الحدث الثقافي- أدب
تُعتبر قصيدة الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح "الأبطال..والسبعون" أحد أهم قصائده والتي لاقت رواجاً مهماً في العالم العربي خاصة لأنها احتفت ووثقت صمود الثوريين الجمهورين ضد حصار الملكية الذي فرضته عليهم. ويُعرف هذا الحصار بـ "حصار السبعين" أو "حصار صنعاء"، ضربته القوات الملكية اليمنية على الجمهوريين المتحصنين في العاصمة صنعاء. ودام سبعين يوماً، وشهد معارك داخل العاصمة وعلى المناطق القريبة منها. وقد تلقّى الجمهوريون المحاصرون الدعم العسكري والاقتصادي من الصين ومصر وسوريا، كما تلقوا الدعم الدبلوماسي من الجزائر. ورغم تفوق الملكيين في الكم والكيف إلا أن نهاية الحصار شهدت انتصار الجمهوريين الذي كان من أبرز نتائجه اعتراف المملكة العربية السعودية الداعم الرئيسي للملكيين بالجمهورية في صنعاء عام 1970.
وفيما يلي نص القصيدة:
ماذا أقول؟
ما عسى يقوله إنسان
وما الذي سيكتب القلم
عن الرجال في "عيبان"
عن الرجال في "نُقم"
ماذا غدا ستكتبُ القصائد؟
وما عسى ستنشرُ الجرائد؟
***
تراجعي أيتها الكلمات
تكسري أيتها الأقلام
أشرف منك صوت حر مات
وهو ينازل الظلام
ويحفظ الأطفال في عينيه يغمد الرايات
***
وددت لو كنت الطريق يعبرون فوقه إلى الجبل
لو كنت صخرة تحمي صدورهم من الأعداء
لو كنتُ لقمة أو شربة من ماء
لو كنت غيمة تمر فوقهم أو قطرة من طل
لو كنت واحدا منهم أموت أو أقتل
أولئك المناضلين
أولئك المقاتلين
من زرعوا الشمس على سمائنا
وثبتوا النجوم والأقمار
وثبتوا النهار
على طريق "أيلول" العظيم
أِعلوا الشباب، وأحرقوا الأعمار
صدوا جحافل القديم
أوقفوا مسير العار
فكانت الأعمدة النبيلة البيضاء
وكانت السبعون
أشرف أيام الخلود في ديارنا الخضراء
أخصب ما جادت به القرون
أنصع مولود لأرضنا الحنون
لأمنا صنعاء
***
تراجعي جيوش الكلمات...خففي خيولنا العرجاء
الرابضون فوق القمم البعيدة الشماء
لا خبز عندهم لا ماء
هل يستطيع الشعر أن يفجر الأنهار
أن ينزل الموائد الخضراء
الرابضون وحدهم هناك عند الشمس في القمم
سيصنعون-حين يرجعون- النهر والأمطار
سيذبحون الجوع والألم
فلتخرسي أيتها الأِشعار