الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من الذي يضلل اشتية ويدفعه للحديث بمعلومات غير صحيحة؟

2021-08-22 11:32:19 AM
من الذي يضلل اشتية ويدفعه للحديث بمعلومات غير صحيحة؟
محمد اشتية

خاص الحدث

نشر موقع "pv" المختص في شؤون الطاقة حول العالم، خبرا حول مناقصة طرحتها شركة مصادر التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني لشراء خط تجميع وحدات الطاقة الشمسية، حيث إنه من المقرر استخدام خط بقدرة 20 ميغاواط في مصنع جديد لوحدات الطاقة الشمسية يقع في الضفة الغربية.

وقال متحدث باسم شركة مصادر للمجلة إنه "من المتوقع أن تكون هذه السعة الأولية قابلة للتوسع في مرحلة لاحقة، لتلبية الطلب المحلي، ومن ثم الإقليمي، وسيُنَفَّذ المشروع خلال العام المقبل".

وأضاف أن "المشروع جزء من استراتيجية وطنية شاملة موجهة نحو انتقال الطاقة المستدامة في فلسطين"، حسبما ذكر موقع "بي في ماغازين".

وستتاح فرصة أمام مزوّدي معدّات إنتاج الطاقة الشمسية حتى 15 سبتمبر المقبل، لتقديم عروضهم، كما أوضح المتحدث، فيما لم يكشف عن مزيد من التفاصيل الفنية حول خط الإنتاج.

وكان مدير مشاريع الطاقة الشمسية في شركة "مصادر" التابعة لصندوق الاستثمار، محمد عورتاني، قد صرّح لموقع pv في مارس الماضي "أن مصادر تعمل حاليًا على برنامج لتزويد الطاقة الكهروضوئية على أسطح المدارس بقدرة 35 ميغاواط، والذي تم إطلاقه في يناير 2018. وتم طرح البرنامج على دفعات ليشمل 40 مدرسة في كل دفعة".

ويكشف التقرير الذي نشره موقع pv والبيانات التي أوردها نقلا عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مغالطات في المعلومات والبيانات التي يصرّح بها المستوى الرسمي بخصوص واقع الطاقة الشمسية في فلسطين وتحديدا رئيس الوزراء محمد اشتية.

مؤخرا نشر رئيس الوزراء مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، تضمن تصريحا له حول الطاقة الشمسية وكذلك معلومات حول الموضوع نشرت كنصوص في المقطع.

ومن بين المعلومات المغلوطة التي نشرت في الفيديو، هي أن فلسطين تمكنت مع نهاية عام 2020 من إنتاج 120 ميغاواط من أصل 130 وهي إجمالي القدرة التي أقرتها الحكومة ضمن خطتها الاستراتيجية للطاقة المتجددة عام 2012 على أن تصل لها في نهاية عام 2020.

لكن وبحسب الموقع المختص في شؤون الطاقة عالميا نقلا عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وصلت القدرات الإجمالية المنتجة من مشروعات الطاقة الشمسية في فلسطين بنهاية عام 2020 إلى قرابة 55 ميغاواط، بزيادة بلغت 5 ميغاواط عن العام الذي سبقه. أي أن الفرق بين الواقع وبين ما أعلنه اشتية أكثر من الضعف.

أما الأمر الآخر في حديث ومقطع فيديو اشتية الذي فاجأ مختصون ومتابعون لقطاع الطاقة الشمسية، هو حديثه عن وجود مصنع "قيد التركيب" لتركيب الألواح الشمسية.

وتوجهت الحدث لأكثر من جهة مختصة في الموضوع، وتبيّن أنه لا يوجد أي مصنع من هذا النوع في فلسطين، والحقيقة هي أن هناك مناقشات كانت لإنشاء مصنع في بيرزيت وآخر في أريحا لكن لم يتم التقدم بأي خطوة عملية على الأرض بهذا الاتجاه.

وبحسب معلومات "الحدث" فإن المنطقة التي تم الحديث عنها في بيرزيت لإنشاء المصنع لا تزال فارغة، فيما أن المنطقة المعنية في أريحا كانت قد تحولت إلى مشروع آخر لا يتعلق بالطاقة الشمسية نهائيا. أما إن كان يقصد المشروع الذي كشفت عنه مصادر، فقد أوضح متحدث باسم الشركة أنه سينفذ العام المقبل، أي أنه غير موجود حتى الآن، وليس قيد التركيب كما صرح اشتية.

وتساءل مختصون في مجال الطاقة الشمسية عن السر الذي يكمن وراء هكذا تصريح غير دقيق ولا أساس له من الصحة من قبل رئيس الوزراء، وعن الجهة التي تزود رئيس الوزراء بهكذا معلومات غير دقيقة، ولماذا يظهر رئيس الوزراء حماسا شديدا لخيار الطاقة الشمسية في تصريحاته، بينما يصرح رئيس سلطة الطاقة مؤخرا، بأن الحل لمشكلة كهرباء طولكرم يكمن في زيادة القدرة الكهربائية من الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلا فكرة الطاقة الشمسية كخيار يمكن حل الأزمة من خلاله، وكاشفا عن استمرار قناعة المستوى الرسمي بأن الاعتماد على الاحتلال أكثر يجعل أزماتنا أقل، رغم أن هذه القاعدة ثبت فشلها.