السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فنانون وطلاب ينتفضون فنيا في ذكرى يوم الارض

2015-03-31 11:24:16 AM
فنانون وطلاب ينتفضون فنيا في ذكرى يوم الارض
صورة ارشيفية

الحدث- غزة
 
انتفض نحو200 فنان وفنانة تشكيلية ،واكثر من 200 طالب وطالبة من طلاب الجامعات والمدارس من كل محافظات قطاع غزة  ،فنيا في ذكرى يوم الارض ، في ساحة السرايا في غزة .
 
المشاركون عبروا بأناملهم والوانهم  بشكل حي امام الجماهير  عن معانى يوم الارض الذى يجسد حكاية  الفلسطيني مع ارضه وتشبته بجذورها ، ومقاومته المستميتة لكل محاولات اقتلاعه .
 
المعرض الفني المفتوح والذى جاء تحت عنوان" انى اخترتك يا وطني" ، نفذه ورعاه مركز نوار التربوي  التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ،بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ،   حضره اعضاء مجلس ادارة جمعية الثقافة والفكر الحر و قيادات وزارتي الثقافة والتعليم ، ،وممثلي عن المؤسسات الحكومية والخدماتية والاهلية والفنية ،وجمهور عريض .
 
وشارك بالمعرض والذى يعد الاول من نوعه بالقطاع ، اطفال ،وشباب، وفتيات من مختلف الاعمار ، ومن ذوى الاعاقة ،شكلوا بلوحاتهم ملحمة فنية نضالية  فى مقاومة المحتل فنيا وفكريا ، عكست مدى وعيهم الجمعي ،وارتباطهم بأرضهم ووحدتهم رغم الحدود المصطنعة .
 
وعن لوحتها  تقول الفتاة لما شكشك 14 عام ": رسمت قبضة يد مثبته بالأرض وراسخة تلتف حولها الكوفية الفلسطينية ،   ترمز لحتمية تواصل أبناء الشعب الواحد رغم الحواجز والأسلاك التي تقسّم الوطن .
 
فيما اختارت الفتاة الجامعية غادة سلام ان تعبر عن صرخة الارض بطفل يحتضن امه ،لتجسد ارتباط المواطن الفلسطيني وتعلقه بارضه ،فيما خلدت لوحات اخرى الشهداء الذين دافعوا عن الارض وافنوا حياتهم من اجلها ،واستشرقت لوحات اخرى المستقبل بتحرير الارض من مغتصبها والعيش بحرية وسلام .
 
واصر الشاب محمد الدلو ،20 عاما،  الا ان يشارك بهذه التظاهرة النضالية رغم اعاقته الحركية ، فيقول :" انا هنا لأرسل رسالة للمحتل الإسرائيلي ، اننا متمسكون بأرضنا، ولن تستطيعوا ان ترهبونا وتقتلعونا من جذورنا الراسخة والممتدة عبر التاريخ ،مضيفا  ان التاريخ ويوم الارض يشهد اننا دافعنا عن ارضنا وعرضنا بصدورنا العارية مقابل اسلحتكم الفتاكة ومازلنا صامدين ومتمسكين بأرضنا ".
 
واختار الكثير من المشاركين  شجرة الزيتون وخريطة فلسطين لتكونا محور لوحاتهم الفنية لرمزيتهما الفلسطينية ، واحاطوها بالأسلاك والجنازير ،كدلالة على اسرها واحتلالها ،وتقول في هذا الصدد الطفلة افنان كوارع 9 سنوات :" رسمت خريطة فلسطين محاطة بالأسلاك وبجانبها امرأة فلسطينية شامخة ترفع العلم كدلالة على ان الارض ستحرر وسنرفع علم فلسطين على كامل ارضنا .
 
وفى كلمتها الافتتاحية قالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت :"ان هذه الانتفاضة الفنية في ذكرى يوم الارض ، والتي اخترنا اقامتها على ارض السرايا ، مكان السجن الذى كان يعذب فيه المحتل المناضلين ، لنقول له انك لزوال كما زال هذا السجن ".
 
واشارت زقوت الى ان الاقبال على المشاركة في هذه التظاهرة الفنية عكس وعى الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه وفئاته بأهمية احياء  هذا اليوم الملحمي كرمز للتشبت بالأرض والهوية والقضية الفلسطينية .
 
وعن رسالتهم من المعرض اوضحت زقوت ، نريد أن نوصل للعالم رسالة من خلال لوحات الأطفال والشباب بأننا شعب لنا قضية وتراث وهوية، ومهما حاولت إسرائيل طمس تراثنا، فإنها لن تستطيع" ، مشيرة الى اننا شعب حضاري يحب الحياة، وسنقول ذلك من خلال لوحات المشاركين اليوم.
 
فيما اوضحت مدير مركز نوار التربوي نجوى الفرا " ان فريق المركز قرر احياء هذه الذكرى الوطنية بانتفاضة فنية ،ترسخ قيم وطنية وترسل رسائل بلغة يفهمها العالم عبر لوحات المشاركين من جميع الفئات العمرية ، مشيرة الى أن المعرض يأتي تقديساً لذكرى اليوم الأرض ووفاءً لها، ومن واجبنا كمؤسسات ثقافية الدفاع عن الأرض بشتى الطرق الفنيّة..
 
وبدوره قال  وكيل وزارة الثقافة المساعد مصطفى الصواف  :"إلى أن وزارة الثقافة تشارك بهذه الفاعلية  للتأكيد على استخدام كل الوسائل لمواجهة هذا العدو الغاصب، وأن الرسومات تعبر عن رسالة حقيقية تؤكد على انها تعبيرات يقرأها كل العالم، مطالبا بالمزيد من الفعاليات الثقافية في جميع المناسبات الوطنية والتراثية الفلسطينية.
 
وحيا الصواف جمعية الثقافة والفكر الحر على هذه الفعالية  التى تؤكد حس الانتماء الوطنى عندها ،وعلى مجمل انشطتها الوطنية الثقافية والتوعية والتنموية النوعية  .
 
وفي كلمة وزارة التربية والتعليم قال هاني الهور: ان فلسطين ارض الرباط وارض الإسراء والمعراج، وأن مشاركة الوزارة جاءت من أجل الاسهام في احياء ذكرى يوم الأرض.
 
ويرى الفنان الكبير فتحى غبن  ان المعرض الفنى المفتوح استطاع برسومات وابداع الاطفال والشباب والفنانين  تجسيد  ملحمة  ذات بعد  وطني وجمالي  تشتم منها رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون ،مؤكدا على أهمية المعرض وقيمته الجمالية والوطنية معتبره احد أشكال النضال الوطني لأنه يرسخ يوم الارض في ذاكرة الاجيال  .
 
وفى كلمة لنواب برلمان نوار التربوي تساءلوا خلالها عن جدوى وجود منظمات حقوق الاطفال والامم المتحدة وكل المؤسسات الدولية وهى غير قادرة على حماية الاطفال والمدنيين العزل ،وهى تشاهد جرائم المحتل الإسرائيلي على شاشات الفضائيات ضد الاطفال بغزة والضفة والقدس ،وهى ترى  حقوقنا  في الصحة والتعليم والترفيه وحرية التنقل وغيرها من الحقوق تنتهك يوميا بفعل الحصار .
 
وطالب النواب تلك المؤسسات اما ان تقوم بدورها الذى وجدت من اجله في حماية المدنيين من الاطفال من بطش آلة الحرب الإسرائيلية التي تغتال طفولتهم  من وقت لأخر، وتحاكم قادة الاحتلال وجنوده على جرائمهم ،او تقفل ابوابها لانها لا تستطيع ان تحمى قراراتها التى سنتها ،وتطبيقها على دول وتستثنى منها دول .