الحدث المحلي
دعا باحثون في الإعلام الرقمي، اليوم الثلاثاء، خلال عرض دراسة جمعت ٣.١ مليون تعليق، و١٠٠ ألف بوست إعلامي ومجتمعي مرتبط بالمرأة على صفحات فيسبوك، إلى صناعة خطاب مجتمعي يعالج واقع المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها وزارة المرأة في مدينة رام الله، لمناقشة نتائج دراسة أعدها عميد دائرة الإعلام في جامعة القدس نادر صالحة، والباحث في الإعلام الرقمي وسام عطوان، حول "الخطاب المجتمعي تجاه قضايا المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي"، بحضور عدد من الشخصيات الإعلامية والنسوية.
وأوصت الدراسة بتحويل سطوة الخطاب الديني على مجتمع مواقع التواصل الاجتماعي، من أزمة إلى فرصة لدى وزارة المرأة والمؤسسات الحليفة والصديقة، من خلال استخدام البعد الديني، بالتركيز على حقوق المرأة واحترامها ومكانتها في المجتمع، بأسلوب يصنع فرقا.
واعتمدت الدراسة على تحليل الخطاب الإعلامي في 233 صفحة على موقع فيسبوك، هي الأكثر متابعة في "الأراضي الفلسطينية" من تعليقات ومنشورات، ودراستها من حيث الدلالات التي تتعلق بالمرأة، وهي الدلالات: القانونية والحقوقية، والعنيفة والعدائية والاعتدائية، والدينية والإسلامية، والاجتماعية والثقافية، والخادشة والبذيئة والتعريضية.
وأكدت وزيرة المرأة آمال حمد في كلمتها الافتتاحية لمناقشة الدراسة، أن العالم والبيئة الرقمية أصبحت هي المتحكم في توجهات كثير من أبناء شعبنا، والإعلام الرقمي بات هو القادر على توجيه البوصلة نحو مجموعة القيم المفترض أنها تحافظ على لحمة وتناسق ووحدة المجتمعات.
وقالت، قررنا أن نسلط الضوء على وجهة نظر جمهورنا الفلسطيني في تنوعه السياسي والفكري والاجتماعي، ونسعى أن نصل بإطار تطوير الخطاب إلى رؤية شمولية لوضع توصيات والعمل عليها؛ من أجل تعزيز قيم العدالة والمساواة والمحافظة على حقوق النساء، باعتبارها حقوقا بعيدة عن التنمر والاساءة للمرأة وأي فرد من المجتمع.
وتابعت، "لقد تناغمت الدراسة مع دراسة أخرى كانت تتحدث عن استطلاعات حول توجهات الجمهور الفلسطيني في قضايا المرأة".
ودعت إلى ضرورة العمل المشترك وتوحيد الجهود تجاه النهوض بالمرأة والوصول إلى مجتمع يكرس قيم العدالة، ويسعى للسلم الأهلي والمجتمعي، وأن تكون توصيات جديدة قابلة للعمل من أجل معالجة الثغرات، والفجوات في قضايا المرأة.
بدوره، استعرض صالحة، مدى فعالية الخطاب الإعلامي المتعلق بالمرأة في الفضاء الرقمي الفلسطيني، والصفحات الأكثر نشرا والأكثر تأثيرا في قضايا المرأة.
وأوضح أن هذا البحث هو أول بحث من نوعه تم العمل به في المنطقة، وتم تطويره "للوغاريتمات"، ليكون أكثر ارتباطا بالسياق والمعنى والنتائج، وعمل محاكمة للكلمات الاجتماعية والخطاب الديني والاعتداءات المتعلقة بالعنف والمتعلقة بالتعريض والبذاءة على موقع فيسبوك.
وبين، أن صفحات الفيسبوك التي تم دراستها، بدت معظمها في سياق طبيعي لموضوع العينة، عدا 3 صفحات ملفتة وحصلت على متابعات عالية منها صفحتان دينيتان، وأخرى جهاز دولة.
ونوّه إلى أن 43 صفحة لمؤسسات إعلامية رسمية لم تتجاوز فيها نسبة التأثير 26%، مشيرا أيضا إلى أن الصفحات المثيرة للجدل كانت نسبة الانخراط فيها متوسطة، ومحتواها عبارة عن أفكار بطابع استفزازي أكثر وليس ذكيا.
وتسلط الدراسة الضوء على قضية هامة وحيوية في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، وهي طبيعة خطاب المرأة في الفضاء الفلسطيني الرقمي، ما يشكل مرآة تعكس اتجاهات الرأي العام حول قضايا المرأة والنوع الاجتماعي.