معرض عمان الدولي للكتاب يحظر رواية لكاتب فلسطيني

الحدث- سوار عبد ربه

منعت رواية "الإنجيل المنحول لزانية المعبد" للكاتب الفلسطيني أسامة العيسة من العرض في معرض عمان الدولي للكتاب، الذي انطلقت فعالياته اليوم الخميس في دورته العشرين.

وحول هذا قال العيسة لصحيفة الحدث إن دائرة المطبوعات في الأردن بلغت الناشر ماهر الكيالي بعدم توزيع الرواية، بقرار شفهي بسبب اعتراض مجلس رؤساء الكنائس على العنوان، معتبرا أنهم لم يقرأون الرواية واكتفوا بالاعتراض على العنوان.

وأضاف: "تشاورت مع الناشر وأصر على عرض الرواية في معرض عمان الدولي للكتاب، كون القرار لم يصدر بشكل رسمي، إلا أنهم لاحقا اعترضوا رسميا، ما أدى إلى سحب الرواية من المعرض.

ويرى الكاتب أنه لا يوجد أي تبرير لهذا الفعل، فمسألة منع الكتب تدل على تخلف كبير، خاصة في عصر الفضاءات المفتوح جدا، أما من ناحية العنوان فيعتبر الكاتب أنه خال من الإساءة، فالأناجيل المنحولة هي الأناجيل غير القانونية، المكتشفة والموجودة أصلا.

وأكد الكاتب أن الرواية ليس لها علاقة في المسيحية ولا علاقة لها بالأديان، حيث أنها تتناول أسطورة فلسطينية وردت في العهد القديم، متابعا: "حاولت من خلالها أن أتحدث عن الواقع والانحيازات بين الطوائف والمسائل القومية والحب العابر للطوائف والقوميات وهذه القضايا ما زالت منذ كتابة الأسطورة قبل 3000 عام موجودة في المجتمع".

ولم يتوقع الكاتب أن يحظى العنوان بهكذا رد فعل، خاصة في الأردن التي يراها منذ سنوات فيها نوع من الليبرالية في السماح بالكتب، إلى جانب توقعه أن الحكومات نضجت وفهمت أن منع الكتاب لم يعد مجديا.

وعبر العيسة عن أسفه لأن المؤسسة الرسمية الأردنية خضعت لما أسماه ابتزاز رجال الدين.

أما محليا، فقال العيسة إن المكتبات استوردت كميات كبيرة من الرواية أكثر من مرة ونفذت كلها، وكان هناك ترحيب واحتفاء بالكتاب، وكل النقاشات التي جرت، تمحورت حول مضمون الرواية وليس عنوانها، أي أنها كانت نقاشات أدبية.

ويعتقد العيسة أنه من المفترض أن يكون كل شيء قابل للنقاش بما فيها المعتقدات الدينية، مؤكدا أن الرواية لم تتطرق لأي معتقد ديني.

والإنجيل المنحول لزانية المعبد، هي رواية تتحدث عن امرأة كنعانية أحبت رجلا من "بني إسرائيل" وتسببت بمشكلة كونهما من مكانين مختلفين.

وحاول الكاتب من خلال الرواية أن يربطها بالواقع الحالي، لأن هذه القضايا لا زالت موجودة في الشرق ولم تحسم.

وصدرت الرواية قبل أشهر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهي "مغامرة العيسة الأحدث في مشروعه الروائي لتقديم المكان والإنسان الفلسطينيين، بدون أوهام رومانسية".