للإسراع بتقديم هذه المساعدات.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
تنكرت إسرائيل قوة الاحتلال خلال الفترة السابقة لكل الاتفاقات المعقودة معها، وصادرت المزيد من الأراضي الفلسطينية وأمعنت في اجتياحاتها لمناطقنا واعتقال المزيد من أبناء شعبنا، واستولت على صلاحيات السلطة ومسؤولياتها، وكانت آخر ممارساتها العدوانية فرض الحصار المالي كجزء من العقاب الجماعي حيث جمدت تحويل أموالنا من الضرائب المستحقة منذ 4 أشهر، ما حال دون تمكن الحكومة من أداء مسؤولياتها اتجاه شعبها وإدارة مؤسساتها، وهو أمر لا يمكن استمراره في هذا الوضع الصعب الذي يعاني منه شعبنا ونتطلع إلى تفعيل شبكة الأمان العربية التي تم التعهد بها، ونعبر عن شكر اللذين بادروا بسداد تعهداتهم المالية، ونأمل أن تقوم باقي الدول الشقيقة بالوفاء بما تعهدت به.
الإخوة القادة،
لقد أدت سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من ناحية، والتزام القيادة الفلسطينية بتعهداتها ووضوح موقفها السياسي من ناحية أخرى إلى إحداث متغيرات هامة بالنسبة لقضيتنا على المستوى السياسي الدولي أدت إلى حصولنا على دعم سياسي كبير من المجتمع الدولي تجسد في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي برفع مكانه فلسطين إلى دولة مراقب واعترافات وصلت إلى 135 دولة، ودعوة عدد كبير من البرلمانات الأوروبية لحكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين.
إن من يراقب التطورات السياسية في إسرائيل اتجاه إمكانية تحقيق السلام، وخاصة منذ تولي نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، سيجد أن إسرائيل تبتعد عن السلام وتتجه نحو مزيد من التطرف والعنصرية وتمعن في غطرسة القوة مستغلة أصدقائها وحلفائها أسوأ استغلال، رافضة اليد الممدودة من جيرانها منا ومن إخواننا في إطار مبادرة السلام العربية منكرة بصريح العبارة حق شعبنا بالحرية والسيادة والاستقلال والعيش بكرامة على ترابه الوطني، ولا ريب أنكم سمعتم وقرأتم في وسائل الإعلام المختلفة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أعلن عن حقيقة موقفه بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية ما دام في الحكم، وهو مازال في الحكم، وسيمضي قدما في بناء المستوطنات وتعزيزها ولن يفاوض على القدس، ولن يتخلى عن الحدود على نهر الأردن ويطالبنا بإنهاء العلاقة مع حركة حماس والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
أريد أن ألفت النظر إلى الانتخابات الإسرائيلية التي حصلت قبل أيام، إلى أن هناك ظاهرة جديدة ومهمة وقعت هذه الأيام عند الوسط العربي الذي يشكل مليون ونصف المليون إنسان، ومن حقهم الانتخاب، منذ 1949 وإلى يومنا هذا، كانوا ينزلون بقوائم متفرقة ويحصلون على بضعة مقاعد، ولأول مرة في تاريخهم ينزلون قائمة واحدة موحدة ويحصلون على 13 مقعدا، هذه الظاهرة التي نحييها ونثمنها عاليا لأنها لأول مرة يتحد العرب على شيء في الداخل والمرة الثانية تتحدون الآن على قضية عاصفة الحزم.
وبالتالي هذا الذي حصل في إسرائيل ظاهرة هامة جدا ونحن أعلنا بصراحة أنها ظاهرة هامة نؤيدها علما بأننا لا نتدخل في شؤون الانتخابات والشؤون الداخلية في إسرائيل.
العلاقة مع إسرائيل لا يمكن أن تستمر على ما كانت عليه في السنوات الماضية، فإصرار الحكومة الإسرائيلية على عدم إنهاء احتلالها لأراضي دولة فلسطين؛ نحن الآن دولة بعد اعتراف الأمم المتحدة ومواصلة سلوكها وكأنها فوق القانون الدولي أدى بنا بدعم عربي ودولي واسع بالتوجه نحو تدويل القضية عبر الأمم المتحدة ومجلس أمنها، مطالبين بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وتقدمنا للالتحاق بالعديد من المنظمات الدولية ومنها محكمة الجنائية الدولية، نحن في أول شهر أبريل المقبل سنكون أعضاء في محكمة الجنائية الدولية، هذه المحكمة تقدمنا لها بعد أن فشلنا في الوصول إلى حقنا، بمنع إسرائيل من استمرار الاستيطان، كان لا بد لنا أن نذهب وسنذهب، وفي الأول من الشهر المقبل، سيذهب وزير خارجيتنا لنحتفل في عضويتنا في محكمة الجنائية الدولية.
