منظمة "مراقبة الامم المتحدة"، وهي منظمة صهيونية تتخذ من جنيف مقرا لها، قالت إنها رصدت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، لأكثر من 20 موظفا في وكالةغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (الأنروا)، تروج للعنف والكراهية ضد اسرائيل، وساقت تلك المنظمة 97 مثالا على تلك المنشورات التي نشرت بين عامي 2015 و 2021 .. ويأتي "رصد" منظمة مراقبة الأمم المتحدة في إطار مساعي الجهات التي تعمل لصالح اسرائيل الممنهجه، في الضغط على منصات التواصل الإجتماعي ، لحظر المحتوى المؤيد للقضية الفلسطينية، وهو ما يجري حاليا، بحجة انتهاك قواعد استخدام تلك المنصات ..
في المقابل، وبحسب دراسة لمركز حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، حول العنصرية والتحريض في منشورات الناشطين الإسرائيليين على الشبكات الاجتماعية، فإن نحو 60 الف ناشط اسرائيلي، كتبوا على الإنترنت منشورا عنيفا واحدا على الأقل ضد العرب، وأن عدد المنشورات العنصرية والتحريضية ضد الفلسطينيين على شبكات التواصل (غالبيتها على الفيسبوك) ، وصلت في العام 2020 الى نحو 675 ألف منشور، بمعدل منشور واحد كل 46 ثانية.
بالتأكيد فإن المرء ليس بحاجه لأن يكون على مستوى عال من الذكاء ليستنتج بأن قواعد استخدام منصات التواصل الاجتماعي المطبقه على المحتوى الفلسطيني ليست مطبقه على الجانب الآخر. لكن السؤال هو لماذا نفشل فيما ينجح به الاسرائيليون ؟
قد يعزو البعض نجاح مجموعات الضغط الصهيونية واليهوديه في ذلك، لسيطرتها على وسائل الاعلام وتغلغلها في مواقع اتخاذ القرارفي العالم الغربي، بالاضافة الى الامكانيات المالية الهائلة التي توظفها في سبيل التأثير على الرأي العام العالمي، ولكن هذا التأثير فاعلا من خلال وسائل الاعلام التقليدية في العصر ما قبل الرقمي، الا انه في العصر الرقمي اليوم، فإنه بإمكان الفلسطيني الاستفاده من الفضاء الالكتروني، برواية قصته بطريقه يفهمها ويتقبلها الرأيي العام الدولي ، بعيدا هن التهويش والعنتريات "الدونكيشوتيه"، وبعيدا ايضا عن المضامين الإنشائيه المفتقره للحقائق والارقام وهي اللغه التي يفهمها العالم، يضاف الى ذلك أن القضايا العادلة لا تكسب في المحاكم لكونها عادله فقط ، فلا بد ان الاستعانه بمحام ماهر لكسبها، وهذا المحامي في الحالة الفلسطينية هو "الاعلام" وتحديدا في الفضاء الالكتروني ..
لقد شهدت القضية الفلسطينية خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في أيار 2021 ، وأحداث المسجد الاقصى، ومحاولات اقتلاع المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح، تعاطفا غير مسبوق في اوساط الرأي العام العالمي، واللافت أن التحرك الداعم للفلسطينيين كان كبيرا في الشارع الامريكي، الذي غالبا كان يتسم بالجهل بأبجديات الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وبالتعاطف مع اسرائيل بفعل تأثير مجموعات الضغط اليهودية، ولعوامل أخرى لسنا بصدد نقاشها في هذه العجاله..
ولتجنب اضاعة هذه الفرصة، يجب علينا البناء على التعاطف في الرأي العام الدولي الذي نشهده اليوم بتنظيم صفوفنا ،وتركيزها في أطرتعمل في الفضاء الالكتروني على رصد الانتهاكات الاسرائيلية في مجالات مختلفة، مع التركيز على انتاج مواد اعلامية الكترونية وافلام مصورة ومقاطع فيديو بمضمون انساني، ونشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وفي ما يتاح من وسائل في الفضاء الرقمي، بالإضافة الى التشبيك مع هيئات دولية مناصرة لقضايا الشعب الفلسطيني في العالم ، وخاصة تلك التي غالبا لا تتواصل مؤسساتنا الاهلية والرسمية معها.
إن هنالك الكثيرمن السياسيين والمفكرين والصحفيين والفنانين المؤثرين في مجتمعاتهم حول العالم، المؤيدين للشعب الفلسطيني والرافضين لسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها اسرائيل ضده، لكننا نفتقر للوسائل المناسبة والفاعله للاتصال بهم، وكل ما نحتاجه لهذا الاتصال وضوح الرؤيا وأدوات لهذا الاتصال وربما الاهم توفر ارادة سياسية لذلك ..