قال وزير السياحة الأردني نايف الفايز إن السياحة القادمة إلى بلاده من بعض الدول الأوربية انخفضت وبنسبة 40 بالمائة في أول شهرين من العام الجاري.
وأوضح الفايز في تصريحات لـ الأناضول على هامش اجتماع لجنة السياحة في البرلمان مع عدد من سفراء الدول الأجنبية لدى الأردن، أمس الثلاثاء، أن "مرد هذا الانخفاض ربما يعود للصورة المغلوطة عن الأردن واعتقاد البعض أن أراضي وحدود المملكة تعيش جانباً من الأحداث الجارية في بعض دول الإقليم ومنها سوريا والعراق".
وفي اجتماع لها أمس الثلاثاء، طالبت لجنة السياحة في مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) من سفراء الدول الأجنبية في الأردن "عدم إطلاق الرسائل التحذيرية المغلوطة عن المملكة المتعقلة بالأوضاع الأمنية فيها وتحذيراتها من عدم زيارة المولات التجارية الكبرى تجنباً لتعرضهم للخطر".
وفي اجتماعها الذي عقدته بدار البرلمان بحضور سفيري روسيا بوريس بولوتين والصين قاو يوشينغ، وممثلين عن سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، قال رئيس اللجنة النائب منير الزوايدة إن "الأردن يأمل بتوقف بث الرسائل المغلوطة من قبل بعض السفارات والتي تؤثر على اقتصاد وسياحة البلاد".
وفي تصريح لـ الأناضول قال الزوايدة "إننا نأمل من سفراء الدول الأجنبية أن ينقلوا لبلدانهم الصورة الحقيقة عن الأوضاع الآمنة في الأردن، بما يمكن من جلب مزيد من السياح إلى الممكلة".
ولفت إلى أن بلاده على استعداد لـ"استقبال أي وفد من الخارج وعلى نفقتها الخاصة في سبيل الترويج للمملكة سياحياً في ظل الظروف الآمنة التي تتمتع بها الممكلة رغم ما تشهه دول الإقليم من اضطرابات".
من جهته قال السفير الروسي في عمّان بوريس بولوتين إن "عدم إقبال السائح الروسي إلى الأردن أسبابه عدة من بينها الأوضاع الاقتصادية للمواطن الروسي، ووجود ناقل جوي واحد بين عمّان وموسكو وهو ذو تكلفة كبيرة".
وقال بولوتين إن "هناك مطالب أيضاً بالترويج الجيد للسياحة في الأردن والاستفادة من التجربتين التركية والمصرية في استقطاب السياحة فيما يتعلق بالبنية التحتية والفنادق المهيأة لاستقبال السياح".
من جهته قال السفير الصيني قاو يوشينغ إن "الكثير من الصينيين يعتقدون أن أماكن سياحية هامة في الأردن كالبحر الميت موجودة في إسرائيل، ما يحتم تكثيف النشرات والحملات الترويجية للأردن من قبل السفارات الأردنية في الخارج وليس عبر السفارات الأجنبية في الأردن".
وأضاف يوشينغ أن "عدد سياح الصين للخارج قدر العام الماضي بـ 100 مليون، فيما يتوقع أن يصل عدد السياح الصينيين للخارج عام 2025 نحو 500 مليون سائح صيني، ولو استطاع الأردن الاستفادة من واحد بالمئة من هذا الرقم لكان أمراً جيداً للسياحة الأردنية".
وكانت عدة سفارات أجنبية من بينها الأمريكية والفرنسية والألمانية أطلقت تحذيرات لرعاياها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تطالبهم فيها بعدم الذهاب لمراكز التسوق الكبيرة خوفاً من تعرضها لهجمات محتملة.
وكان آخر تلك التحذيرات ما أطلقته السفارة الأمريكية في الخامس والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، بقولها إنها تلقت معلومات عن تهديد محتمل ضد مراكز التسوق الراقية، مؤكدة أن هذا التهديد "ذو مصداقية"، وهو ما نفته حينها مصادر أمنية أردنية.