الأربعاء  25 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عباس زكي لـ "الحدث": أعطينا السلام كل شيء وآن الأوان لنعطي المعركة كل شيء

2014-07-10 10:10:03 PM
عباس زكي لـ
صورة ارشيفية

 الاحتلال هو الارهاب الحقيقي وليس المقاومة

الهجوم على غزة ليس حرباً بل عدوان على جماهير آمنة
أجرى الحوار: سراب عواد
لا خلافات في القيادة الفلسطينية أو قيادة حركة فتح، ستعمل القيادة على أن تسوق اسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية بهذا الوضوح والمباشرة بدأ السيد عباس زكي حديثه معنا حول مجمل المشهد الفلسطيني الحالي.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في حديث خاص مع صحيفة الحدث: أن القيادة الفلسطينية عقدت اجتماعات عاجلة وطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفاً ما يحدث بالمجزرة التي طالت البشر والحجر، مؤكداً بأن القيادة الفلسطينية تدرس بعمق كافة القضايا والامكانيات المتاحة للرد على هذا العدوان الغاشم، واستخدام كل مالديها على الصعد الدولية والاقليمية، وبذل كل الجهود وتوظيف كل العلاقات بمختلف الساحات لوضع إسرائيل في خانتها الصحيحة، بأنها دولة عنصرية وفاشية ويجب أن تخضع للشرعية الدولية وأن لا تبقى فوق القانون، وأن تخلي فوراً أراضي الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها 133 دولة حول العالم، قائلاً : كفانا حديثاً عن جرائم إسرائيل، إسرائيل يجب أن ترحل، وأن تنفذ قرارات الشرعية الدولية بحق اللاجئين وسائر حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وكنس الاستيطان الذي يشكل طعنة نجلاء في أي مسيرة سلام، وأن الرئيس محمود عباس دفع كل شيء من أجل السلام والآن على استعداد بأن يدفع حياته ليحمي شعبه من الغطرسة والبطش، وأن ما مضى لاسرائيل لن يعود ولن يتكرر. وبالنسبة لما نشر من خلافات داخلية وصراعات بين اللجنة المركزية والسيد الرئيس، فهذا الخبر لا أساس له من الصحة، ولم يحدث على الاطلاق.
نعم كان هناك اجتماع للقيادة الفلسطينية والجميع تحدث، وكان الرئيس أول المتحدثين ولم يكن هناك خلاف بالرؤية تجاه إسرائيل وجرائمها وبالتالي أخذ قرارين في اجتماع القيادة الأول هما: التأكيد على المصالحة الوطنية الفلسطينية بوصفها ثابت من ثوابتنا الوطنية وهي المدخل الحقيقي لانتصارنا واسترداد حقوقنا كافة. مؤكداً على أن العدوان الهمجي على شعبنا في الضفة والقطاع،  يعتبر بالنسبة لنا هو الحافز الأكبر لتعميق وحدتنا واعلاء بنيانها لنتفرغ لمواجهة العدو الوحشي الذي لا يفهم إلا لغة الحزم والقوة.
 أما القرار الثاني فهو ضرورة أن نسوق إسرائيل كدولة عدوان إلى محكمة الجنايات الدولية، والعمل على تفعيل كل القوانين ذات الصلة في هذا الأمر، وتفعيل علاقة القضية الفلسطينية مع دول وشعوب العالم، وأن لغزة الأولوية المطلقة، وعلينا بذل كل الجهود وتوظيف كل العلاقات بمختلف الساحات لوضع إسرائيل في مكانها الصحيح كدولة عدوان واحتلال وفصل عنصري.
ئين الفلسطينيين بالسيادة والحقوق والمياه والأمن وغير ذلك ويجب نزع الاستيطان الذي يشكل طعنة نجلاء في أي مسيرة سلام
وفي ذات السياق قال زكي إن المفاوضات مع الجانب الإسرايلي متوقفة، والتفاوض كان مع الجانب الأمريكي، ومع ذلك عشنا اقسى ظروف برغم تعهد كيري بتسمية الأمور بمسمياتها، وأن يؤشر على من يعرقل عملية السلام، ومنذ أن بدأ يتحدث عن التجازوات والخروقات الإسرائيلية حتى قام اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة عليه طالباً منه الاستقالة، ولذا أصبح يساوي بين الضحية والجلاد برغم عدم التزام اسرائيل بتعهداتها، ومنها ما تم الاتفاق عليه باطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، واستمرارها ببناء وحدات استيطانية، مشيراً إلى أن كل هذه الانتهاكات قطعت طريق المفاوضات، مؤكداً على أنه لا مفاوضات قادمة إلا أذا ارتبطت بمرجعيات دولية لتحدد انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.
