الحدث- سوار عبد ربه
تمكن 6 أسرى صباح اليوم من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، عن طريق نفق تم حفره داخل السجن.
وليست هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها أسرى من انتزاع حريتهم بالطريقة ذاتها، فقد كانت للأسير المحرر أمجد الديك تجربة شبيهة عام 2003 في سجن عوفر.
ولعل التساؤل الأهم وسط هذه المعطيات، كيف للفلسطيني المأسور، الذي لا يمتلك معدات وأدوات أن يتمكن من خرق كل الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخدها "إسرائيل" داخل السجون، وأن يخفي آثار الحفر المستمرة على مدار أشهر، سيما وأن سجن جلبوع يعتبر الأكثر تحصينا في "إسرائيل" ويطلق عليه في مصلحة السجون الإسرائيلية لقب "الخزنة" لشدة التحصينات الأمنية حوله وفقا للإعلام العبري.
وفي هذا الشأن تواصلت الحدث مع الأسير المحرر أمجد الديك من بلدة كفر نعمة، والذي تمكن من انتزاع حريته يوم 12 أيار 2003.
وعقب الديك على ذلك بقوله: "كل أسير في السجن، يتواجد بين أربعة جدران، يفكر بالهروب، لأنه من الطبيعي أن الإنسان الحر الذي لا يرضى بالذل ولا المهانة أن يخرج".
وأضاف: "العلاقة بين الأسير والسجان، عند كل محاولة يقوم بها الأسير للخروج هي علاقة صراع، موضحا أن السجان يبقى متربصا للأسير ويحاول منعه، من خلال التشديد وزيادة القيود ومنع الزيارات ومنع التواصل مع أقرانه في السجن، ومع أهله في الخارج".
وتابع: "الاحتلال يسخر كل ما يمتلك من قدرات وتكنولوجيا وغيرها للحد من تفكير الأسير وطموحه في نيل حريته".
وحول الظروف التي يعمل فيها الأسير، كي يبلغ هدفه أكد الديك أن لا إمكانيات لدى الأسير، مقابل وجود الأسوار العالية والحراسة المشددة وأبراج المراقبة، إلى جانب العد الصباحي والمسائي، ووقت الفورة، بالإضافة إلى التفتيشات المتكررة، ومتابعة الأوراق وغيرها من الإجراءات".
وأردف: "المحاولات تبقى تتكرر من قبل الأسير حتى تنجح إحداها، مثلما حدث اليوم، ويسعى الأسير جاهدا من خلال عمله على إخفاء كافة آثار الحفر، مؤكدا أن كل الآثار تبقى متواجدة في السجن لكن بعيدا عن الأعين".
واستنفر الاحتلال قواته للبحث والتفتيش عن الأسرى، الذين انتزعوا حريتهم وهم : " زكريا محمد عبد الرحمن زبيدي (45 عامًا) من سكان مخيم جنين، وأيهم فؤاد نايف كممجي (35 عامًا) من كفردان، ومحمد قاسم أحمد العارضة (39 عامًا) من عرابة، ويعقوب محمود أحمد قادري ( 49 عامًا) من بير الباشا، ومحمود عبد الله علي العارضة ( 46 عامًا ) من عرابة، ومناضل يعقوب عبد الجبار نفيعات( 26 عامًا) من يعبد".
وأفادت قناة كان العبرية أن مئات من عناصر الوحدات الخاصة تشارك في عمليات البحث ولا نتائج حتى اللحظة.
وعن آلية العمل أوضح الديك أنه اتفق مع اثنين من رفاقه على الهرب من السجن، فباشروا بالحفر، مؤكدا أن السجن خال من المعدات، وكان اعتمادنا بالدرجة الأولى على أظافرنا، وما يتوفر في السجن من إمكانيات بسيطة".
من جانبهم، أوضح أسرى محررون للحدث أنه عادة ما يتم الحفر باستخدام الملاعق، بالقرب من دورة المياه، كونها منطقة فيها خلل من الناحية الهندسية، كما يتم إخفاء التراب داخل دورة المياه.
وأشارت مصلحة السجون الإسرائيلية، إلى أن التقديرات تشير إلى أن عمليات الحفر استمرت لأشهر وهذه هي المرة الثانية خلال سبع سنوات التي يحفر فيها أسرى نفقا في جلبوع.
بدوره، قال قائد لواء الشمال في مصلحة السجون أريك يعكوف: "أجرينا تدريبات سابقة لمنع مثل هذه الحوادث، لكنها حدثت".
وأضاف: " هناك خلل في مبنى السجن وهناك فراغات تحت غرف السجن ولربما هي ما مكنت السجناء من الفرار" .