هذا التوجه بدأناه وسنستمر فيه، مع التأكيد في ذات الوقت أن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام على أساس القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ووفق قرار الجمعية العامة رقم 19/67 الذي يؤكد على إنهاء الاحتلال، ونيل دولة فلسطين استقلالها وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار 194 وأيضا وفق المبادرة العربية للسلام، والوقف التام للاستيطان بما في ذلك القدس، وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن الأموال المحجوزة.
أعلنوا أنهم سيفرجون لكن حتى الآن لم يفرجوا وربما سيضعون ألف شرط وشرط حتى يفرجوا عنها، وضمان عدم حجزها مرة أخرى، بالمناسبة هذه الأموال هم يجمعونها باسمنا ويأخذون عليها نسبة 3%، أي إذا يجمعون 100 مليون دولار يأخذون 3 مليون دولار، وإذا أرادوا يحجزونها ويأخذونها ولا يخافون من أحد.
سيدي الرئيس،
إن الدلائل تشير على ضوء نتائج الانتخابات التي جرت في إسرائيل قبل أيام قليلة إلى عدم وجود شريك إسرائيلي نصل معه إلى تسوية للصراع عبر المفاوضات التي يريدها غطاء لمواصلة سياسة فرض الأمر الواقع، ولا يمكن ولا يجوز اعتبار تحركنا على المستوى الدولي أنه عمل أحادي الجانب، دائما إسرائيل تحتج إذا انضممنا إلى أي منظمة دولية وتقول أنه عمل أحادي، فماذا عن الاستيطان والاعتداءات.. كلها محللة أما ذهابنا إلى المنظمات الدولية حرام، هذه رؤية إسرائيل للسياسة.
لقد آن الأوان لترجمة التصريحات والبيانات التي نسمعها عن إدانة الاستيطان إلى إجراءات وعقوبات، وإلى اعتراف بدولة فلسطين ممن لم يعترف بها بعد، واتخاذ القرارات الكفيلة لتأين الحماية الدولية لشعب فلسطين، نحن ذهبنا للجمعية العامة نطالب بالحماية لأن الإسرائيليين في أي مناسبة يعتدون علينا بدون مقدمات، ويقطعون الأشجار، كل يوم يوجد خلع أشجار وهدم مساجد وكنائس، لذلك قررنا بناء على ما قرره مجلسنا المركزي في دورته الأخيرة إلى إعادة صياغة وترتيب علاقاتنا السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل.
منذ أن عقدنا اتفاق أوسلو ليومنا هذا وإسرائيل تنتهك كل الاتفاقيات نحن قررنا أن نعيد النظر ما دامت إسرائيل تنتهك الاتفاقات سنعيد النظر، وفي حال تراجعت عن الانتهاكات نحن مع بقاء الاتفاقات كما هي، شريطة أن تلتزم دولة إسرائيل.
وعلى صعيد موضوعنا الداخلي، نحن مصممون على توحيد أرضنا وشعبنا وإنهاء الانقسام البغيض وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة ناجزة، والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت ممكن، بناء على الاتفاقات التي تمن في الدوحة والقاهرة وغزة. ونقدر دور مصر كراعيه للمصالحة، ولتحقيق هذا الهدف تم الاتفاق على تشكيل وفد من منظمة التحرير الفلسطينية للذهاب لغزة، وفي نفس الوقت ستسمر حكومة الوفاق الوطني، في الاستمرار بدورها رغم العقبات، التي تعترض سبيلها في ممارسة صلاحياتها كاملة، وبسط سيطرتها على المعابر من أجل إعادة إعمار غزة، هناك عقبات موجودة في غزة تمنع حكومة الوفاق الوطني وتحول دون إعادة الإعمار، والبحث فيها يطول وليس المجال لبحث التفاصيل.
الحكومة لم تنقطع عن التواجد في قطاع غزة وآخرها كان الأسبوع الماضي، حيث قام رئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة من الاجتماع مع جميع القوى الوطنية والمؤسسات الدولية لتذليل العقبات التي تضعها إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى. نحن في إطار عربي نقول هذا بصراحة.
أما بخصوص المشاريع التي تم الاتفاق عليها، فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ندعو أشقائنا إلى التعامل مع الوضع الفلسطيني من خلال بوابة الشرعية الفلسطينية حفاظا على وحده الموقف والتمثيل.
