الحدث الثقافي
أصدرت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بيانًا في الذكرى الثالثة عشرة على رحيل الشاعر الكوني محمود درويش، جاء فيه:
"إذا كان الموت انزياح الجسد عن الوجود، فالبقاء خلود الروح التي أبدع صاحبها وجعل السرمدية ممكنة في الذاكرة المتعاقبة، ومحمود درويش الثري بإبداعه، والمنتشر بأشعاره، والمتمدد رغم غيابه في حضور الأجيال، استطاع أن يبقى في شغله اليومي يدبر لنا أجمل المناسبات لنحييها بكلماته، وبقي جرحه الفسيح على نزفه لأنه جرح شعبنا العام، وطبابته لن تكون بغير إنهاء النكبة وآثارها وحمل حقائب الغاصبين وتركهم لبلادنا حتى يشفى القمر الأول وتعود الأودية والبحر والسهول ومناديل المحبين عقيدة الحياة على مستقرها.
محمود درويش بعد كل سنوات غيابه جسدًا باقٍ بقوة المبدع الخالد، يدرس أطفالنا استحقاقات الأرض والحياة، يعلم نساءنا صبر أيوب في قصائد الصدمات المتوالية، يوزع قطع السكر على الشابات وهن يعقدن جدائلهن أمام الصباحات المعطرة، ويرسم سومطرة القمر على ثوب جليلية تحمل جرار الحناء في عرس القرية العائدة إلى نفسها.
ورغم ما يهيج علينا من مصائب، وما يشتد من أهوال، وما ينبت من مؤامرات، وتطبيع وحصار؛ نتابع نبض قلوب محبي محمود درويش لنطمئن عليه كل مساء، ونعرف بعدها أن الليل اقترب من ثقب الباب القريب من الفجر، فثمة ما يجعلنا نؤمن أن الفجر قريب.
الرحمة لروح محمود درويش ولشعراء الوطن الفوارس، الذين عبأوا الأرواح لتمشي طريق الخلاص، بخطى واثقة، وقلوب تنتظر الفلق، وعودة الخطوات البعيدة إلى الجسر باتجاه الحلم، ولمعشر الكتّاب والأدباء خلاصة الاحترام ورفعة التقدير في مسيرة لا تنقطع، ومسار لا حياد فيه، غايته البيت الكبير، والأمل الموعود".