وفيما يخص الجانب الإسرائيلي، اعتبر زكي أن نتنياهو لم يعد قادراً على كبح جماح المستوطنين، ولم يعد قوياً في الشارع الإسرائيلي، وفي حزب الليكود، وأمام الجماعات المتطرفة، نظراً لسياسته العنصرية الفاشية التي وضعها بكتاب عنوانه "تحت الشمس" معتبراً كل من هو غير يهودي بالحشرة،"جوي" أي من سلالة حيوانية وغير منسوب للأجناس الآدمية، بالتالي هذه الثقافة وهذه الايدلوجية الفكرية التي ينتمي إليها نتنياهو جعلته على يسار المتطرفين، وخلقت متطرفين أقوى منه، وما استقالة ليبرمان إلا دليل على أن نتنياهو ليس قوياً أو جاذباً بقدر ما هو ملاماً وموبخاً.
وأضاف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، إن الفوضى الخلاقة التي صدرتها الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة، ونقلها المستوطنين المتطرفين الذين يمارسون أبشع الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني، كل هذا نتيجة لضعف نتنياهو، ما سييودي به لتصبح مثل هذه الفوضى هي المسمار الأخير في نعشه ونعش حكومته.
وعليه يقول زكي: إن اسرائيل تتحدث عن الارهاب، وتهاجم حماس، وتدعي أنها على قائمة الجماعات الارهابية، متناسية أن الاحتلال هو أعلى مراتب الأرهاب، وعليه جدير بإسرائيل عندما تتحدث عن الفصائل الفلسطينية، وتتهمها بالارهاب، عليها أولاً أن تنتبه تماماً لمن يهتف داخل حكومتها الموت للعرب، ما يؤكد أنهم ذاهبون إلى الشرذمة والتشظي، ونحن ذاهبون إلى الوحدة واللحمة، هم ذاهبون إلى العجز، أمام بطولات غزة فمهما دمروا ونكلوا فإن الارادة الفلسطينية ستبقى شامخة، وكل جريمة سيقترفونها ستكون أعدل الرسالات إلى السماء، ما القتل والتشريد وهدم البيوت والتنكيل بأصحابها ، إلا جرائم تمارس ضد شعب مذبوح ومحاصر وليس لديه اقتصاد، جرائم فاقت تصور البشر وقدرتهم على التحمل ووصلت في نهاية المطاف إلى قيام مجموعة من المستوطنين بخطف الطفل أبو خضير واجباره على شرب البنزين أثناء عودته من صلاة الفجر، ومن ثم حرقه وهو حي والقاءه في غابة عند دير ياسين، هنا يجب على الجميع أن يتذكر بأنهم أحفاد وأبناء من خطط ونفذ مذبحة دير ياسين، وبالتالي فإن اسرائيل تتجدد الكراهية والعنف والبربرية.
ولذا يواصل زكي حديثه للـ"الحدث"، نحن سنكسب العالم وهم سيتراجعون خاصة بعد استشهاد الطفل ابو خضير ورواية ابن عمه طارق الذي يحمل الجنسية الأمريكية والفيديو والتصوير سيكونان أداة لكشف جرائم اسرائيل وانتهاكاتها التي توالت الادانات الدولية بسببها حتى أن سوزان رايس أدانتها بشدة، وجاءت مفردات كيري وغيره لأول مرة في صف الفلسطينيي، وهذا لم يكن ممكناً من قبل، حتى المجتمع الاسرائيلي اهتز لهول هذه الجريمة، وهناك حاخام افتى بضرورة التعامل مع هؤلاء كمجرمين، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن قضيتنا عادلة وأننا نسير باتجاه الصواب، وشعبنا مظلوم وارادتنا جاهزة .
الآن عليهم أن يدفعوا الثمن، خاصة بعد ما أن توغلوا في جرائمهم ضد قطاع غزة، ودمروا البيوت الآمنه بحجة الأهداف العسكرية، قتلوا سبعة من عائلة كوارع، وعائلة حمد كذلك، وقضوا على عائلات بأكملها تحت ذريعة الأهداف العسكرية، كفانا عشرون عاماً من مفاوضات بلا جدوى، لقد آن الأوان بأن أي مفاوضات تأخذ الجدوى الزمنية وهي الانسحاب الاسرائيلي والاقرار بالحقوق للفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد زكي، سنلاحق اسرائيل قضائياً، ولدينا وثائق كثيرة تضعها أمام المحاكم الدولية حسب الاختصاص، ولن تكون اسرائيل هذه المرة صاحبة القرار وصاحبة الفوز في النتائج، اسرائيل مرتبكة ومعنويات شعبنا عالية برغم القتل والتدمير والخراب الذي يفوق طاقة البشر، نحن أعطينا للسلام كل شيء وآن الأوان أن نعطي المعركة كل ما تحتاجه، ونحن قادرين بحكمتنا وحنكتنا واستعدادنا للموت، أن نجرع اسرائيل السم قطرة قطرة.
 أخيرا يجب أن يعلم الكل يقول زكي: إن شعبنا الذي رابط في الميدان، في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وفي كافة المحافظات التي تضامنت معها، بهذا الاندفاع التلقائي إنما يؤكد مصداقية الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يقول عن شعبنا شعب الجبارين، ولذا على الجميه أن يعي أن الشعب أكبر من قيادته، وبأننا بهذه المعنويات والارادة سننتصر، فوطن لا نحميه ولا نحرره لا نستحقه ولا يستحق فلسطين غيرنا .