وأود أن أشير هنا إلى موضوع خطير يتمثل بوجود مخططات إسرائيلية لإقامة دولة في قطاع غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية يستثني القدس وهدنة طويلة الأمد، وهو المشروع القديم الجديد الذي يعرف بالدولة ذات الحدود المؤقتة، هذا المشروع منذ 12 عاما عرض من قبل الحكومة الإسرائيلية، ولا زال هذا المشروع قائما إلى الآن والذي قدمه جنرال إسرائيلي اسمه (ايغور آيلاند)، الذي يعمل دولة مستقلة في غزة وحكم ذاتي في الضفة وأن ننسى موضوع القدس وموع اللاجئين، وأن تكون هناك هدنة لـ15 عاما، هذا المشروع يدمر المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل، وأتمنى أن تتبنى القمة العربية قرارا برفض وتجريم مثل هذه المخططات التي تؤدي إلى وأد كل أحلام الأمة العربية وكذلك الشعب الفلسطيني ونحن نحذر من التعاطي مع مثل هذه المخططات تحت أي مسمى فهي تهدف لتقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وعلينا العمل المشترك لإفشالها ونطالب بموقف عربي حاسم ضد هذا المشروع.
أيها القادة إن حل القضية الفلسطينية من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة، ويعزز الأمن والأمان في ربوعها، ويسحب الذرائع من تيارات الإرهاب التي تتخذ من الدين وقضيتنا العادلة ذريعة لممارساتها الدموية في المنطقة.
على العالم بقواه الفاعلة والمؤثرة، أن يقوم بالعمل والإسهام في حل القضية الفلسطينية ووضع حد لعذابات شعبنا تحت الاحتلال، وفي أماكن اللجوء والشتات، مئات الآلاف من أبناء شعبنا اللاجئين يعيشون في ظروف مأساوية صعبة جدا خاصة في سوريا ولبنان نتيجة الأحداث المأساوية في سوريا.
نحن لا نتدخل في هذه المأساة الداخلية السورية، لكن يصيبنا منها جانب، قنابل ومتفجرات، ما أدى للجوء البعض داخليا أو خارجيا سواء في سوريا أو لبنان، هؤلاء يعانون كما يعاني باقي الشعوب في الدول العربية الذين يعرضون لمآسي عديدة.
إن الأحداث المأساوية في العديد من الدول العربية نتيجة تنامي واستفحال ظاهرة الإرهاب المسيء لديننا وثقافة أمتنا والذي يهدد وحدة نسيجنا الاجتماعي، تفرض علينا التصدي لها ثقافيا ودينيا، إضافة للمعالجات الأمنية، فلا يعقل أن نترك الشباب ضحية لأفكار هدامة ومطلوب إعادة النظر في المناهج الدراسية والتثقيفية وتوفير فرص العمل وتوسيع دائرة المشاركات الشعبية لجميع الفئات.
إنني أضم صوتي لأصوات الأشقاء القادة المطالبين بتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالدفاع العربي المشترك وغيرها من الاتفاقات، وأرحب باقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تم إقراره من وزراء الخارجية العرب بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، فلا يعقل أن نترك الشباب ضحية أفكار هدامة.
ونظرا لخطورة الوضع الراهن أقترح على مجلسكم، أن تقوم لجنه 'ترويكا' العربية الرئيس السابق والحالي واللاحق، ومن يرغب للانضمام إليها من القادة، بوضع رؤية عربية لمعالجة الحروب والفتن، والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية وتحصين بلادنا من الإرهاب والأخطار الوجودية، والحاجة ماسة من إيجاد حلول عملية وخلاقة مبنية على رؤية عربية ومستندة لحلول تصون الشرعية وتضمن وحدة التراب لكل دولة عربية بعيدا عن أي تدخل أجنبي وأن تكون قراراتها ملزمة للجميع.
هناك بلاد تعاني من الانقسام والفتن مثل اليمن، هناك تدخل عربي مقبول ومستحسن، هناك قضايا أخرى، هناك بلدان أخرى تعاني من الانقسام والفتن، نحن نعاني من الانقسام، وأول من عانى من الانقسام، نتمنى أن تكون هناك مواقف عربية موحدة ونحن ملتزمون بكل ما سيصدر عن هذه القمة.
نرحب بقرار وزراء الخارجية باعتمادهم اقتراح دولة فلسطين بأن تجرى الترتيبات من خلال جامعة الدول العربية، لإتاحة الفرصة لقائد عربي، بأن يقوم بإلقاء خطاب في الكونغرس الأميركي باسمنا جميعا بمجلسيه، يشرح فيه مبادرة السلام العربية ورؤية العرب لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك يمكن أن يكرر هذا أمام الاتحاد الأوربي وغيره من المؤسسات الدولية، عندما يذهب قائد عربي فإنه يتلكم باسم كل العرب، هذه ظاهرة حضارية أن يتكلم باسم الجميع من أبناء الأمة العربية.
في الختام نتمنى لقمتنا التوفيق والنجاح للخروج لكل ما من شأنه تعزيز وحدة الأمة وحماية مصالحها ومقدراتها، معربا عن خالص الشكر للجميع حسن الاستماع، ومقدرا عاليا جهود الشقيقة مصر لعقد هذا المؤتمر وللجامعة العربية أمينا عاما وطواقم فنية كل التحية والتقدير على كل جهد بذلوه لإنجاح هذه القمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته