تصاعد التوتر بين إسرائيل وبولندا واتهامات متبادلة بين الطرفين

ترجمة الحدث

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل وبولندا تسيران حاليًا في مسار تصادمي يشبه إلى حد كبير الأزمة التي نشأت حول قانون الهولوكوست في عام 2018، والذي كان يهدف إلى عدم تحميل الشعب البولندي مسؤولية ما جرى مع اليهود في بولندا.

وأوضحت الصحيفة أن الخطوة التالية التي يفكر فيها الإسرائيليون حاليًا هي إلغاء البيان المشترك لرئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء ماتوس مورفيكي، الذي أنهى الأزمة في أعقاب القانون الذي تضمن بندا يتم بموجبه معاقبة الذين يتهمون البولنديين بالمسؤولية عن الهولوكوست بالسجن لثلاثة أعوام وهو ما أثار حفيظة الإسرائيليين.

وبحسب الصحيفة، "كان هناك بعض التوقعات في إسرائيل بأن الرئيس البولندي أندريه دودا لن يتسرع في التوقيع على قانون يقيد دعاوى الملكية من الناجين من الهولوكوست، خاصة بعد أن انتقاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقانون، لكنه وقع عليه".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لبيد حول القانون البولندي "حقيقة أن بولندا تمرر قوانين تحد من إنكار الهولوكوست أمر لا يطاق وسوف نذهب بعيدا جدا ضدهم في هذه القضية. نحن ننسق تماما مع الأمريكيين، والسلوك البولندي لا يطاق ولن نتسامح معه."

وأمر لبيد، مفوض السفارة الإسرائيلية في وارسو، تل بن أري، بالعودة فورًا إلى إسرائيل لإجراء مشاورات إلى أجل غير مسمى. في الوقت نفسه، تجري وزارة الخارجية الإسرائيلية حاليًا محادثات للتنسيق مع الأمريكيين حول المزيد من الردود في المستقبل.

وفي وقت سابق، أوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير البولندي لدى إسرائيل، مارك ماغيروفسكي، بمواصلة إجازته في بلاده. وجاء في تصريح للخارجية الإسرائيلية "يجب أن يستغل الوقت المتاح له ليشرح للبولنديين ما تعنيه المحرقة للإسرائيليين".

وعلى الرغم من أن لبيد ادعى الليلة أن الموافقة على القانون جعلت بولندا دولة معادية للديمقراطية إلا أن هذا التصريح إشكالي بحسب خبراء إسرائيليين، حيث تم تمرير قانون رد الممتلكات بدعم كامل من كل من التحالف والمعارضة في بولندا، لذلك من المحتمل أن يتعامل البولنديون مع اتهامات لبيد برد فعل قوي.

وأعلنت بولندا أنها ترفض سلوك وزارة الخارجية الإسرائيلية والقرار الذي اتخذته بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في وارسو".

وفي بيان للخارجية البولندية قالت إن "الخطوات التي اتخذتها إسرائيل تضر بشدة بعلاقاتنا. ستتخذ حكومة الجمهورية البولندية الإجراءات السياسية والدبلوماسية المناسبة".

واتهم نائب وزير الخارجية البولندي، لبيد، بمحاولة الاستيلاء على رأس المال السياسي على ظهور البولنديين. وقال "استخدم يائير لابيد عبارة إنكار الهولوكوست. نحن مستاؤون من اختيار هذه الكلمات ونرفض بشدة هذه الاتهامات.. بولندا تدين بشدة استغلال مأساة ملايين اليهود في الحرب العالمية الثانية".