الحدث- سوار عبد ربه
ما تزال معالم زيارة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس للرئيس الفلسطيني محمود عباس مجهولة المعالم، إلا أن تصريحات إسرائيلية خرجت لتبين أن الزيارة ناقشت قضايا اقتصادية، مع التشديد على أنه لا "عملية سياسية مع الفلسطينيين" وفقا لتصريحات شخصية مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت.
كما صرح غانتس، أمس الاثنين، أنه "اتفق مع الرئيس عباس، على اتخاذ سلسلة خطوات تهدف إلى تسهيل الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية".
حول هذا قال الخبير الاقتصادي هيثم دراغمة لـ"صحيفة الحدث"، إن "زيارة غانتس أتت لتعالج بعض الأمور الآنية وليست الاستراتيجية، مشيرا إلى أنه لا يرى أي تغيير قادم على حال الاقتصاد الفلسطيني".
وبحسب دراغمة فإن "الزيارة هذه أتت بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية، لأن السلطة الفلسطينية أعطت الانطباع الحقيقي للحالة الاقتصادية الفلسطينية بأنه يوجد عجز كبير لهذا الشهر في خزينة الحكومة الفلسطينية التي لربما تكون عاجزة عن تقديم الالتزامات للموظفين في القطاع العام".
وكان رئيس سلطة النقد الفلسطينية فراس ملحم قد أعلن يوم 15 آب الجاري، أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني أسوأ أزماته منذ عقدين من الزمن بسبب جائحة فيروس (كوفيد-19) الصحية وأزمة إيرادات المقاصة (الضرائب) مع الاحتلال وتراجع المساعدات الخارجية.
وأضاف دراغمة: "الولايات المتحدة الأمريكية تعنى تماما بإبقاء الحالة الاقتصادية على الأقل بالحد الأدنى في الأراضي الفلسطينية قائمة، وإلا ستذهب باتجاه حالة من الإحباط التي ستنتاب المواطن الفلسطيني وهذا من شأنه أن يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني وهذا ليس في مصلحة أحد".
وتابع: "زيارة غانتس للمقاطعة قيل من الجانب الإسرائيلي إنها زيارة اقتصادية لمناقشة الأوضاع المتردية في الأراضي الفلسطينية، وربما قدم الإسرائيليون آلية للخروج من هذا المأزق، سيما وأن الخزينة الفلسطينية تعاني من عجز".
ووفقا للخبير الاقتصادي: "الاحتلال هو المتسبب في العجز الاقتصادي الفلسطيني من خلال ما يتم اقتطاعه من الحكومة الفلسطينية من أموال المقاصة"، متسائلا كيف لإعلام الاحتلال أن يمتدح الجانب الإسرائيلي بأنه أتى لإخراج القيادة الفلسطينية من مأزق مالي في الوقت الذي تسبب هو فيه".
ومطلع شهر تموز قرر كابينت الاحتلال خصم 600 مليون شيقل، من أموال المقاصة بدعوى أن السلطة تدفعها رواتب لأسر الشهداء والأسرى، وبدأ الخصم فعلا بداية شهر آب الحالي، بقيمة بلغت 100 مليون شيقل بحسب تصريحات محمد اشتية رئيس الوزراء.
وأشار دراغمة إلى احتمالية تطرق الرئيسين إلى أحاديث جانبية لها علاقة بالتنسيق الأمني.
يشار إلى أن زيارة غانتس لرام الله، تعتبر أول لقاء لمسؤول حكومي إسرائيلي مع الرئيس عباس منذ 11 عاما.